أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران قسّام - نعيم مهلهل (غابةُ حُسْنٍ وإنْ غابتْ عنكم..)!















المزيد.....



نعيم مهلهل (غابةُ حُسْنٍ وإنْ غابتْ عنكم..)!


غفران قسّام

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


نعيم مهلهل (غابةُ حُسْنٍ وإنْ غابتْ عنكم..)!

بقلم: غفران قسّام


"طلع الفجرُ وللشّمس مرايا وعيون": شيفرةُ خيميائيّة، كانت تداعبُ بها شهرزادُ أجفاننا، ونحن نقرأ أسطر شغفها الحكائيّ بروح الرّوائيّ الشّاعر العراقيّ: نعيم عبد مهلهل في صفحته بروفايله عبر الفيس بوك. فمنذ شروق شمس يناير الأولى لعام 2010م، وأصابعُ الأديب العراقيّ آثرتْ إهداء صمتها إلى عراقها الأمّ عبر غلاف كتابه: "جمهوريّة السيّدة الزّينب" الذي رمزه كصورة لبروفايل صفحته أيّامًا طويلة من بداية هذا العام. روحٌ مجّدتْ الوطن وهي في أحضان مهجر أجمل امرأةٍ في أوروبا: ألمانيا، وجعل من قلوب قارئيه مرآةَ حبٍّ آخرَ لبلد الحضارات، وتاج الهلال الخصيب. ونقل إلينا آلمه، وتراجيديّة التّهجير عبر مقاله العذب: نداءات استغاثة. أديب يعادل حضارات، ونبضٌ حوّلَ من كينونة صداقاته إلى براعم حُبّ يحلو له صناعتها بإبداعٍ باذخ. والشّعرُ، كان رفيق محنته وفي أيّام صحوه. عراق الفكر، عراق الحضارة، عراق الطّبوغرافيا العالميّة، عراق خرائط السّيجار وألف وردة وشهرزاد، كلّها بأجمعها كانت حاضرةً فيما يسمّى بـ: ثقافة stute أو الحالة، وهي خاصّة بكينونة فضاء الفيس، والتي يمكن عدّها –عند الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل دون سواه- بما يشبه مدارات ألف ليلة وليلة كنظام نصّي يحمل زخمًا زمنيًّا ومكانيًّا، ورغبات وهواجس إنجاز خروجه إلينا –كقرّاء-. وهو في كلّ مرّة يحمل في أسطره القليلة لكلّ حالة stute غابةَ عابقة في ثرائها المعرفيّ، والثّقافيّ، والجماليّ، والذّوقيّ. فلا يخرج قارئ من صفحته إلا وقد شاهد وسمع وشمّ بديع أصابعه الدّارميّة من خلال ما يطرحه من مشاهد صوريّة تستدير معانيها بقوله: "..........!". وهي تعني الكثير، وأقلّها أنّ القارئ بإمكانه متاعبة نظرات الأديب للفكرة المطروحة ومقدار دهشته عن طريقه، والتي بدوره يكتبها لقارئ مفترض، ولدهشة مفترضة.
ولم تختفِ السّرياليّة في أعمال يناير 2010م للأديب العراقي: نعيم عبد مهلهل بالقدر الذي خلقتْ من مشاهد أرصفة الحياة، والرّومانس... وغيرها نوعًا من التّخييل الذّاتي في المتلقّي؛ الأمر الذي أخرج أعمال الأديب من بوتقة التَّكرار إلى أفلاك مبدعة يستطيع من خلالها القارئ أن يستعين بأدوات ثقافته، ويطرح هموم الكلمة برؤيته البعيدة والقريبة بتعدّد أجناس القرّاء واختلاف ألسنتهم؛ الأمر الذي يطرح فكرة كينونة الأديب: نعيم عبد مهلهل الرّوائيّة النّاجحة في قدرته على عرض المشاهد العاطفيّة، من: حبّ، وشجار، وموت... وغيرها وفق ما تشعرُ به الشّخصيّات القارئة لنصّه. وهو أمرٌ ليس من السّهولة بمكان إخراجه.

علاوةً على إبداعه في التّقنيّة المشهديّة، فإنّه كان سخيًّا مع أصدقائه في خبرته الموسوعيّة، والمتابع لكتاباته العام الماضي سيلحظ زخارف النّماء في وشي قاموسه المبدع. ففي تعريفٍ له لمها العيون ومها الجفون صورة ذهنيّة لمبتكرٍ خلاّق يمتلك قدرةً على التّصنيف وتحديد المصطلح أيًّا كان نوعه وإن كان ذرّة في الهواء. ففي أواخر سبتمبر لعام 2009م عرّف الأديب المها ذات النظرة المتباهية: " كلُّ مها. عينٌ بسعة البدر. وحديقةٌ بسعة العطر. ورصيفٌ بسعة سيقان الجميلات. وقصيدةٌ بتلك السّعة التي تسكن دهشة أرز عينيك ..!"، ثمّ تجده في أوائل يناير 2010م يقول: " مها. الجفون يساوي مها العيون، وفي القواميس المها من يتباهى بنظرته. أنا وضعتُ عيوني على صورتكِ. وما إن أغمضتها حتى توسلتني أجفاني لتكون إطاراً أبديًا لصورتكِ. فما بين المها.. والآها. شوق وحبيب وتاج ملكة!"، ومن خلالها يرتقي بقارئ2010م نحو توليد ثقافة المها إلى رومانس العيون (المرأة) والجفون (الرّجل) و صورة التّوازن النّاجح بينهما. خلاصته:
مها الجفون+ مها العيون= لوحة جماليّة لحبّ ملكيّ، يتوِّج فيه الشّاعر محبوبته أشواقه، يرسمها جفنُه بكيفيّة إطباق الضّوء واستعلاء الظلّ، لزمنٍ يحدّه بين لحظة دهشة محبوبته ولحظة آهته.
ومن جهة أخرى يُمتعُ روّادي صفحته بثقافة السّقوط اللذيذ، كقوله: "الرّهبة، هي: أن أمتلك القدرة لأحوّل عصفورتك إلى لحظة تفقدين فيها توازن العقل؛ لتسقطي في توازن الرّوح وتقولي: خذني إليك. أنا لك جرّدني من كل شيء. واذهب أنى تشاء. فالحدائق لك كلها واحرث بسيفك بهجتي، واشرب الينابيع ودع لي الشّهوة والطّيران فقط"، وهي معادلة خرائطيّة هندسيّة في حرف عراق الكلمة: نعيم عبد مهلهل، حيث الرّهبة (قدرة ورغبة في صناعة لحظة السّقوط)+ العصفورة(كيان يتوازن فيه العقل والرّوح حتى تستطيع الطيران)= موقف تراجيديّ: حدث، مكان، زمان، ومناظر!
لحظة السّقوط اللذيذ= اختلال توازن العصفورة+ استسلام كامل للرهبة+ حب+ تضحية = صانع الرّهبة وصانعة السّقوط.
فكرٌ موسوعيّ حضاريّ كفيلٌ بتحريض كلّ واحدٍ منّا أن يحمل قاموس الأديب العراقيّ: نعيم مهلهل بيده قبل أن يلجَ نصّه. وإن لم تمتلكوا شيئًا لدى أقرب ذاكرة قرأتم فيها له، فيكفيكم أنّكم تحملون له نبضًا يتمنى لحرفه أن يكون غابة حُسنٍ وإن غابتْ عنكم!
لكم تقديري- غفران قسّام

نصوصٌ مختارة من كتابات الأديب العراقيّ: نعيم عبد مهلهل لـ: يناير2010م:

