أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الإله بسكمار - بين الحقائق والأوهام















المزيد.....

بين الحقائق والأوهام


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 01:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مؤخرا صادفت عبر الموقع الاليكتروني لمجلة " روز اليوسف" المصرية الرائعة حوارا ذا شجون مع أحد الروائيين المصريين الشباب ، سبق أن ألف كتابا يعلن فيه بكل صراحة وجرأة وشجاعة ( تستحق التقدير) أنه بات يكره الثقافة والمثقفين ، حاولت طبعا أن أبحث في ثنايا الحوار إياه عن مسوغ معقول لهذا الموقف ، الذي اعتبرته صادما وقاسيا لأول وهلة ، خاصة وأنه لا ينتظراتخاذه من قبل مثقف وروائي معني بشأنه قبل الآخرين.... لكني سرعان ما وجدت ضالتي بكل سهولة ، إذ علل الأديب الشاب موقفه بما يقارب نفس موقف كاتب هذه السطور.. وأنا سأقدم موقفي كالتالي: كنت أسمع عن ألقاب كبيرة وأسماء أكبروأكن لها التقدير والاحترام ، لكن حين صادفت بعض هؤلاء في أحد المنتديات فوجئت بضحالة القوم ، وبأن الهالة المحيطة بهم أكبر منهم بكثير، بل إن انتهازية ووصولية وأنانية هؤلاء ،لا تقاس بانتهازية ووصولية وأنانية رجل الشارع "الأمي" البسيط ، الذي لا يفقه في الثقافة وأحاجيها ومؤسساتها ولا هم يحزنون ، هذه أحكام قيمة ، تبقى ذات طابع عام ، صغتها على طريقتي ، وطبعا ،لا زال هناك مثقفون شرفاء ، يقيسون حجم الكلمة ، ويتحسسون نبض شعبهم ووطنهم ، هؤلاء لا أتحدث عنهم هنا، و لن أقرب لكم صورة الموقف الصادق الصادم إلا بلسان حال محمد بركة نفسه ، الأديب صاحب الحوار ،إذ قال بالحرف الواحد :"الكراهية طاقة لا أقدر عليها ، وشحنة انفعالية لا أملك رفاهية إطلاقها ، ومن يتصفح الكتاب سيجد أنه يروي تجربتي الشخصية تجاه شخصيات كانت تمثل لي قيمة عظيمة ورمزا كبيرا ، حين تعرفت عليها من خلال الكتب من مسافة بعيدة ، ولكن حين اقتربت منها فوجئت بها في أشد حالات التدني الإنساني الرخيص ، فهذا ناقد يحتفي بكتابات أنثى ، ليس بسبب إمكانياتها الفنية ولكن بسبب إمكانياتها الجسدية ، وهؤلاء مجموعة من المثقفين يتقاتلون حول تذكرة سفر لمهرجان ويعلنون حرب القبائل للمشاركة فيه ، وهناك من يتصارع للحصول على تذكرة طائرة ،.. للحضور في أمسية شعرية لشاعرات الخليج" انتهى كلام محمد بركة ، سأضيف أنا بعض غيض من فيض بصدد مأساة الثقافة هذه ، وحول عدد من المحسوبين عليها والتي انحدرت عندهم - أي الثقافة - إلى امتيازات وسفريات وإكراميات وتعويضات وأغلفة مالية وموائد من فتات كبار القوم ، ينعمون بهاعليهم ، كما كان هارون الرشيد ينعم على أبي نواس أو قبله ماصنع عبد الملك بن مروان مع الأخطل ( اعتذارنا المسبق لصاحبي" خف القطين" و"داوني بالتي كانت هي الداء" لأن الزمان غير الزمان بالطبع) مما أفقد الفعل الثقافي ما تبقى له من مصداقية ، لا عند عموم الجمهورفحسب ، بل لدى كثير من المثقفين أنفسهم.... أعود إلى أوهام بعض المحسوبين على الجسد الثقافي :
