|
في عيد الحب
بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 17:55
المحور:
الادب والفن
الحب غذاء الروح وماء الحياة … الحياة بلا حب … بلا خفقان ليست هي الحياة .
لا اعرف بماذا أبتدأ وكيف ! فذاكرتي غارقة في لجًة الذكريات … والزمان بماضيه الجميل مع ابو ظفر، يكتظ على رأس قلمي وأتذكر سعدي يوسف “ البداية صعبة والنهايات مفتوحة “ . تركتُ القلم وهرعتُ الى رسائله لأقرأ اجمل ما قاله في الحب الشريف ، الصادق واخاله بين حروفها يغازلني في غربتي في برد وثلوج القطب …
“ تحية حب ووفاء للإنسانة التي لم تفعل الغربة إلا زادتني حباً وإخلاصاً لها . للحبيبة التي أصبحت هي والوطن والحياة والناس شيء واحد ، بل يتركز ومنها يشع كل حبي لكل الأشياء الجميلة في هذا العالم . لقد أصبحتِ يا بلقيس انتِ والعراق وجهان لميدالية واحدة هي حبي للإنسان والحياة والحرية … هذا الحب الذي من اجله ضحيت واضحي دوماً .
إن إغترابي هذا الذي لم ارده ابداً ولم اسع اليه بل فرضته الظروف والشر، أضاء لي اشياء كثيرة كانت خافية عليً بفعل رتابة الحياة هناك ، كانت أجزاء من صورة لم ألحظها وقتذاك . إن هذا الأغتراب اكمل لي هذه الصورة ، فكانت ايما صورة للحب ، اروع حب وانقى حب … حبي لكِ ايتها البطلة . .. إن جذوة هذا الحب لازالت وستبقى تتوهج في قلبي وفي ضميري ، ولن تستطيع المسافات مهما بعدت ولا الزمن مهما إمتد أن يفرق بيننا ، فأنتِ قد اصبحتِ تاريخي بل اجمل ما فيه ، رمزاً لكل شيء اعشقه واعتز به ، صورتكِ تتوسط كل ما يحيطني وطيفكِ الباسم الثغر ابداً كملاك يحرسني في ليلي والنهار ، يمازحني حيناً ويرمقني بنظرات حانية حيناً آخر ، يُشرق وجهه لفرحي ويغتم لحزني كما كنتِ وتكونين دوماً حبيبة نقية ، عذبة ووفية ….
تعود بي الذكرى الى الوراء فتبهرني مسيرة سبعة عشر عاماً قضيناها اوفياء لما تعاهدنا عليه من إخلاص لحب خالد تتأجج شعلته يوماً عن يوم , لقد إستطعتِ بنكرانكِ لذاتكِ وإخلاصكِ لحبنا أن تعلميني دون أن تدرين ، ولكن أنا ادري ، الصبر وفن الحياة . لم تبخلي عليً وقدمتي لي كل شيء . فلإخلاصكِ ووفائكِ ولحبكِ ولصبركِ … احني رأسي وعهداً مقدساً بأني سأبقى كما كنتُ وفياً لكِ ولحبنا ماحييتُ ….