-أ-
Love Story- Music

1
لا ذائقةَ لمن لا يُحسن ربط اللسان بالقلب قبل أن يربطه بالكلمة والقبلة والهوس إلى لحظة النّار المشتعلة...
كانت أمي دائمًا تقول: دعْ القلب يبدأ أيّ شيء أوّلا......!
2
أصابع الكتابة ذاتِها. اخترعتُ لكِ وضعًا مستريحًا نكون معًا معلَّقين في الهواء، ونقرأ أحلى قصائد الحب!
3
لا تعلمْ أنتَ ما يكون ولكنّك قد تحسّه..
فلا تهابُه أنّه قدر...
وكلُّ قدر يأتي، يأتي بمحسوب..
وكلّ محسوب دونما خفْقٍ في القلوب غبارُ أقدامٍ عابرة!
4
كأنّ الودادَ...
حبةُ دواءٍ...
صداعُ البحر يشتهيها...
كأنّ الودادَ أنا في زحمة البحث عن حلَمةٍ...
أمُصُّها نبعًا من حُسن يُوسفَ النّبي!
5
كلما الآمال وصالٌ.
الآفاقُ تفتحُ شبابيكها، وأنتِ شمسُها السّاطعة...
وكلّما الآمال دمع القمر...
الضوءُ يغسل بكاءه كلّه بقبلاتك الدّافئة..
أنتِ أيّتها البحر.
أغرقيني بأمواج رموشك؛ لأشمّ القاع في أحضانك...!
6
ليس لإنسانية البشر...
أن تزهرَ سوى ذوقكِ الموسيقيّ .
ورعاش قلبك...
وطبخ يديك .....!
ليس لأحلام البشر أن تكتمل حضارتها سوى مع حلمَتك الخصب، وكلامك الشّهيّ، وأنوثة عينيك على أغلفة كتب العشق!
7
واحدة من اثنين.
قلبي. وهي.
النهرُ وضفّتيه.
الشمسُ صباحًا ومساءً..
القمرُ هلالاً وبدرًا،
النّظرةُ برمشَتيْها،
الشّفتان بثنائيّة التّقبيل والكلام ..
اليدان لا يُتمّان فعلهما الرّوحي إلا مع تشابك الاحتضان.
ثنائية الأبد.
وأنتِ بسحركِ ورقّتكِ حرفُ الثّاء الذي يتقدم هذه الثنائبّة..!
8
قريبًا من السّماء..
بعيدًا عن الأرض أكون..
وحتماً سيلاحقني ظلّك بعربات الغيوم وأهربَ فيه..
كما ظلّ شمسٍ نهار الشّجون..
تداعبهُ ألفُ خاطرةٍ..
ويجلس بين عينيه ألف جنون..
يلاحقني وأهرب..
ولكن في النّهاية حتمًا سويًا نكون....!
9
العومُ في النّوم. وسادةُ العاشقين.
والسّابحة في الجفون فلسفةُ المجنون.
والشّاهدُ على شهوة صاحبه.
روائيٌُ وشاعرٌ وصاحبُ طريقة صوفيّة....!
10
علّميني. أنّ حرف الحاء مع الباء يشكّل زورقًا يُمسكه نوحٌ بيديه فيشهد بالأيمان: بأنّا عشنا لحظتنا بجدارة..!

-ب-
عامٌ جديد2010م

1
التّواريخ ليست آتية من المرّيخ..
بل من روزنامات دموعِنا المُتساقطة على خدِّ الأيّام..!
2
عام ألفين وعشرة.
عالم ألفين وتسعة.
عام ألفين وثلاثة .
عام ألفين وأمي....
كلها أعوام تسجِّل خواطرَها في صفحات الأمل..
ولكن ما يتحقق هو ما لم نتوقعه في الأغلب.
وما لا يتحقق سيظل ينتظرنا في الحساب الأخير مع الورد....!
-ج-
أرصفة الحياة وتراجيديا الفكر
1
الشرقُ. أبدًا ودائمًا أجفانه على نتائج ما سيحدث ليحسم المر ويقرّر..! فيما الغرب. النّتائج أيًّا كانت فمصائرها المختبرات....!
2
إنّ الموسيقى والشِّعر، وتضاف إليهما الفلسفة يشكلان خلقًا للفكرة العظيمة والقائلة على لسان يسوع u: "الإنسان بناءُ الله، ملعونٌ مَن هَدَمه". هذا الهدم ترمّمُه الموسيقى، وتمنعُ الفلسفةُ انهيارَه التّام، وتضيفُ له المرأة لمسة الأمل. فيما الرّجلُ بمناهُ يعيدُ بناءَ الهدم مكوّنًا ذاتيّةً مشعّة لحياة جديدة. والحياةُ في تعبير الفلسفة زمنٌ لذاكرة بثقافات متنوعة...!
3
البارحة* يوحنّا المعمّدان عمَّدَ يسوع u.
لا أدري كم من الشّموع أضيئت في السّماء..
ولكنها حتماً..
بعدد دموع أمي يوم فارقتها إلى المنفى..!
*يعني الرّوائي يوم: 6-يناير الذي يرمز عند المسيحيّين الكاثوليك بعيد تعميد يسوع u. وعبارة الرّوائيّ كُتبتْ في اليوم التّالي: 7- يناير.
4
كانت الفلسفة تبحث عن كنهه ما يكون؟
وهنا تحركت روح الموسيقى؛ رغبةً بخطوة جديدة في الطريق إلى المنى، حيث فكرَ الرّجل بأن يخترع حبًّا يرميه كحجاب على المرأة، ومن ثم يسلب قلبها؛ لأن الأزل يقول: الحصولُ على قلب المرأة يعني الحصول على أولِ الغايات...!
5
جدْ. ما تجد. وافقد ما تعتقد أنه لا يَستحقُ البحث عنه....!
6
أغمضُ أجفاني تنسابُ موسيقى الشّمس كما تنساب قطراتُ المطرِ على خدِّ الوردة، يذهب بي خيال المكان إلى أزمنة بعثرتْها السّيوف ومكائد النّساء، فأطلقُ حسرةً على ما مضى من حياتي وأتساءل: لماذا لا يَقدِرُ سكانُ هذه الأمكنة ( الفردوس) من كتابةَ كتابِ شِعرٍ كل يوم؟
فيأتي الرّدّ: إنّ الولادة (الشِّعر) تأتي عندما يكون هناك مؤثّر صنيعتُه الدّمعة، والجرح، وزمزميّات عطش نهار القيض..!
7
أتخيل الإنسان في محنته صفنةٌ.
وفي سعادته رعشة.
وفي كهولته.
أنه سيبدأ من جديد؛ ليعيد كتابة رسائل الحبّ القديمة بخط يده..!
8
هناك غايةٌ.
وهناك قصدٌ.
وما هو تعيسٌ، المُبيَّتُ عن نيّة غامضة!
9
لا تركب الحمار وأنت غاضب..
فهو بالرّغم من صبره العجيب يكره العصا.......!
10
الولادة القدرية للفرح تبدأ من ملعقة الذهب في المهد .
فيما الحزن ولادته تبدأ من النطفة التي سقطتْ، وقال لها: كوني دمعة وحسرة وأنين!
11
مايختبئ سوى المرتعش من ظلّه.
وما يعشق سوى المرتعش من شهوته.
وما يموتُ سوى المرتعش من حياته...
والذي يبقى هو مَن ينسى أن هناك من ينتصر عليه.
عدا الذي صنعهُ من نطفة وألبسهُ قميصَ المدرسة وقبّعةَ الجيش...........!
12
الإحساسُ يكون عندما صاحبهُ قادرٌ على صناعتِه لمتعةِ روحهِ وصاحبه. وإن فشِلَ دفَنَ رأسهُ في الضّوء في انتظار تبدّل الأقدار..!
13
ليس هناك جنون.
هناك فنونٌ في ممارسة العيش.........!