- أناس فكروا وقدروا وأسسوا ونصبوا ورفعوا ، في مدينة متوسطة تفتقر إلى كل البنيات الثقافية، والحصيلة عملية نصب كبرى ، حاولوا من خلالها تأثيث مواقعهم مع المؤسسات والإناث وتبادل السفريات والإكراميات وتنشيط الليالي الحمراء من المال العام ، ولو كان مالا عاما وحسب لهان الأمر ، ولكنه المال المرصود للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،أي لفقراء البلد وأوضاع الحرمان والهشاشة المنتشرة في كل ربوعه (كما أكدت عليها نصوصها المكتوبة وخطاباتها المعلنة على أعلى مستوى بالبلاد ) مما أدى إلى فضيحة كبرى وبجلاجل- حسب تعبير إخواننا المصريين - رددت أصداءها ولحد الآن منابر محلية ووطنية وعربية... ورقية واليكترونية وصيغت حولها عرائض التنديد ومقالات الفضح والاستنكار، وازكمت روائحها كل الرأي العام المحلي ومعه الوطني.... ولم ينفع معها استعداد كبير بويبلان للاعتذار بعد فوات الأوان ...، لمن ؟ وعلى ماذا ؟ وما الجدوى ؟
- مجموعة أخرى ، كنا نحترمها ونقدرها استجدت( من الاستجداء) دعما ما من الجماعة الحضرية باسم الحضور والمساهمة في مهرجان ثقافي بأرض الكنانة.... فيما اتضح أن الأمر لم يخرج عن " مسارية مبرعة" في مصر( اللهم لا حسد)، وأنه ليس هناك مهرجان ولا هم يحزنون ، لم تزد حقيقة الأمر عن موقع اليكتروني يمكن أن يلجه أي كان ، بشرط توفرمن يدخله على إمكانيات السفر إلى القاهرة ، مثلما فضح الأمر برمته أحد الإعلاميين المحليين.
- بعض الأصدقاء القدامى ، طالما مطرقونا بمفاهيم الثقافة والتثاقف والشعر والتشاعروالتشاكل والتشكيل والتشعرن والشعرية والمهرجانات والتهريجات والبهرجات وسوسيولوجيات الجيوب ، فلما كذبتهم شواهد الامتحان ، اتضح أنهم مجرد مقصرين ، تعدهم وزارة تربيتنا الوطنية مدرسين معتمدين لديها ، وهم أقرب إلى الموظفين الأشباح ، الذين وجدوا من يتستر عليهم وعلى تقصيرهم ، مع أنهم يأخذون أقساطهم كل شهر من المالية العمومية للدولة ومن دافعي الضرائب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن أزمة الثقافة لها العديد من الأوجه ، تبدأ بقنينات "روج" أو صناديق جعة (وما يتبعها مما تعرفون من خدمات...)، مقابل تسجيل في الكلية أو تمرير أطروحة حتى لو كانت حافلة بالأخطاء على جميع المستويات...إلقاء مداخلة ملتبسة بئيسة......مشاركة في مهرجان الزيتون أو السفرجل أو الكوركاع أو النبك وعود قماري والكرموس..... مقالة يمكن أن تضعك على أعلى سلاليم مسرح البلد أو شعرالبلد أو سرد البلد ، ومع أنك لم تقدم شيئا ذا بال للمسرح ولا للبحث ولاللسرد ولا للبلد... وقد لا تنتهي أزمة الثقافة باختلاق السفريات والمهرجانات والأسماء الوهمية والتطاحن حول تذاكر الطائرات والتعويضات...قل لي بالله عليك ، ماذا استفادت تازة مثلا من الحضور في كثير من المهرجانات واللقاءات الفنية والثقافية ، سوى ما كان من استفادة الفئة ذاتها.....و"كمل من عندك "عن طبيعة هذه الاستفادة...أعتقد أن الأوان أزف من اجل توقيف النزيف...ما معنى الثقافة اليوم ياقوم ، إن لم تأخذ في الحسبان رهانات التنمية وأوراش الإصلاحات التي تنتظر البلد ، وهو في أمس الحاجة إليها ...