أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق البلادي - دعوة مراقبين دوليين إلى اجتماع المؤتمر الوطني العراقي















المزيد.....

دعوة مراقبين دوليين إلى اجتماع المؤتمر الوطني العراقي


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


معروف أن قوى المعارضة العراقية أجمعت على هدف الخلاص من نظام البعثـفاشي منذ أكثر من عقدين من الزمن على الأقل الا أنها فشلت في إعداد الشرط الأساسي لذلك ، ألا وهو وحدتها في شكل من أشكال الجبهة الوطنية ، وارتهنت كثير منها لقوى إقليمية ودولية ، عملت جميعها على إبقاء تشتت القوى الوطنية العراقية ، انطلاقا من حساباتها الخاصة ، الضيقة الأفق والقصيرة النظر. فقيام عراق ديمقراطي ، فدرالي ، تعددي ، مستقل و مسالم هو في صالح جميع دول المنطقة ، وضمانة للسلم والأمن في العالم.
وقد لعبت الولايات المتحدة دورا خاصا وسلبيا في هذا الاتجاه ، وبشكل واضح منذ تحولها إلى القطب الأوحد
بانهيار المعسكر الاشتراكي. يكفي الإشارة إلى موقفها من قمع صدام الفاشي لانتفاضة آذار 1991 ، وتشكيلها
للمؤتمر الوطني العراقي ، بدل مساندتها في تطوير لجنة العمل المشترك . وكذلك موقف الإدارة الأمريكية السلبي ، لاحقا ، من قرار مجلس ا[لأمن رقم 688 ، الذي كان يمكن أن يكون سبيلا للخلاص من نظام البعثـفاشي في العراق كله ، مثلما تحقق في كردستان العراق .
وبالضد من قرارت الأمم المتحدة ، ومن رفضها تقديم تفويض دولي لبوش ، وبالضد من الرأي العام العالمي ، الذي عبر عن موقفه في تظاهرات 15 شباط 2003 ، التي شملت العالم وشارك فيها أكثر من عشرة ملايين ناشط في حركات السلام وحقوق الأنسان، قامت الإدارة الأمريكية بغزو العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل ، و لم تستطع إدارة بوش تقديم الأدلة عليها، رغم مضي ما يقرب من عام ونصف العام. و نتيجة هذا الغزو جرى خلاص شعبنا من النظام البعثـفاشي .
والحرب بطبيعتها ، حتى حرب الجهاد ، تجلب معها هلاك العباد وخراب البلاد. فالجهاد ، كما يورد الجرجاني
في تعريفاته ، هو حسن لما يشار لما فيه " من إعلاء كلمة الله وهلاك أعدائه "، فهو" ليس بحسن لذاته،لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإفناؤهم، وقد قال محمد (ص) : الآدمي بنيان الرب ،ملعون من هدم بنيان الرب ".