14
الحياة بحكمائها عقل متّسع،
وبمجانينها جنّة الممتع،
وبفقرائها رغيفُ خبز يلتمس الطّريق إلى خبز الجائع......!
15
لا أعرفُ... ما أعرفُهُ سوى الذي أعرفه،
وليس العارف لديه الرّؤية ليقولَ، وتنحني له الأسماع،
فربّما معرفتُه طريقٌ إلى التّهلكة كمن يُغريك بسحر الشّكل واللمعان،
وفي النّهاية تكتشف أنّ مقبض السّكين الذّهبي قادك إلى نصله....!
16
خلقَ اللهُ المرأة لتكون زهرة. لا نقابًا وضوءًا خافتًا .ورجلاً ينهرُها بعصبيّة فحولتِه....!
17
تطعمكَ الموسيقى رغبةَ الابتعاد عن الحزن والموت والوحدة وحبّة الدواء،
وربّما هي البديل الأجمل للخبز،
عندما جوعكَ لا يأتي من فقر،
بل من عشق.......!
18
كلما أتخيّل الناس في حيرتهم من ضائقة. أتذكّر الأمل وهو يحبو في بطن الجائع خبزًا حارًا...!
19
لن تجوع أبدًا. وفي عينيكَ كلماتُ قصيدةٍ تحوّل القمحَ إلى شفتين تزقّ القبلات في أفواه العصافير والبنادق ونعاس الدّمى....!
20
ربما تودّعنا النّوارس إلى حين موسم ما،
لكن البحر باقٍ دائمًا...!
21
لا تشمّ عطر غيرك لتحكم بجودة عطرك..
دع الآخرين يشمّوا ويحكموا....!

22
ليس كلّ براءة تصلح لتكون دمعة..
بعضها يصلح ليكون سكّينًا..
لأنّها مصنوعة بإتقان!
23
ما كان كان ومضى...
لديك الآن زهورًا، عليك أن تسقيها من ماء روحك..
والذي باعَ وفاءه..
اعتبره منشفة حمّام وصارت عتيقة..!
24
كلٌّ منّا فيه نصفٌ مختفٍ لا يعرفُها إلا هو..
وحتى النّصف الآخر لا يعكس الحقيقة كلّها.
هذا يعني أنّ ثلاثة أرباعٍ من مكنون البشر هو عبارة عن سرّ.................................!
25
نولد عندما يقرّر واحدٌ أن نكون..
ونهاجر عندما واحدٌ يقسو..
ونعشق عندما يومئ لنا قلبٌ واحد،
ونموتُ عندما تتكوّم علينا الأيّام أقدارًا وأعوامًا وعيون.......!
أيُّ واحدةٍ لها غزلٌ في إيماءتها..
هي امرأة تربط قلبها ورمشها بخيط ضوء ونوتة موسيقيّة..!
26
كم من وداد يضيع في العناد. وكم من بثينة تضيع في جميل .وكم من دمعة لا تجد الكأس الذي يشربها.....!
27
ظلَّ الشّعرُ وعلى مدى أزمنته.
ذائقةً متفرّدة لقلبٍ داهمَه العشق والعوز والوطنيّة..
غير أن أعذب ما فيه.
هذا الذي ينتظر مَن يليه.
قيل: ومَن يليه؟
قال: المرأة التي عندما تسمعه، تفرِش صدرَها بساطًا وقلبَها وسادة!
28
ما كان الذي كان.
لو أن حوّاء قالت للتّفاحة كُليني أنتِ وليس أنا من يأكلكِ.
ربّما حينها البشر ليسوا في الأرض الآن، وإنما في فردوس ليس فيه دفاتر شيكات، ورجلٌ تهطل دمعته من جوعه.....!
29
افترضْ قبل غيرك أنّ قلبكَ ينبضُ من أجل حياة الآخرين قبل أن تفترض أنّ نبضه من أجلك أنت!
30
الله...عليكم. أبناءَ الاقتدار..
انتبهوا إلى فقراء نائمين في كمب صفيح لا يسمح تمديد القدمين.
وبعضهم يرى في حبّة الدّواء نبيًّا يُنقذه في محنته..
فيما أنتم تبحثون عن الستن. والشجن..
وثلج لم يسقط في شتاء الأوزون...
مجنون مَن يدّخر المال.
ولا يرى في عين أخيه الهُزال.....!
31
ما ضاع من جعل المتاع زاد غيره قبل أن يكون زاده................... !
32
لا تخف ممّا سيحدث الآن عندما يكون بمقدورك معرفته .الخوفُ من الذي سيأتي غدًا ولا تعرفه...!
33
عد إلى روحك في الليل.
فربّما تجد كل الأيّام الماضية لا تستحقّ دمعة عتب...!
34
لا يجد الحكيم في وجوه النّساء نهايات متوقّعة لتساؤلاته .
ولكنه حتمًا يشعر أن حواء الأولى كانت النّقطة التي اختتم بها آدم كلمته الأثيرة :رضيتُ بالأرض وسادة لنا. وبالتّراب بهجة المنام. وبعينيك أبدا أستقر فيه بالرغم من سهوكِ والتّفاحة!
35
ضعْ.في الكفّ ما تطلب.
ولا تضع فيها ما تصفع...
فلقد خلق الله اليد لتعمل خيرًا فقط....
ومِن غيرها إلى الصّفع ورفع السّيف وقطع الوردة، هو: الإنسان، وليس أحد غيره...!
36
بريقُ الذّهب يُغري.
وبريقُ الخُبز يُحيي.
وبين البريقيْن الفقيرُ يعتقد أنّ غناه في الدّعاء والقناعة والجنّة..!
37
مانفقدهُ قد نجدهُ..
أين؟
في صدفة يحملها غريب...!
38
كلّ شيء قابلٌ للتّأجيل.
إلا ذكر الله.
وشراءُ منديل عندما تدركُ أنها ستبكي من أجلكَ بعد لحظات..!
39
أعطيك لا لتأخذ مني..
بل لتعرف أني آتٍ إليك بما تتمنّاه أنت مني.
لا بما أتمنّاه أنا منك...!
40
الرّوح تستكين إلى التّفكير بقدريّة ما سيكون.
عندما الواحد منّا يعتقد أن ولادة أمل واحد تَردم بئر ألف خسارة..!
41
الأشواق لها لحظة مصنوعة من ضربات القلب.
فيما الدّموع مصنوعة من رعشة القلب..
بين الرّعشة والضّربة كما بين الكتاب وقارئه.
أشياء تحتاج إلى التّفسير دائما!
42
العاشقُ، مَن عرف القصد دون أن يفتح القاموس ويحكّ رأسه قليلاً..!
والمجنون، هو: مَن تسامى فوق القصد وأظهر خفاءً لبهجة تمزّق الأثواب كلّها..
والعاقل، مَن نظرتُه معه، ويحسبها بضوء الرّمش فقط!
43
كيف يبتهج المظلوم. وظالمه يصنع منه نظرة قاسية، ودمعة حارقة، وقهقهة لا تعرف أنّ مصيرها جهنم!
44
لا تتشبه بمن هو جاعل من المرأةِ معبده.. تشبّه بمَن ينظر إلى روحه قبل المرآة.


-د-
الثّقافة العراقيّة حضارة وفكر

1
سلامٌ لك أيّها القدّيس، النّبيّ، الكاهن، الفيلسوف، عامل المطرقة وفلاح المنجل، وفقير دمعة الخبز، وبائع القرنفل في شواطئ الأمل...
لكم نشيد الفصح، ونعوش الشّهداء، وابتسامات الأمّهات في لحظة الرّضع.
امنحونا البركة لنكون أوّلاً...
وما يأتي بعد ذلك لا يهمّ.
حتى لو قنابل ذريّة...
فلقد ولد الإنسان ليكون مع الرّمز المتفاني وليس مع الموت الأناني......!
2
إلى روح الفستق والقيمر يضع الله جماله فيمن يحبه، وأنتِ يُحبّكِ الله.........!
3
البشر الطيّبون.
هم البشر الواثقون من أنّ الصّباح لا يأتي سوى بندى الينابيع القادمة من أمطار الرّحمة..
وعداهم هم أبناء الجلاد..
ينتهون في أبنيتهم إلى حاويات زبالة التّاريخ.....!