العمل الثقافي المنتج والهادف يقتضي أن يضع في حسبانه هنا والآن : حق الشعب في العيش الكريم والخبز النظيف والتعبير الحر ، دعم المجتمع المدني في نضاله اليومي من أجل الديمقراطية والمواطنة الكاملة والبيئة النقية أولا وأخيرا، وما لنا لا نذهب بعيدا ...إنني من المتذوقين للشعر الرفيع قديمه وحديثه ، وأكتب أشياء في عداد السرد القصصي ، ومثلها في النقد الأدبي ، ولي عشق خاص للرواية...لكني بكل تواضع أرى أن مجمل الكتابة الإبداعية ،لا يمكن أن تقدم أو تؤخر شيئا في واقعنا الحالي ، أو حتى أن تطعم جائعا خبزا أو تسقيه شايا ، أو أن تحفر له ببساطة قبرا ليريح ويستريح ...مثلما تشاهد شريطا سينمائيا ناجحا أو مسرحية موفقة ، فأنت تحقق نوعا من المتعة الذاتية مع العمل الإبداعي ليس إلا ، أو تشبع بعض الحاجات النفسية لديك ، لا أقل ولا أكثر( ولا أتحدث هنا عن تدريس الأدب فالموضوع له سياقه المختلف)......إن من الأوهام المهلكة والقاتلة لمثقفي آخر زمن ، اعتقادهم أن العالم رهن إشارتهم ، وأن الثقافة ( أقصد الكتابة الإبداعية ) هي الكل في الكل،وبدونها /بدونهم ستتوقف العجلة عن الدوران(...) وهم في ذلك يلحقون ظلما مزدوجا وضررا بليغا بالثقافة المسكينة وبأنفسهم أيضا ، وذلك حينما يضعون ذواتهم وخربشاتهم ( التي لم يعد يحضر محافلها أو يقرأها أحد من عباد الله) في خانة لا يتصورون ضخامتها الكاذبة الاهم ، تماما مثل قصائدهم وطلسماتهم التي لا يفهمونها الاهم ، أما الضرر الذي يلحقونه بالثقافة ، فيتبدى حين يحملونها ما لا طاقة لها به ، وفي سبيل أهدافهم الخاصة ومراميهم الضيقة...أقول بوضوح دون لبس : يجب أن تتحطم خرافة المثقفين وما يكتنفها من كذب وتمثيل ونفاق ودجل وادعاء ، يجب أن تنتهي هذه الخرافة في القريب العاجل، وشخصيا أفضل أن أنصت لأجير في معمل أوطباخ في مطعم عمومي أو ماسح أحذية ( والعبد الضعيف واحد من عباد الله البسطاء ومثل هؤلاء – كما أعتقد جازما - هم من يمثلون المغرب العميق)على أن أحشر مع كتبة وكذبة آخر زمن ، والذين جنوا على الثقافة والمثقفين وجعلوا العمل الثقافي أضحوكة أمام الجميع.... ولعمري ، لقد عمقت العولمة ووسائل الاتصال المتقدمة من الوضع البائس لهؤلاء.....وزادت في فضحهم وتعرية أوراق التوت عنهم ..."نزيدكم حاجة " إخواني القراء،إنني أصبحت أفضل موضوعا إنشائيا موفقا لأحد تلامذتي على خربشات وسفاسف وحنجوريات هؤلاء ، واني مستعد للدفاع عن هذا الاختيار أمام الجميع.....
وبعد
كيف لا نستغرب مواقف الشعب البسيط من بعض فئات المثقفين/المدرسين ( الأدعياء والمقصرين في واجبهم المهني ومن تبعهم بإحسان) دون الحديث عن المواقف الصريحة لبعض الأصوات المثقفة ذاتها ، لكنها الأصوات التي نعدها صادقة مع نفسها ومع مجتمعها ، أكررها مرة أخرى : يجب تفكيك خرافة "المثقفين " وتعرية أمراضهم المزمنة ، التي ساهمت في تخريب البلاد والعباد ....ولنا عودة إلى الموضوع فيما يستقبل من الأيام بحول الله.........



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طمرفضاء ليروشي les rochers بتازة : إجرام في حق موقع أركيولوج ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الإله بسكمار - بين الحقائق والأوهام