أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يحيى الأمير - اسألوه .. عن زبيبة والملك














المزيد.....

اسألوه .. عن زبيبة والملك


يحيى الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 06:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس صدام حسين هو الرجل الذي يمكن أن يترك مقعداً لا يجلس عليه .. أو أرضاً لا يطأها مهما كان، ومهما بلغت ضرائب ذلك الولوج
صدام حسين :
اخترع رتبا عسكرية لم تكن
وصنف أسماء كثيرة .. لم يسبق إليها
وتحول معه العراق إلى سلة للأماني التي تستجيب لنواياه قبل أن يهم بها
وأمام كل هذا المجد
ولأن الذهنية العربية لا تفرغ من بسط السلطة والحضور ما أمكنها ذلك فقد اتجه صدام حسين صوب الأدب
هذا الذي يشغل من الذهنية العربية حيزاً واسعاً
يكتظ مجازا واستعارة والتباسا بين الحقيقي وذنوبه
والمجازي وابتكاراته
كان لابد لصدام حسين أن يكتب شيئا
ولأن صدام حسين يدرك أنه إشكالي على كل المستويات
ولا بد أن يكون كذلك
وليس بوسعه أن يهبط من ملكوت المهيب الركن ليصبح سهلا وواضحا
فقد قرر أن يكون إنتاجه الأدبي إشكالي نسبة إليه
فالقضية ليست أن يقدم صدام حسين نفسه كاتباً
لكن القضية أن تجهد أنت أيها القارئ
وأن تجهد الأمة كلها
في اكتشاف هذا السر
فهو سر ... أولا ... بغض النظر عن ما يكتب
وبعد أن تنتهي من هذه الزلزلة العظيمة ومن هذا الاكتشاف العظيم يمكنك بعد ذلك أن تلج إلى داخل النص
.. لكن السؤال .. ماذا سيكتب صدام حسين
أكاد أجزم أن أول ما توارد إلى ذهنه هو أن يكتب شعرا
لكن الشعر لم يعد ديوان العرب
ثم إنه إذا كتب شعرا وقع في تهمة : ما أرانا نقول إلا معادا
وسيكون خارج الرهان العربي الحالي
إذن .. فليست إلا الرواية
هذا النص الجديد الذي يحصد نوبل ويمثل أكثر الدوائر الأدبية ازدحاماً وكثرة وإنتاجا قرر صدام حسين أن يكتب رواية
وأن يشيع من حيث يعلم هو ولا يعلم الناس .. بأنه هو كاتب هذه الرواية
في الوقت الذي يكتب فيه على الغلاف :
"رواية لكاتبها"
هذا الإيحاء البليد الذي تقدمه هذه الجملة والذي يذكر ب : بقالة السعادة .. لصاحبها : ....
لا يمكن أن يكون إلا خلقا صداميا محضا
حيث إن "كاتبها" تأتي إضافة غير مبررة على عمل مكتوب .. يشترط قطعا أنها بالتأكيد لكاتبها
لكن الصورة في حالة صدام حسين تصبح : رواية لكاتبها الذي كتبها والذي لم يكتب غيرها.. بل لا يعرف أحد أن قد يكتب عملاً روائياً، وأمام حالة كهذه . يصبح الغياب حضورا .. وتصبح : زبيبة والملك . رواية لكاتبها صدام حسين .
دخل الرواية .. يلعب البطل خلقا عربيا شهرياريا .. حيث تظهر زبيبة امرأة فاتنة تمتلئ بكل معاني الحكمة والخلق والرزانة مما جعلها نديمة الملك الذي يجري معها أحاديث طويلة عن مواضيع شتى اجتماعية وفكرية وسياسية فتحدثه عن الولاء والخيانة وعن الأسرة وعن سياسة الملك الحكيم
وظهرت الرواية الأولى للكاتب المعروف "كاتبها"
واشتغلت بها الصحف ووسائل الإعلام ودور الأدب والثقافة في العراق وكان في ذلك جانب كبير من التوقعات المسربة عمدا على أن الكاتب هو صدام حسين وهو بذلك يفتح بابا لنفي أخلاق الدكتاتور الذي لا يعترف بالكلمة ولا بالأدب ولا بالفن إلا بما يرسخ له رؤاه وسيادته
أحاديث ظهرت في العراق أن المطبوع من هذه الرواية إلى خمسمائة ألف نسخة بيعت في كل دوائر العراق الأدبية والثقافية والمعرفية
لم يكن ينقص صدام حسين إلا أن يكون أديبا. فلقد كان كل شيئاً
ولم تتبق إلا هذه الصفة
فرأى لها أن تخرج ... إنما بشكل مثير
ظهرت بعد ذلك رواية "القلعة الحصينة" التي حملت أيضا نفس التوقيع "رواية لكاتبها" واحتلت أكثر من سبعمائة صفحة وعرضت على لسان بطلها :صباح الحاج حسن .. الذي درس الحقوق وأصبح بطلا يشترك في العديد من العمليات الفدائية التي تدافع عن العراق ومن التعليقات التي حملتها بعض الصحف العراقية حول هذه الرواية ما نشرته إحدى الصحف التي أوضحت أن الرواية نوع من الأدب الذي لا ينتمي للعمل الروائي الاعتيادي، "بل هي ملحمة تاريخية تنتمي إلى الواقعية في أحداثها وبنائها الفني".
لمن يكن خبر صدام حسين كاتبا وأديبا وروائيا بخبرعظيم ..
ذلك أنه جاء بعد أن أصبحت المفاجآت الصدامية قاب ضجر أو أدنى لدى أكثر فئات الشارع العربي
وانشغلت بها الأوساط الثقافية انشغالا كان سيئا في كثير من اجزائه
حين انشغل المثقفون والنقاد بالبحث عمن يمكن أن يكون قد كتبها لصدام حسين
آخر أخبار صدام حسين الأدبية .. أن رواية جديدة كان قد أخرجها قبل الغزو بأيام لكن الوقت لم يمهله لتوزيعها
وقد تم العثور عليها مكدسة في دار الشؤون الثقافية العراقية في بغداد
وهي رواية تحمل اسم : اخرج منها يا ملعون
الآن .. لعل الطلب الذي يمكن أن يتقدم به الأدباء أو الروائيون إلى محكمة صدام حسين ..
هي أن يستقطع القضاة وقتا ليسألوا الرجل عن زبيبة والملك ..، وسيكون الجواب عليها كافيا لبقية الروايات
أو على الرئيس العراقي أن يعلن هو ذلك
فلربما نسبها أحد إليه بعد موته
... عليه ذلك .. فقط .. من أجل أن يضيف مع المهيب الركن صفة الأديب والكاتب الروائي العربي صدام حسين.



#يحيى_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاء لا يدخلون الجنة
- الأمريكي من سجان بليد في غوانتانامو .. إلى جلاد بغيض في أبو ...


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يحيى الأمير - اسألوه .. عن زبيبة والملك