5
الرؤية عندكِ مدى..
والمدى في قلبكِ نخلةٌ.
والنخلة قلادةٌ في عنقكِ الرّخامي.....!
صاغتها سومر لأجلك .
لأنك روحٌ من الفستق....!
6
نولد عندما الوداد يرسل دمعته لبغداد..
وعندما شمس عينيك تصنع المطر لعطشى صحاري العشق.
وعندما خفقة قلبك تعيد الحياة إلى أولئك الذين يولدون وأحلامهم في دمى طفولاتهم وأقدارهم الإلهية..!
7
التفاح لا يشبه الجراح يا أميرتي فقط لهما حمرة واحدة...
وبها أطفئت حروب العالم كلها
ربما بعد بغداد لن يكون لنا معياد ولكن بعد يديك ستأتيني شفتاك مرتدية أزرق بأزرق..
وهي تتكلم بعذوبة أحلى الأشعار الصوفية........!
8
الرّغوة في: القشطة والصابون واللحظة الفاتنة.
والجميع ينتج لنا البياض النّاصع....!
9
تعريف الذّوق، هو: الحبرُ عندما ريشةُ قلمه؛ لتخطَّ لمرأةٍ جميلة عبارات تليقٌ بملوكيّتها، وأنوثتها، وعطرِها، وضوئها، وهالةِ الحلُم التي تلفّ أجفانها بحريرٍ من أثواب ملائكة الجنّة..!
10
الأمّ لا تستعير بكاءها من مكان..
سوى بئر قلبها..!




-هـ-
طبوغرافيا عالميّة
1
الخرائط تؤدي لكِ التّحية كلَّ صباح ٍ جغرافي.......!
2
أيتها الخضراء كعشبة في براري قوقازيا..
يرتديك شيئٌ من محبة السّماء..
وتخلعك رغبةُ الشعر...!
لتجدّد في جمالك جُمَلَها الرّاقصة.
ليس للحلم سريرًا هذه الليلة سوى وسادة تحت أجفانكِ .
3
لأنكِ تشبهين وطن.
الخرائط تؤدي لكِ التّحية كلَّ صباح ٍ جغرافي.......!
4
الرّوح الصّافية أنتِ..
وزرقةُ بحر المساء الآيوني.
والنّجمة النّائمة على سرير الجفن.
وأنتِ أيضًا صحن العسل الجبليّ.
وعطر غابات الأورال.........!
وأنت فاتحة الرّواية في فصلها الأول.
شهرزاد ستقصّ الحكاية ..
5
قد تجد السّبت. يقف عند عتبة أورشليم ينتظر أحدَ المسيح الآتي من مدن الضّوء أيقونة رحمة، ودمعة امرأة تشتهي دفئ الرّوح والصّلاة...
ولكن السّبت في البلاد التي هجّرت عصافيرَها، هو: سبتُ الضّجيج، ضياعُ الأحلام في معاطف المفخّخات...
أيّتها البلادُ، كلّ بلاد تشمّ الآن زهورها إلا أنتِ، وغزّة، وهايتي، والصّومال، وكابول..!

6
لن يموت شعر الحب وضفيرتكِ توقع أوتكراف الإعجاب لدى كل رجال العالم. في بريق فلاش الكاميرا أشاهد أسطرة عينيكِ تقول للعالم:
إن صنعة الحب معجزة، وأنا تعلمتها من رعشته الفنلندية.
حبيبي الذي ولد في أسطورة عينيكِ ومات فيها..!
7
بين المرأة والفردوس خيطٌ من المعرفة، وهاجسُ القلب، ورؤًى صنعت الدّهشة البدائية، فكان على الإنسان أن يفكر في صنع ما يجعل الاقتراب من هذه الدّمية اقتراب العاطفة إلى رغبتها، فهي كانت ممانعة في إعطاء الحاجة لشعورها بشيء من الضّعف والاستعباد؛ لهذا خلقت المرأة مع الفردوس على شكل خطأ جسيم لتصبح أقل جبروتًا.
هناك نجد الخلق بمطلقه السّابح في سدم عظيمة لا تنتهي حتى حين ينتهي الخيال.
حيث تذهب دموعنا لحظة الخشوع له...!
8
عبيركِ أشمّهُ..
فأجدُ ذكورتي مثل عدّاء مارثون...!
9
برتقالٌ وفمٌ من زجاج...
امراةٌ تبيع اليانصيب في بوابة اللّوفر..
أنا ربحت منها شفتيها والموناليزا...
10
منكِ أتلمّس الحنان بمساحتهِ الجغرافيّة. ومني تُكتَسب تواريخُ لهفتكِ..!
11
خذ من الهدهد أمانته. ومن سليمان انتظاره.
ومن عطر الأرز ملكته النّائمة على سجّادة الموسيقى!
12
عندما رأيتُ تاج محل أيقنتُ أنّ الخلود الأبقى، هو: حضن المرأة الدّافئ...!
13
لا زال النّعاس يسكن عينيكِ وأنا يسكنني الشّوقُ. وبين النّعاس والشّوق قنبلة هيروشيما..!

14
التّيهُ كان في سيناء أوّلا.... لتنقذه عصا نبيّ من محنة الرّمل...
ولكن لا يخلو بشر من تيهٍ.
وحتمًا أحفان المرأة هي العصا. ومحنة الرّمل شفتيها...!
15
أَمسِك الرّملَ بيد متفائلة، ولا تُمسك الذّهب بيد مرتعشة........!
16
في بيت غوتيه في مدينة فرانكفورت..
وجدتُ الأشياء مرتّبة بعناية تتلاءم مع غبار القصائد المليء برذاذ الورد في فضاء المكان...
ووجدتُ غوتيه يغلبه نعاس الغرب الألماني...
وتلمّست في ذاكرته عصرًا تتدفّق فيه أشواق الشّرق، وعيون شهرزاد، وذاكرة نبيّ يعتمره النّور...
فانحنيتُ احترامًا لصورة الرّجل، وكهولته، ومنجزه الكبير!
17
حين تأتي الآحاد..
ويأخذ كلُّ حبيب حبيبته على ضفاف السّين، أنا أحملكِ كما يحملُ المسافرُ صرّة الزّاد، وأذهبُ بكِ إلى بستانٍ بأطرافِ كوكب عطارد، أُريكِ مُديات عشقي، وقبلات الطّين..
والنّاي الذي يقول لك بصوت دافئ: تعاليْ لنجرّب؛ كي يصل الحبّ إلى ألف درجة فهرنهايت...!
18
ظبيةَ الهوى سكنتِ فؤاد القصيدة...
فاستباحتها حواسّ الغيوم والنّجوم وخبز الفقراء....
وبهذا البهاء حوّلتها أغلفة المجلاّت ولوحات اللوفر ..
إلى زهرة جاردينيا.
مِن بياضها صنع سانت لوران فساتين عرس أمي....!
19
لكِ ذائقةٌ... جميلة.
عندما قلبكِ يرتعش مع رعشتي.
فنشدّ الإثنين بالضّوء لنصنع كوكبًا غير الأرض ننقل إليه أهل هايتي المنكوبين......!