إن الرائع والأصيل في حبنا ، يا حبيبتي ، هو أننا إستطعنا نحنُ الأثنين ، انتِ وانا ، أن نحافظ ، في زمن الفراق أو زمن اللقاء ، على معادلة حياتنا ، بين ما هو خاص بشخصينا ، حبنا ، وبين ما هو عام بمبادئنا السامية التي نؤمن بها ونناضل في سبيلها … فأن أكون حبيباً وزوجاً وأباً ، وفي نفس الوقت عضواً في حزب شيوعي يناضل في اصعب الظروف ، وأن أؤدي مهماتي بكفاءة وبنجاح في كلا المجالين … فذلك ليس بالأمر السهل في هذا الزمان الرديء، فهو يتطلب قدراً كبيراً ، بل رسوخاً في القناعة والصدق والإخلاص والوفاء والتضحية . وإذا كنتُ أعترف بذلك ، فإني اعترف ايضاً بأن القسط الأكبر في ذلك يعود لكِ ، لشخصيتكِ … فأنا احسد نفسي على إني إلتقيتكِ وأحببتكِ وتزوجتكِ وأنجبتُ منكِ ، وبأني سأعيش معكِ لألف الف عام قادم ….. ”
وانا اقرأ اتصفح الرسائل ، تذكرتُ موقفاً حصل لي مع احد الأنصار . عام 1982 ، كنتُ وطفلي في ضيافة قريبتي وزوجها في بلغاريا ، وصادف ان زارهم صديقهم القادم لتو من كردستان . وبعد أن تعرفتُ عليه وعرفتُ أنه كان مع ابو ظفر في نفس المفرزة ، طلبتُ منه أن يحدثني عن اخبار ابو ظفر ، ومثلما تقول اغنية ام كلثوم “ لما اشوف حد يحبك يعجبني اجيب سيرتك وياه … “ . حدًثني كثيراً عنه ، وكنتُ فضولية في أسئلتي عنه وكان معجباً به أشد الإعجاب .قال انه إنسان رائع ، متواضع ، متفاني لخدمة رفاقه … وأنه … وانه وأشياء لطيفة اخرى أدخلت السرور الى قلبي . بعدها إقترب مني وقال : ” هل ابو ظفر هكذا من البداية ، ام عندما جاء الى كردستان ؟ “ وقلتُ “ من اي ناحية تقصد ؟ “ وقال : ” اقصد بالحب . إنه إنسان شريف وصادق ونزيه ويعشقكِ بجنون ويدخل اسمك في كل حديث بشعور او بدون شعورحتى يعجب البعض منه . ” واجبته : ” ابو ظفر عرف الحب الشريف والعفيف قبل أن يكون شيوعياً وبعد أن إنتمى الى حزب الكادحين إمتزج حبه مع الحب الصادق والنقي للشعب والوطن . ” ورحت اتلو عليه مقطعاً حفظته عن ظهر قلب من رسالة بعثها لي بعد أنا غادر العراق يقول فيها : “ يقولون لي هذه نساء صوفيا الجميلات امامك ، فما بالك لا تتخذ منهن واحدة صديقة أو عشيقة . ضحكتُ منهم … ولا اشعر بأني صرختُ بهم كأن شيئاً ينتفض في داخلي … كيف .. كيف .. انكم لا تعرفون إني تركتُ إمرأة في بلدي لا يمكن لنساء الأرض قاطبة وإن إجتمعن أن يملأن فراغاُ تركته أو يستملنً قلباً عشقها وما عرف غيرها … . قالوا عجباً أهي جميلة لهذا الحد ؟ … قلتُ جمالها كجمال الله لايُرى ولكنه سرُ فيه . وهل هي رقيقة لهذا الحد ؟ … قلتُ رقتها كنسائم نيسان الطرية وهي تداعب الخدود . قالوا .. قالوا … قلتُ لا تسألوني ما اسمه حبيبي . سألوني عنكِ … سألوني عن التي أنا منها وهي مني …. ”
وعدتُ اواصل قراءتي لرسائله حتى غفوتُ لأغرق في حلم جميل …. السويد 13 فبراير 2010
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتخب النزيه والكفوء
-
في الذكرى 150 لميلاده ...انطون تشيخوف الكاتب الأنساني العظيم
-
في الذكرى 150 لميلاده ....انطون تشيخوف الكاتب الإنساني العظي
...
-
الحوار المتمدن لؤلؤةً بين المواقع
-
هدية لأمي
-
الفنان السينمائي والفوتوغرافي اليمني العالمي ناجي مصلح نعمان
-
في اليوبيل الفضي لإستشهادك سماوتك لن تنساك
-
أبا ظفر ... الغائب .. الحاضر
-
أبا ظفر ... اقسم بالله العظيم إننا لم ننساكم
-
في الذكرى الخامسة والعشرين لإستشهاده الأنصار يتحدثون
-
قصيدة الى زوجة الشهيد
-
ارسمي زهرة
-
قصيدة لنزار قباني
-
لحظات خوف
-
اثر المدرسة في التكيف عند الطفل
-
اثر الأسرة في التكيف عند الطفل
-
رابطة المرأة العراقية في عيدها السابع والخمسين
-
المرأة العراقية ... والتحديات
-
وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ
-
في تأبين البطل د. ابو ظفر
المزيد.....
-
مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل
...
-
عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
-
في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط
...
-
ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم
...
-
فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
-
فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح
...
-
أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
-
السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال
...
-
ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما
...
-
-معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|