أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إياد منصور - شاهد على التأريخ














المزيد.....

شاهد على التأريخ


إياد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 03:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أسجل هذه السطور لمن يصدق أو لمن لم تتضح له الصورة بعد ولا أريد أن أقرر شيئاً بقدر ما أسجل ما ظل محفوراً في ذاكرتي إلى اليوم ... ستنطوي صفحات التاريخ الواحدة تلو الأُخرى وسيأتي من يقرأ عن أصعب حقبة تاريخية مر بها العراق... بعض الأحيان تكون للتأريخ استمرارية ولا قيمة لماضٍ ليس له معنى للمستقبل:

العراقيون في انتفاضتهم الشعبانية في 1991م في حرب الخليج بعد غزو الكويت حاولوا إسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين ولكن أمريكا ونصائح الدول العربية (المحيط الإقليمي) وخاصة السعودية والأردن وتخوفهم من الهلال الشيعي حال دون نجاح هذه الانتفاضة الكبرى التي امتدت لأربعة عشر محافظة ما عدا أربعة محافظات هي:بغداد - ديالى - الأنبار - الموصل وهي المحافظات التي كانت تتركز فيها السلطة أو التي كانت تحكم العراق.
وسمّاها صدام بعدئذ بالمحافظات البيضاء لأنها لم تشترك بالانتفاضة ضده ...
ثم أُخْرِجَت محافظة الأنبار من دائرة المحافظات البيضاء بعد حين بعد أن أُعْدِم محمد مظلوم وهو من كبار قادة الجيش العراقي ومن مشايخ عشائر الأنبار ومن حملة وسام الرافدين وكل العراقيين أو الكثير منهم يعرفون طريقة إعدام هذا الرجل الهمام.
العراقيون كانوا قادرين على إسقاط النظام وبجدارة في انتفاضة 1991م ولكنهم لم يعطوا الفرصة الكاملة ... فأمريكا سمحت لصدّام باستخدام الطيران العسكري في قمع الانتفاضة وكان ذلك مكسباً عسكرياً لصدّام حسين أنجاه من السقوط المحتوم بيد الشعب حصل عليه من خيمة صفوان التي باع فيها العراق على ورقة بيضاء مقابل أن يبقى في السلطة وقد تم له ذلك على يد وزير دفاعه سلطان هاشم ... ومنذ ذلك اليوم انتهت سيادة العراق بالكامل ولبس العراقيون السواد فوق سوادهم.... وهكذا كانت أمريكا جزءاً من هذه العملية كما كانت جزءاً من الحرب العراقية -الإيرانية وكانت جزءاً من غزو العراق للكويت.

(إذا أردت أن تفعل شيئاً فاجعل الآخرين يطلبون منك ذلك)

هذا هو أحد مبادئ السياسة الأمريكية التي أوعزت بموجبه للقائد الضرورة الذي لا ضرورة له أن يدخل الكويت ثم استنجدت دول الخليج بأمريكا وأفتى ابن الباز أكبر مفتي في السعودية في تكفير صدام حسين وإن نطق الشهادتين وذلك لجواز محاربته في حرب الخليج وجواز الاستعانة بأمريكا فجاءت أمريكا على رأس ثلاثين دولة ودخلت الخليج لتحرير الكويت وهكذا كان صدام سبب إدخال الأمريكان وحلفائهم لمنطقة الخليج في قضية الكويت وتحطم العراق في خمسة وأربعين يوماً طولاً وعرْضاً...
ثم حصاراً امتد ثلاثة عشر عاماً انتهى باحتلال العراق في 9/4/2003 وتسلمت مفاتيحه من بطل الحرير القومي وحامي البوابة الشرقية كما كان يلقب نفسه بـ99 اسماً ثم طلقته أمريكا كما طلقت الشاه من قبله وانتهى زواجهما العرفي.
صدام وأمريكا وجهان لعملة واحدة وكان بإمكانه أن يكشف علاقته بالأمريكان في قادسيته الشهيرة ولكنه لم يفعل لئلا يسقط قناعه القومي أمام العرب ففضل أن يأخذ هذا القناع معه إلى القبر.
لقد وثَّق التاريخ زيارة رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق مرتين للعراق سراً أثناء الحرب العراقية - الإيرانية وكذلك لم يخفَ عن المؤرخين كيف استأجرت أمريكا العراق بقيادة صدام حسين لمحاربة إيران وكان الشعبان المسلمان وقوداً لهذه الحرب الطاحنة التي خرج منها البلدين بملايين الضحايا لا غالباً ولا مغلوب كأضعف بلدين بعد أن كانا أقوى قوّتين في الشرق الأوسط وهذا هو الهدف الأمريكي المطلوب.
ثم قال صدام حسين وهو يخاطب الشعب الإيراني:(أعطيتكم ما تريدون وأكثر مما تريدون) بعد عودته لاتفاقية الجزائر 1975م التي ألغاها هو بنفسه من جانب واحد وأعلن الحرب على إيران قبل أن يقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ...فعلامَ إذن قامت الحرب يا صدام؟!
وهكذا راح ضحية طغيانه آمال أجيال من الشباب وانطفئت في ظلمته أماني أُمة بأكملها.



#إياد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل افعلها يا نوري الماكي


المزيد.....




- شد شعره وثبته من رأسه بركبته.. شاهد ضابطين يبرحان رجلاً ضربً ...
- المرصد السوري: مقتل شخصين في انفجار سيارة بالقرب من المركز ا ...
- اعتداء جديد على سياسي ألماني - ضرب نائب بحزب البديل في دريسد ...
- اكتشاف نادر: مرجان أحمر في مياه مضيق ماجلان الضحلة
- الشرطة الإسرائيلية تعلن مقتل قائد في وحدة اليمام الخاصة في ع ...
- -سي إن إن- تؤكد نقلا عن مسؤول مشاركة قوات أمريكية بالهجوم ...
- ماكرون: باريس وواشنطن -مصممتان على ممارسة الضغوط الضرورية- ع ...
- كيف أصبحت حرب غزة رمزا لمكافحة اليمين بالانتخابات الأوروبية؟ ...
- معركة تل الذخيرة.. يوم صمدت كتيبة أردنية أمام جيش إسرائيل حت ...
- مسجد المئذنة الحمراء.. معلم عثماني صامد في القدس


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إياد منصور - شاهد على التأريخ