20
ما الذي تبقّى من عطرك. غير رذاذ الذّكريات. ماذا أفعل فيه إذا كان رمشك الذي يصنع القصائد قد ابتعد كما يبتعد مذنّب هالي عن دمعة في الأرض....!
21
مرّة كتبَ أعرابيّ هذه الرّقعة، وأودَعَها في مكتبة متحف اللوفر والتي تقول:
قبل برج إيفل كانت الخيمة، وقبل الخيمة كان الرّمل، وقبل الرّمل كان الضّوء، وقبل الضّوء كان رمش المرأة.. وحتمًا قبل رمش المرأة كانت شجرة التّفاح....!


-و-
في ثقافة الجفون والعيون

1
السّماء دون عصافير، فضاءٌ من اليأس...
والوسائد دون النّساء، نعاسٌ من التّعب.
ومعبد دون أجفان الله، وردةٌ يابسة في خريف مرتعش....!
2
العبارة التي تدوّنها العيون أبلغُ مِن جُرح السّيف في خاصرة المقتول...!
3
الرّأفة في رمش الوردة.
دليلٌ على أنّها اقتنعتْ أنّ من يقطعها.
إنّما ليُرضي شوقَ من تنتظره......!
4
ليس. الذي تعشقه، فقط، مَن ينقذكَ من الغرق.
دمعةُ أمّك، وخفقة قلبها يفعلان ذلك قبلَه............!
5
الغيمة المشرقة بخجل المطر..
تكتبُ لك إهداءً حماسيًا لعام جديد ليس لأنها تحبّك بقوة شلال.........!
بل لأنّ نظرتكِ لها تجعلُها ترتعش ..
6
ا لمها....
عينٌ تتسع بمساحة كوكب لا تعيش فوقه سوى الفراشات...
وعيون المها بين الرّصافة والجسر، هي: عيون المنفى البعيد لنخلة تحتضنها واحدة عارية وتصفق الريح لها..
ربما لأنها صنعت من حبها لعشيقها ووطنها دموعًا وذبحت بها قلبها المتعطّش للنوم معه.......!
7
الناسُ. دونَ جفنٍ ونعاسٍ. عجلاتٌ مسنّنة.
ولهذا أنا قلتُ لأفلاطون ذات يوم: مَن نام في الأحلام. تركَ الدّنيا منشغلة في ترتيب أوراقها لما يكون ..
أمّا هو . فخدَر وميّت وهادئ. ولكن بسعادة...!
8
العطرُ.
جفن يتأرجح من فم الوردة.
وسيصنع له سقوطا لذيذًا .
قبلة الرجل المشتاق...!
أيتها الآمال قفي عند حدود البحر..
تجدين أفقًا من أشرعة المعنى...
أنت بخيالك سحابة لمها الأجفان التي تصنع من النعاس فلسفة..
ومن العطر وردًا..
ومن دموع الفقراء أرغفة لموسيقى.
أقبل الليل يا حبيبي..
أنت كيان يتسع بمديات الكلمة..
كتابًا لطقس بوذي أخضر..
كل عباراته تقول: أنت والضوء والغيمة المسافرة.
ومتعة السفر.
وابتسامة حقيبة المدرسة.
وإصبع التّون الأول في البيانو توائم.

9
بعض الدّمى تنادي الأحياء بنظراتها..
وبعض الأحياء ينادي الدّمى بدمعته..
وبينهما واجهة الزّجاج، وفقيرٌ يتمنّى الرغيف قبل الدّمية...!
10
ليالٍ فيها تصير الوسائدُ موسيقى لأجساد لا تشتهي غير الشِّعر طريقًا للوصل إلى موانئك المتوسّطية...
الذين يولدون في برج العقرب..
لسعاتُهم عسل، وأنتِ تسكنين ألسنتهم.
تصير كلامًا موجزًا عن رغبة عارمة بالحبّ،
أمّا جنديَّتهم.
فهي موت محقّق.
أحمدُ اللهَ أني من برج عينيكِ.
هذا الذي تخلد فيه دموع جلجامش وخِلّهُ أنكيدو..
وأيضًا أرى في عينيكِ دموعَ أطفال دارفور كلّهم!
11
عبيرُكِ. مطرْ. وعبيري. وترْ. أجمعُهما في نعاسُكِ السّريالي .
أحصلُ على مركبة فضاء من الورد.
تطير بنا إلى ربيع. نِصفُ عرْيهِ قبلاتٍ دافئة.....!
12
وسِّع لي طريقك. واجعل أجفانك أرصفة لراحتَيّ. عندما قدميّ يُتعبها الجري بين شفتيك..
13
ليت المسافة دورة جفن. أو ظل إصبع أمدّهُ على خدك الورقة. لأكتب عليه معلّقة بحجم الضوء...............!
14
عبدتُه في سمائه.
أرهبني بهاؤه.
وتمنّيتُ هناءه.
وسبحت في صفائه.
ولبستُ رداءه.
وتشيّعت به نداءً.
وغسّلت من نبعه لحظة الضّياء.
فكان نورُه من سروره .
وفي رمشِ جفنٍ، يَجمعُ النّاس ما تفيضُ عطورُه.
حتى قيل :هو الرّبيع في كل فصل........................!
15
عبرتُ إلى جفنك كي أرى صلاة النّجوم وليس ضوءها..
يقولون: النّجومُ تركع خاشعة.. عندما واحدة في محراب عينيها ينام عابد وقدّيس وطالبُ رغيف....!
16
آه منكَ أوجعتَ القصيدةَ عندما مرّرت رمشكَ بالقرب منها!
17
لا تحجب عني إيماءتك. فليس هناك أبجديّة تُكمل القصد غير العيون!
18
أطعْ نظرتي تجد أرصفة الورد تنتظرُ صباحَكَ بلهفة....!
19
ظهرَ. نورُه. غسلتُ. بهِ. أجفاني. فرماني. بنظرةِ وُدٍّ. ومن عطَشهِ. سقاني. فكنتُ له المخلصَ. والمتفاني...!
20
اللحظةُ، هي: أنك تشعرُ،
وعندما تشعرُ عليكَ أن تقرّر ..
وعندما تقرّر تكون أنت داخل الصّومعة..
عندها أغمض عينيك، واترك لها تفعلُ أيّ شيء....!
21
إليكِ وحدكِ تضع الأسئلة أجوبتها، معكِ لا أنتظر ردّ.
بل أنتظر جفنًا يقول لي: اطوِ ورقة الامتحان وتعال...!


22
مها.الجفون يساوي مها العيون،
وفي القواميس المها من يتباهى بنظرته.
أنا وضعتُ عيوني على صورتكِ.
وما إن أغمضتها حتى توسّلتني أجفاني لتكون إطارًا أبديًا لصورتكِ.
فما بين المها .. والآها. شوقٌ وحبيبٌ وتاجُ ملكة!
23
غنجُ. المرأة دمعتُها..
وغنجُ الرّّجل عندما لا يتردّد في شُرب هذه الدّمعة.............!
24
الآمالُ وحدها من تفترش السّماء مساحةً لنافذة الضّوء .
وقديمًا قال الشّاعر:
أعلّل النّفس بالآمال أرقبُها// ما أضيقَ العيش لولا فسحة الأملِ
جريرُ كتبَ هذا لك عندما شاهدتُكِ تضعين المنديل على عينيك كي لا تُرينِ دمعتكِ...!
25
قيل لي مرّة: هل الذّهن عقل؟
قلتُ: كلا إنه جفن يفكر بالجفن الذي أمامه..!
26
مَن يُحرّك هذا الرّمش إلى حلُمه ويحقّق له الجسد السّويّ.
لقد خلق اللهُ آدمَ على أحسن تقويم.
وهذه البراءة أعاقها دخّان الدّبّابات والهواء المُنضبّ بذكرى هيروشيما.
مليونٌ بعمرِها في العراق مثلُها.......!
27
ظننتُ ذاتَ لحظةٍ أني سأرى أجفانكِ تحت ظلّ أرزة أو زيتونة أو نخلة، وأزرع فيها شمسًا وقمرًا وبحثًا علميًّا عن قلوب الدّمى وهي تخفق عشقًا لأوطانها.......!
28
الحياةُ.كتابٌ .
صفحتُه الأولى رجلٌ.
وفهرستُه عيون امرأة .
وما بين الصّفحة الأولى والفهرست.
حكايا ابتدأت وانتهت.
وأنا ما زلت أتمنى أن أحبو طفلاً تحت أجفانك...!
29
لا تغب عن عيون تثق بنظرتك قبل نظرتها. غب عن عيون تدعي الرّمد دائما................!
30
في القصة أنتَ تقصّ حكاية.
والرّواية تصير الحكاية ألف عام وعام وقبلة.
لكن في القصيدة..
أنتَ فقط تُنزل من أجفانك دمعة.
تتمنّى لفم واحدةٍ أن تشربها بسعادة!


