|
من وحيك ياوطني,,,
ابراهيم الصبار
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 12:03
المحور:
الادب والفن
من وحيك ، يا وطني .. ! تفيض المشاعر حزناً… إذا ما الحلم انكسرْ… إذا ماالقمعُ… إذا ما القيدُ… إذا ما الجرحُ حفرْ.. قلبيَ الكليم ياو طني.. قلبي قد انفطرْ…
&&& من وحيك، يا وطني! حيثما الجدران والقضبانْ… تحاصرُني الأحزانْ… حيثما ضاقت بي ، زِنزانتي.. بِهمومِه قلبي ، انغمرْ… تراودني ذاكرتي.. تُسائلني في السفرْ… لِأَتحرر من الضجرْ فإِذا بي … يا وطني… كالصخرِ… كالحجرْ…
&&& من وحيك يا وطني! أتذكرُ… و أتذكرْ واحيرتي…! و يْحِيى من ذاكرتي… و يْحِي من ذاكَ السفرْ… يجتُثُني الإعصار… كلما الذكرى… مِن رَجْعِها المصابُ… ياوطني! جَلَلٌ ها قد حضرْ…
&&& من وَحْيِكَ يا وطني! كلما الذكرى… تحاكيني… تحاكي ما وقعْ… يسكنني الهلعْ… آهٍ… أُصيخُ السمْعَ… آهٍ… أَتذكرْ… صُراخُ الصبْيَةِ من حولي… نحيب النسوة من حولي أَنينُ رفيقٍ يُحْتَضَرْ… آهٍ… أتذكرْ… أرى الجلادَ لِسوطٍ رَفَعْ… أُحِسُ الجسدَ هَدهُ الوجَعْ… هذا الألَمُ… يا وطني.. هذا الألمُ… في كياني.. فيه العَوِيلُ قد انصَهَرْ..!
&&& من وحيك يا وطني! كلما الذكرى.. تحاكيني… أتذكرْ.. هذه الأُمُ تبكي وليداً.. وطني تُهمَتُه… و تهمةٌ بمحضرْ… هذه الأم حُبلى.. لِفَقْدِ زوجها تتحسرْ.. هذه الأختُ تخشَى وعيداً.. تلك مكرهةٌ… تلك مُجبرةٌ… تلك تُستحيى و تُقهرْ.. ذاك الشيخُ يَنْعِي شهيداً.. ذاك تَلَقَى تهديدا.. ذاك يَئِنُ… يا وطني.. تحت أقدامِ العسكرْ.. هذا الوجعُ… يتجذرُ… يتجذرْ ..! في خاصرتي…في كبدي.. كطَعْنةِ خِنْجَرْ..
&&& من وحيك يا وطني! آهٍ… أتذكرْ.. كمْ هي ، سجون الاحتلالْ… كم هي ، المخابئْ… هذه الثكناتُ جميعها… كمْ وكمْ من مَخْفَرْ… آهٍ… حين أتذكر ْ..! أرى قوافلَ المناضلين هنا… و هنا أسمَعُ أصوات المعذَبِينْ… و أسمعُ جَلْجَلَةَ السلاسلْ… و صراخَ الجلادينْ… يمارسون… ساديتَهم… يمارسون… تعذيبَهم… و أقسى من ذاكَ… و أفدَحَ و أنكرْ..! من أجلِ أنْ يغتصبوك… يا وطني! وما علِمواْ أن الوطنَ خارطةٌ.. على جسد كلِ ضحيهْ… في القلبِ رَسَخَتْها الأغلالُ قضيهْ.. في العقلِ نقَشَتْها الأصفادُ وَصِيَهْ.. ها أنتَ ذا يا وطني تَتَحَررْ… في الوجدانِ ، تَسْري.. في القلبِ مُنغَرِسٌ… ها أنت ذا عَلَمٌ ، ياوطني..! كالشمسِ في الكونِ… كالقمرْ…
&&& من وحيك ، يا وطني ! كلماالذكرى… تداهِمُني… تُتْعِبُني بِثِقلِ السنينْ.. تُنْهِكني… كلما أتذكرْ… تُحركُ في… حزنيَ الدفينْ… هذا الذي ينهشني.. هذا الذي يُدمرني.. هذا الذي يطفو سراً… هذا الذي عَلَناً يتقهقرْ… لتنتحِرَ اللَوْعَةُ في أشواقي.. لِتغورَ الدمعةُ في أحداقي.. ليُزمْجرَ الهُدوءُ في أعماقي.. و الصمتُ المسكونُ بِجنوني… بين الحنايا يَتَفجرْ.. تَفُورُ دما شراييني… تلتهِبُ دواخلي غضبا… تهتز أَكواني صَخَباً.. تقذفُ الشَرَرَ بَراكيني… تجتاحُني زوابعُ من سَقرْ..
&&& من وحيك ياوطني! كلما أتذكر… أمقُتُ الحزنَ و الذِكرى.. هذا وجعي .. ينتابني.. هذه ذاكرتي ، تلتهمني… هذا مَضْجَعِي الإسمَنتِيُ يُنْبِؤُكُمْ… كم من فرطِ عصفِها… أتذكرْ.. أتذكرُ.. جبروت الاحتلالْ و أتذكر عسَفَ الاعتقالْ أسمعُ أقدامَ السجانينْ… وأرى وُجُوهَ الجلادينْ… أجلافاً ومتعَجْرِفينَ و برْبرْ… تضيقُ بي زنزانتي.. تضيقُ بي ذاكرتي.. أُحَمْلِقُ في فراغاتي وأتذكرْ… لو لم تسْمُ بي معنوياتي.. لَكُنتُ أتوهُ في منعرجاتي.. لكنتُ فعلاً أتدمرْ… ها أنا ذا يا وطني! أستمِدُ القوة من شعبٍ يتحررْ… ها… رُغمَ القضبانِ أتحررْ…
&&& من وحيك ياوطني! هذا الشعبُ… ذي انتفاضَتُهُ… إذا رفضَ… كموجِ البحرِ… إذا اعترضَ… كهديرِ النهرِ… إذا انتفضَ… كالريحِ عاتٍ… و في انتظامٍ… كالقلبِ إذا نبضْ… كالرعدِ… كالبرقِ… كالمطرْ… ها… قد قررَ في انتفاضتهِ… أن يتحِدَ… أن يتجمْهرْ… حتى يكتملَ البدرُ… حتى ينبلِجَ الفجرُ… حتى تُثمِرَ الكرومُ و النخيلْ… و يثْمِرَ بالزيتونِ الشجرْ…
من وحيك ياوطني…..ّ
مايو 2005 السجن الاكحل العيون - الصحراء الغربية
#ابراهيم_الصبار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رائحة القرنفل
-
واصل ....اني أراك
المزيد.....
-
المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل
...
-
قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
-
فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة
...
-
إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع
...
-
النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا
...
-
حين استمعت إلى همهمات الصخور
-
تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
-
سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
-
-جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من
...
-
رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ
...
المزيد.....
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|