لقد اعتبرت جريدة نيو يورك تايمز تظاهرات يوم 15 شباط 2003 الملايينية بداية تحول دور الرأي العالمي إلى تشكيل قطب عالمي جديد ، ويعكس هذا أهمية تزايد دور المؤسسات الأهلية ، غير الحكومية ، في تعبئة الرأي العام و تنظيم الرقابة الشعبية على التقيد بحقوق الأنسان واحترام القانون الدولي وترسيخ دولة القانون ، الأمر الذي ينبغي أن نسعى إليه جميعا في عراقنا الجديد.
وقد نظمت كذلك حملة من العراقيين ضد الحرب وضد الدكتاتورية شارك فيها عدد من التنظيمات والشخصيات العراقية، التي وقفت ضد الحرب وطالبت بتطبيق قرار مجلس الأمن 688 للخلاص من النظام البعثـفاشي عبر الأمم المتحدة، ذلك القرار الذي أعلنت منطقة الحظر الجوي استنادا إليه ، والتي أتاحت تحرر كردستان العراق عن هيمنة النظام الشوفيني ، ومثلما وقفت تلك الشخصيات والتنظيمات العراقية ضد الحرب وقفت كذلك قوى وشخصيات عالمية ضد الحرب واعتبرتها ، وبحق ، عدوانا شكل خرقا وانتهاكا للقانون الدولي ، يدفع شعبنا اليوم استحقاقاته.
كانت مواقف الحركات العالمية لمناهضة الحرب أحادية الجانب غير واضحة في أنها ليست مساندة لنظام صدام ،
ولم تستوعب بعد الوحدة العضوية بين السلام والديمقراطية ، فلم تعلن عن وقوفها ضد النظام متضامنة مع الشعب العراقي الأمر الذي استغله النظام عبر تنظيماته في الخارج لتجييرها الى صالحه ، وقد نجح إلى حد ما في هذا الشأن . وبقايا النظام في الخارج ما زالوا يستغلون هذه المواقف لمحاولة إسناد الإرهاب التي تقوم به قوى الحلف غير المقدس، من أيتام النظام ، والقاعدة وعصابات المافيا وبعض الدول ،التي لحسابات قصيرة النظر لا يروق لها استقرار العراق واقامة نظام ديمقراطي فدرالي تعددي ، مصورة تلك الجرائم الإرهابية وكأنها مقاومة مشروعة ضد الاحتلال .
ومن هذا المنطلق صدر في 9 نيسان ، في الذكرى الأولى لانهيار النظام نداء عالمي " من أجل جمعية عمومية للشعب العراقي " يساند " نداء جاكارتا للسلام ، الذي يدعو الى انعقاد جمعية عامة تمثل كل مكونات المجتمع العراقي ، حيث يمكنهم النقاش بحرية و تقرير ملامح دولتهم المقبلة باستقلال تام عن قوى الاحتلال ". وبين الموقعين أسماء منظمات وشخصيات من مختلف القارات ن والمعروفة عالميا ولها نفوذها و تأثيرها في المنظمات الأهلية ، غير الحكومية ، كحركات حقوق الإنسان ،وحركات السلام . ومن بين الموقعين مثلا نعوم تشومسكي ، ومنظمة الأطباء ضد الحرب الذرية ، ورجال دين مسيحيين مثل الأسقف بيدرو كاسالدالغا من البرازيل، وصموئيل روئيس الأسقف السابق لسان كريستوبال في تشاباس في المكسيك ، وكذلك عدد من ممثلي النقابات في العالم، وممثلو أحزاب سياسية عديدة ، وبشكل خاص مجموعة غير قليلة من أعضاء في مجلس النواب والشيوخ في إيطاليا من حزبي اليسار الديمقراطي وحزب اعادة التأسيس الشيوعي، الى جانب أسماء أخرى مثل سمير أمين ونوال السعداوي وهانس فون سبونئيك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق سابقا ، ممثل عن منظمة " جسر إلى بغداد " الإيطالية .
بين بعض الموقعين على النداء عدد ممن لم يكن يندد بسياسة النظام المنهار ، أو ممن كان يسانده بشكل غير مباشر، بالصمت على جرائم العراق وعدم مساندة المعارضة الوطنية، بل بينهم من المتعاونين مع النظام و
المنتفعين منه فيما مضى ، أو ممن صارت "معاداة الإمبريالية " حرفة لهم ، الا أن العدد الكبير بينهم ممن لا يشك في صدق نواياهم ، وفي نزاهتهم. بالإضافة إلى أن نص النداء يدعو إلى انعقاد جمعية عامة تمثل كل مكونات المجتمع العراقي ، حيث يمكنهم النقاش بحرية و تقرير ملامح دولتهم المقبلة باستقلال تام عن قوى الاحتلال ". وهذا هو ما دعى اليه المجلس العراقي للسلم والتضامن في اجتماعه يوم 16 .04 . والذي تحقق فعلا في المؤتمر الوطني للسيادة والديمقراطية ، الذي انعقد في بغداد يوم 28 أيارالماضي وشارك فيه 1200 مندوبة و مندوب ، والعديد من الشخصيات الوطنية و الفكرية والسياسية والثقافية وممثلي منظمات المجتمع المدني، وسبق هذا المؤتمر الوطني أربعة مؤتمرات مناطقية عقدت في بابل وتكريت وأربيل والبصرة شارك فيها 1600 مندوبة ومندوب، بينهم ممثلون عن 100 حزب سياسي و25 منظمة نسوية و80 منظمة أهلية.
و في الواقع أن الهدف من الموتمر الوطني الذي تحضر له الهيئة العليا للاعداد للمؤتمر الوطني العراقي ، والتي جاء تكوينها ضمن التوافق بين سلطة الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي ، ينسجم مع ما يدعو اليه" نداء من أجل جمعية عمومية للشعب العراقي".
نظام دولة المافيا ، دولة المنظمة السرية البعثية، لم يشهد العالم مثيلا له في الاستبداد وانتهاك حقوق الأنسان ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ،كما ثبتت ذلك قرارت المقرر الدولي لحقوق الأنسان في العراق . وان انهياره
قد فتح أمامنا فرصة إقامة عراق جديد يكون قدوة في احترام حقوق الأنسان ، ودولة القانون ، والدور المتنامي للمنظمات الأهلية ، والشفافية والانفتاح على العالم.
وأعتقد أنه مع أخذ الوضع الأمني بالحسبان من الضروري التفكير بإمكانية توجيه الدعوة لحضور المؤتمر الوطني
العراقي هذا إلى مراقبين من الأمم المتحدة ، ودول عدم الانحياز، ومنظمة الدول الإسلامية والجامعة العربية، والاتحاد البرلماني الدولي ، والبرلمان الأوربي إضافة إلى عدد من المنظمات الأهلية العالمية وبعض الشخصيات العالمية والأحزاب التي وقعت على هذا النداء ، ومن غيرهم أيضا مثل فان دير شتويل ، المقرر السابق للأمم المتحدة لحقوق الأنسان في العراق ، او الأسقف توتو رئيس لجنة المصالحة والحقيقة في جنوب أفريقيا. ولعل هذه
الدعوة تسهم في ضمان حق العراقيين في المهجر في ممارسة حقهم في المشاركة انتخابات الجمعية الوطنية في نهاية هذا العام أو في كانون الثاني المقبل.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جـيـش لإعمار الـوطـن بدل الجيش المنحل
- مرحبا في نيو تيكساس - العراق سابقا
- نظرة في قول (1) السيد فضل الله والعلمانية
- نداء لحماية التراث الثقافي والحضاري العراقي
- لا للحرب ...... لا للدكتاتورية
- بمناسبة مؤتمر الضباط جـيـش لإعمار الـوطـن بعد صدام


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق البلادي - دعوة مراقبين دوليين إلى اجتماع المؤتمر الوطني العراقي