-ز-
خرائط السّيجار وألف وردة وشهرزاد

1
الرّؤية: أن تكون واحدةٌ بعطرها قد تساوي حجم ألف مساء، وألف حديقة، وألف كتاب روحاني.
من الغلاف إلى الغلاف، قلبُها يسرد باللغة المدهشة أحلام العصافير، ورغبة كوكب زُحَل بالنّزول على الأرض والعيش عليها....!
2
للمكان طعم آلهة السّفر وهي تمرح على جسد القصيدة!
3
ربّاه.. لا تغلق ما نتمنّى أن نفتحه..
بابُكَ الذي ينفذُ منه النّور والخبز والقبلات............. !
4
دعها تكون أنت، ولا تدعها أن تكون هي...
هذا يمكن أن يكون، فقط، عندما شفتيها تكون غلاف روايتكِ الجديدة......!
5
نجد في الشّفتين ما لم نجدهُ في اليدين..
رعشة بعطر التّفّاح...............!
6
نجمتُكَ العالية لا تقطفها يدٌ في الأرض سوى التي رعشتكَ أعشابها تصير أوتارًا كما والمطر..!
7
عزَفَ الفجرُ وداعَ النّجوم..
رمشكِ تهيّأَ لمنادمةِ غرامه..
فاستفقنا معًا نكرّر ما في الليل.....!
8
الصباحُ في الباص الأزرق..
نعاسُ ثوبٍ قصير...
ترفعُهُ الرّيح قليلاً، فيظهرُ الشَّحمُ كلّه!
عبيرك َشهد لرائحة غريبة. كلّما تشمّها العصافيرُ. تتمنّى أن تستعرض فتنتها أمام الشّمس بالملابس الدّاخلية..!
9
كما ظلُّكِ في مرايا السّحابِ..
كما عينُكِ في شفاه الورد.
كما وشمٌ على البطنِ شمسُك تسطع..
أسامرُها آخر الليل أو الصّبح..
وأسمعُ نداءَ غرامٍ يلحّ عليّ..
وأسمعُ في لهاث الكلام دموعٌ من العشق تدمع..!
10
ليس سواك مَن يتساوى عندهُ الظلّ والضّوء،
عندما شمسكِ تأكُلني وأنا أشربُ ليلكِ بحريقي......!
11
وضعتُكِ. في كُحْلِ العَيْن؛
لأنّ سوادكِ نهاري...!

12
أضعكِ في قلب الوردة.
حتى تعدّلي ميلان رموشِها وهي تنظر إليكِ بشهوة..
كما أنا حين غسّل نورُ عينيك وجهي أولَ مرة!
13
أشعرُ..
أن لكِ قلبًا بحجم قارة من الورد ولهذا أحببتُ نبضه وأتمنى أن أمسكه برعشة أصابعي كما آدم حين أمسك دمعة حواء وخبأها في شفتيه...!
14
ليس الإثارة أن ترسل العبارة...
ينبغي أن تكون معها أجفان ترتعش وقلب يخفق كما العصافير في طيران اليوم الماطر!
15
لا تبتعدْ.
ودَعْ نورَكَ يغطّيني بشرشفه.
فليس مع دفئكَ شتاءٌ يأتي،
وليس مع قبلاتكَ..
شفاهٌ أخرى تقبّلني...........!
16
ليس هناك واحدة أجمل من واحدة. هناك واحدة أرق من واحدة.....!
17
مِن رقّتِكِ جُنح الفراشة صار قميصًا لبسَتْه قُبلات امرأة ٍمشتهية..!
18
ما هويت من هواني.
ولكني هويت من داواني.
لأن في شفائه صورة واضحة المعالم للحب......!
19
لا أحبّ من هي أنحف من خيط الحرير عندما يقدَّرُ لها أن تقول: نعم أو لا...!
أحب التي هي أنعم من الخيط عندما قطعُه يكون مستحيلاً...........!

20
سيكون رائعًا عندما عطركِ في فم الغيمة مطرٌ أزرق كروحِك............!
21
ستدعوني إليكَ..
وسأجدُ وسادةَ شفتيكَ تقول:
ضعْ رأسكَ بإتقان على صدري، فإنّ أيَّ ميلان سيؤلمني....!
22
أتعجّبُ منك. كلّما الظّل صنعهُ ضوءُ حنانِك. شمعتي تنطفيءُ .والليل يصير أنت....!
23
لأنكِ تشبهين قيصره..
التاجُ يقبّلكِ بشفتيه الألماسيّتين...............!
24
هنا عندما يشعل الغرام سيجارته،
كلُّ القلوب تنطفئ،
وحدُه قلبكِ مصباحٌ لليلِ هذا العالم..!
25
كفاك افتعالُ أنّك هدأت..
في داخلك شيءٌ يركضُ إليّ....!
26
جميلٌ.
عطرُ الغيمة..
كأنه نفحُ آبٍ..
دمعتُه خبز بيته...!
27
ضعْ حرارة خدّكَ على ثلج انتظاري.
فحين يحترق الثّلجُ .
الجياعُ يغادرون الخبزَ طالبين اللّجوء إليه وحده!

28
أشعر أنكِ ذاكرةٌ لذيذةٌ لخرائطِ الرّوح والجسد والمعنى،
وهذا يكفي لأبارزه من أجل أن أمتلككِ.
ظلٌ يصنع شمسًا لصباحٍ أتمنّاه نعاسًا لذيذًا معكِ.
أتمناهُ نعاسًا لذيذًا لواحدة أشعر أنها لهيبُ نهارٍ، وضوءُ نجوم ليل، ومناديلُ حمراء صارخة بشهوة الورد.
29
كلّ بلقيس، هي: سحابةٌ لأضواء ينتظرها فقراء الأرض، وممثّلات السّينما، وجنرالات حروب الصّحراء.
وأنا. بمعطفي تحت مظلّة أجفانكِ أجاهدُ لأخبئكِ بين شفتي....!
ليس عن سليمان وهدهده.. وأساطير سبأ والحوثييّن. بل لأنكِ مثل الغَور البارد تعمّدين قلبي بتوراة ساحرة. ورمشٍ يكتب قصيدَته على صدري فقط..!
30
أنت أنثى من عسل الضّوء لا من عسل النّحل....................!
31
غابةٌ من الحرير قميصكِ..
وأنا الأسدُ قادمٌ إليكِ......!
32
غِبْ في صدري.
تجد الفراشةَ تعيدُ مكياجَ أعضاءها..
سويّة مع الوردة يشعرُ العالم بخلوده..!
33
لا تُرِق العسل في إناء ليصيرَ شفاء وذهب.. أرِقُه في الشّفتين؛ ليصبحَ نعاسَ وجنةٍ، وعافيةَ اللحظة الرّائعة.....!
34
الرّهبة، هي: أن أمتلكَ القدرة لأحوّل عصفورتكِ إلى لحظة تفقدين فيها توازن العقل لتسقطي في توازن الروح، وتقولي:
خذني إليكَ. أنا لكَ، جرّدني من كل شيء.
واذهبْ أنى تشاء.

35
فالحدائق لك كلّها، واحرث بسيفك بهجتي، واشرب الينابيع، ودعْ لي الشّهوة والطّيران فقط. ابح في سدم عظيمة لاتنتهي حتى حين ينتهي الخيال . حيث تذهب دموعنا لحظة الخشوع له ..!.
36
أنتِ كأسُ ثمالةِ اللوز..
واشتياقُ الجسدِ لغفوته..
أنتِ زهرةٌ في عبيرك تعرفُ الرّيحُ شهوتَها..
أنتِ خيالٌ لظلّ مرآةٍ في ليل قلبي..
يصيرُ وسادةً من حريرِ النّعاس وشفتيكِ..!
37
لا تتعجب من عنقٍ شهي ولا يحمل عُقدْ...
تعجبْ عندما العنق كأنه وسادة....!
38
ضحكتكِ لا يظهرُ جمالَها إلا مع دمعتكِ..
وهذا في عُرْفِ المتصوّفة شيءٌ من سحر أنوثتكِ..
التي جعلتْ آدم ينسى حزنَ التّفاحة ويعوّضه بشفتيْكِ، وهمس آخر الليل............................!
39
أيّها الغيبُ، أيّها الحجابُ.
أيّها الطّلسم.
أيتها التّعويذة المتكلّمة بشوق التّعاويذ.
أنا منه وهو مني.
وسويّة ننتظر السّفينة لنبحرَ إلى سجادة صلاتنا!
40
مشتعلٌ.بعود ثقابك.ولن يطفئني سوى ليلة بطول عام!
41
عدتُ. وذهبتُ. نويتُ. ومضيتُ. منتصفَ الطريق. لاقاني.
ظلّي الذي يرتدي ضفيرتَه الطّويلة ونهديْه الرّمّان،
وليلُه الذي كلّما ثمالته طالت.
رجونا المؤذّن أن يطيل في نعاسه....!
42
أُحرِقُ السّيجارة بين شفتيكِ..
يشتعلُ العالم وردًا وكلاماً له طعم قهوة الوسادة ومائدة الشّفتين..!
43
تنفّسني بعمق. فأنا عطرُ وردتكَ المفقودة.
وجدتِني. فلا تبحثي عن ضائعٍ غيري!
44
عدتُ.إليكِ. لأنّكِ كلّ حقائب السّفر..!
45
ضع.. بهاءك في مزهريّة الورد.
حتى يعرف الورد أن له روحًا تعشقه!
46
المرأةُ الكاهنة، هي: مَن تحكم معبدَ بيتها جيّدًا.
وتضع الحبيبَ مع الملحِ في قِدر الرّز.
وتشربهُ كلّما عطشها زاد عن حدّه...!
47
عبيرٌ. وكلامٌ. ولمسةٌ.
إنها لحظةُ محترقٍ فيها شهيق اثنين.
وتحت الوسادة أحمر شفاه يقول: أنقذوني......!
48
اغمُرني. بما يُبهجني.
فليست السعادة عبادة فقط .
هي الحياةُ مريحة ومستريحة.........!
49
عادَ في الوهاد،
شاردٌ في البلاد.
سرّهُ. أنّهُ. غابَ في سرِّهِ.
واحدةٌ عجنتْ قلبَه بغرام.
والتهمتْهُ بمَرحِ الماكرة....!
50
منذ ساعات وأنا في قعر فنجانك.
أنتظرُ قطراتِ حليب النّهد تسقط من صدر واحدة أعشقها.
وضعتني اليوم في لحظتها، وتركتني أنتظر وصالَ وثمالةَ وتعبّدٍ في معبد الوسادة...!
51
عبقٌ من وِِدادك يمرّر لي لهفةَ الوُدّ،
وكلُّ وُدٍّ هو نارُكِ عندما لا يُطفئها إلا بربريٌّ لم يذق الغرام منذ أن خلقهُ الله!
52
أحبكِ كما يحبّ الطّائر أجنحة أنثاه...................!
53
تجد في الواحدة الباردة: ثلج سيبيريا، والقطب الجنوبيّ، وبلادة النّعاس. فيما تلك التي ينقّط فمها قصائدًا وعصافيرَ تستطيع أن تجعل منك رائد َفضاء في ناسا بليلة واحدة...!
54
لا تَفِقْ. ظلٌ في خدركَ معي.
فالكتب الرّائعة لا يُحْسِن قراءتها سوى النّعاس....!
55
منكِ الجمرة ومنها العطر.
الحرائق تصبح ذائقة نتمنّاها كلّما أردنا أن نلتحف بالمعاطف سويّة.
على هامش الوُدّ. ريشةُ القلم تحرِقها بلاغة الأسطر .
وكلّ سطرٍ حرفٌ منكِ يجعله يشتعلُ شوقًا لشهوة الكلمات..!
56
بهجة القلب من خفقته. وبهجة الخفقة في واحد يسمعها..!
57
لا تنطقْ ببنت شفة.. ابقَ صامتًا...
همسُك لن يعيد ترتيب وضعي.
وأنا أحتضن فيكَ كل حرارة الدّمى التي اشتريتها في طفولتي......!
58
سويةً.. بدون هويّة ننتمي إلى وطن جسديْنا.
أنتِ الملكة..
وأنا شاعرك المفضل....!
59
الطائرةُ الورقة..
التي دوّنتُ عليها اسمكِ سرقتْها الغيمةُ مني...
فلم يبقَ سوى الخيط .
كلما أسحبُه لأجرّكه إليّ..
الغيمةُ تمطرني بقبلات شفتيْك وذكرياتها.....!
60
النّسيم الذي يُمطره صدرك على أوراقي.
يصنع لها تسريحة جديدة...
مقصّها رموشكِ النّاعمة...
وعطرُها بقايا نعاس تركَه الليل بين شفتيْكِ...!
61
أنا رجلٌ... وأنتِ امرأة..
وما بيننا منديلٌ تلعقهُ الوردة بلسانها...!
62
أنتِ. واحدة. وأنا ألف. غير أنّ كلّ خواطري لا تجتمع إلا في الواحد الذي تحمليه بفخر..
أنتِ مَن قطع التّفاحة، ومنها تشظّت الدّموع التي لا تُحصى......!
63
قرأتُ في الكُتبِ ما كُتبْ..
وسمعتُ في الأغاني ما تُغنِّى..
وشَممتُ في العطر ما يُشمّ.
ورأيتُ في المدن ما يُرى.. وصوبكِ مددتُ أصابعي لأحرقها....!
64
تخور قُوى المرأة القويّة.
عند شعورها أنّ معركتها خسرتها في إثبات الأنوثة.
وبالرّغم من هذا.
بعض صلابتها في رقة قبلاتها أوّلا....!

65
تداعيتُ من لهفتي إليكِ.
عندما غاب وجهكِ بين سطور قصيدتي..
وشعرتُ أن واحدة، كما لصّ، تتسلّل الآن بين الحروف؛ لترميكِ بغَيْرتها وضوء عنقها ..
وتنورتها القصيرة....!
67
جعلتكِ. دمي.
وأنت جعلتِني حزنكِ...
وكلّما افترشنا التّحيّة لصباح البحر.
تردّين بالمقتضب. صباح النّور حبيبي..
وفجأة، في قدح القهوة وموسيقى بتهوفن، تغيبين.
كما غابت تيتانك في قاع المتجمّد القطبيّ الشّماليّ.....!
68
لن أرميك بالرّصاص حتى أنتقم من صدّك وخداعك وبرودك،
يكفي أن أرفع أجفاني إلى السّماء.
وتعلّمك حكمي عليك.
وحتمًا ستبتسم. لأن قضائي، أصلاً، هو: لا يمتلك الزّنازين والأصفاد.
فقط شرطتي قُبُلاتي التي تتمنّاك.....!
69
كيف أنساك ولك طعم غريب أشعر فيه، يجدّد فيّ رغبة أن أكون لك ومعك وفي مخدعك..
نجمةٌ تتحسّس كل ما هو فاتن في روحك وجسدك..!
70
لاتئنّ. لأنها نامت في سلّة النّسيان بإرادتها. البرتقال يذبل، أيضًا، في السّلال. ولا فائدة حتى من شمّه.......!
71
لا تفترضْ... أنّ الظنّ أبدًا يخفّف من حرارة العاطفة.
احترِق ْمعها.
ودع الظنّ يجلس في آخر المقاعد........!

72
كن رقيقاً..
كما خدّ الوردة حتى يستطيع المطر أن يبني له بيتًا من قُبُلاتِ واحدة تحبّك.....!
73
الرّقاد في السّرير راحة للجسد.
ولكن الرّقاد في الرّغيف راحة للرّوح.
كما عند العاشق.
دون وردة وعطر لن يكون للقُبلة فم..!
74
لا تقدّسْها فقط، مَن تفعلْ ما تعتقدُ أنكَ محنتَها قبل أن تكون عشقها.
بل ضع في يدها صولجان القيصرة وقل لها:
الأرض لك من دمعة أمي حتى القطب الشّمالي...!
75
هي بعضُ فتنة الحياة.
وكل بثينة لقيس مثل سوار ويد.
وإن انكسر السّوار...
قيس تحوّل إلى خردة تباع في مزاد النّسيان.
كما يبيع الثّمل ذكرياته إلى الكأس الفارغة.....!
76
العبيرُ طيّب في الورد، هذا يعني أنه عانى من الشّوك كثيرًا.........!
77
الخيالُ. أن تضع الأسطورة بين عينيها...
وتكتبَ إلى حكماء العشق هذا المكتوب:
عندما تَصِفوها. ضعوا بين عينيْها وردةٌ وقمرٌ ودمعتي.......!
78
قلبي يخفق معك.
عندما القلوب الأخرى ساهية عن سماع موسيقى دموعك...
لا تيأس، الحياةُ مرة واحدة نعيشها، وكلُّ سطرٍ فيها ينبغي أن تكون لك زهرة..!
79
إلى أين تمضي..
وكل الطّرقات يسدها سؤالي عنك؟
80
كن قدري ولا تكن عِطري...
فالعطرُ يزول فيما القدر وحده من يحدّد المصائر...
وحين يزول عندها لم يعد بإمكاننا إضاءة شمعة واحدة أو شمّ وردة.
أو وضع الشّفتين على الشّفتين.......!
81
كذا أفكر فيكَ... أشتعل شوقًا لمراياكَ
لتريني ضفائرها ولأمشّط فيها أحلامي وأحزاني ورعشات البرد..
أتعلّم منها لغة العين والحضن وخفق القلب وأشياء أحلى من كل مسافات الضوء بين الحرف وصدر الورقة ...
82
أتمنى أن أضع فتنتكِ، وأنوثتكِ، وشعرات نعومة جفنيك، وما ينبتُ حوله، قربَ لساني وأدّفأ فيه لحظتك الغائبة عن الوعي كأيّ ملاك يتمطّى في جسد العشق، ويفتح كلّ البوابات، ويقول: تعال.. أنا لك أنى شئت. من أي خارطةٍ، اِرْحل بحصان الرّيح. فأنا عصفورتكَ وأنتَ صقري. أنا حمامتُكَ وأنتَ الغيمةُ التي تمطر في فمها مداعبة حلوة. وإحساسٌ أصنع فيه كلّ أنوثة الورد ولياليها الفاتنة!
83
في انتظار ما قد يكون...
تزورني الشّجون.. ومنها أصنعُ لرموشكِ نافذةً صوبَ حدائق الله...
ممتلئة بالوداد الرّوحيّ..
وبفراق من أزمنة الملائكة المتورّدين في عينيك!
بشوق يوشم حِنّته في كفّ الحاسد والمحسود...
فيرطن في همس إليكِ :إنك لستِ أميرة فقط. بل قلب من ورد الرّيحان ....
84
أنتِ الطّيبة...
الأنثى الأشهى...
أنتِ الكائن الأزرق كالبحر..
وكغمامة مطر في عطش العصفور..
أنتِ الملكة ورغيف الخبز...
والهندسيّة الرّوحية لكتاب العشق...
وقبل كل متصوفة جوامع الرّب والحبّ والقلب.. كان غرامي إليكِ رواية سُريالية...
حَبْكُ تكوينٍ، وأنين، وفيزياء من آلة أصابع الكتابة..
أحرّكها على خدّك...
فيخطّ جفني على شفتيك لغة مبتهجة وأنبياء لهم دفء الخاصرة في وجع الحبّ...!
85
دونكِ لن يُغسَل نعاسُ الورد...
دونكِ لن يَفعل شيئًا في ترتيب الشّوق على رؤيا المعشوق، ويناديكِ زمنًا من حلمك.. وطفولتكِ ومراهقتكِ..
والحظ ّالقادم في بطاقة حظ قدري...
ولهذا.. ليس سواكِ من يضاف مع الورد، ويصير خبزًا لجوع الخريف...
ليس سواكِ من يُمسِكُ رموش هلال العيد، ويصنع منه ثوبًا لفقراء الأرض الممتدّة في بحر دموعِ، ورؤيا مكة ويسوع...
امرأة رائعة..
لها ظلٌّ، وضوءٌ، وبريقُ شموس سبع ...
86
قيل لمعذَّب: مَن عذّبك؟
قال: سيكارة الورد، فدخّانها سعال.. وجمرُها نار تُحرق..
قيل: وأين تأثير العطر، إذن؟
قال: شممتُها فصفعتني.
قيل له: اشتكِ عليها..
قال: هل في هذا الزّمن من يقول لأنثى جميلة أنت مذنبة!
عندها عرفوا أنّ هذا المعذَّب من مجانين أزمنة الصوفييّن، ومكتشفي الأراجيل، ومدوّني البيان السّريالي الأول!
87
كلّ حياتي عشتُها في قارورة حلُم، وحتمًا ما يسقط من لسانك، هو: العطر....!

*سيرة وعطر:
نعيم عبد مهلهل- مفكّر موسوعي عراقي
مواليد:1957.
روائي وشاعر ومهتم بالميثولوجيا العراقية
أهم الجوائز الحاصل عليها: 
جائزة الدولة بالرواية 2003 
جائزة العنقاء للقصة 2005
جائزة دبي بالرواية 2007
من مؤلّّفاته: النساء وعاطفة النبي يوسف- شعر، 
وحمّام نساء في أور- رواية،
المندائية من آدم الى قراءة الخامينئي- مقالات، 
جينكيزخان - رواية، 
وردة بعطر الزقورة -شعر، 
الميثولوجيا من نارام سين الى بول بريمر -مقالات، 
عصافير الشارع المندائي - شعر، 
الأهوار جنة عدن -مقالات،
الأهوار ذاكرة المكان - سيناريو سينمائي، 
سياحية روحية في المندائية النقية -مقالات، 
وردة بعطر الزقورة -شعر، 
جمهورية السيدة زينب -مقالات، 
الأهوار من طوفان نوح حتى عطر المضائف- مقالات ، 
فتاة حقل الرز - قصص ، 
حدائق الغرام السومرية –قصص، 
اليوم الأخير في حياة أور-قصص، 
طيور الفاو الجميلة –قصص،
ومؤلّفات أخرى.............. !



#غفران_قسّام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران قسّام - نعيم مهلهل (غابةُ حُسْنٍ وإنْ غابتْ عنكم..)!