أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح كناعنة - لمحاربة ظاهرة العنف في مجتمعنا














المزيد.....

لمحاربة ظاهرة العنف في مجتمعنا


صالح كناعنة

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجتاح مجتمعنا العربي في الآونة الأخيرة موجة من العنف والتي للأسف الشديد لم تبلغ ذروتها بعد.
هذه الأعمال المتمثلة بإحراق السيارات والبيوت ، وإطلاق النار، والشجارات. وجرائم القتل وإلقاء القنابل وأعمال التخريب . أصبحت حدثا يوميا، وباتت تهدد المجتمع بأسره.وهناك ضرورة ملحة لرسم سياسات واستراتيجيات لمعالجة هذه الظاهرة المقيتة.
ألعنف مشكلة اجتماعية عالمية في غاية الصعوبة والتعقيد . وهناك العديد من العوامل المسببة لها. منها ما يختص بالشخص العنيف نفسه ( شعور بالقوة والسيطرة والتحكم). ومنها ما له علاقة مباشرة بالأسرة والمجتمع والثقافة.
التوتر ، العنف داخل الأسرة ، القيم الاجتماعية ، اليأس ، القنوط ، الإحباط ، فقدان الأمل ، البطالة،الآثار النفسية للعنف السياسي –الحروب ونقلها مباشرة عبر وسائل الإعلام (العنف يجلب اللذة) ، فقدان الضبط الاجتماعي، الحرية المطلقة( الفرد يفعل ما يشاء ) ، عدم سيطرة الآباء على الأبناء وتلاشي دور الأب التقليدي، تراكم الغضب ، والتعبير عن الغضب الناتج عن الإحباط (غضب مكبوت) . عدم وجود رادع قانوني ، حب جلب الانتباه والظهور ، الدفاع عن النفس ، غياب أو انعدام العدالة الاجتماعية ، الظلم؟ الاضطهاد، التمييز العنصري ، حب الانتقام
(حاقد على المجتمع ) ، ضغط الأتراب ، الرجولة ، خروج الوالدين للعمل خارج البيت وترك الأولاد لوحدهم . جميعها أسباب تسهم في انتشار ظاهرة العنف على مر الزمان وفي جميع المجتمعات.
لقد عُقد العديد من المؤتمرات العلمية حول ظاهرة العنف لفهم أسبابها ووضع خطط للحد منها والتعامل معها، وبقيت التوجيهات والنتائج حبرا على ورق ولم تجد نفعا.
كما تم كتابة مئات المئات من المقالات العلمية تناولت شرح ظاهرة العنف المتزايدة ، وعقدت ندوات في وسائل الإعلام المختلفة ، وقمنا بالعديد من المسيرات الاحتجاجية لمحاربة العنف، واستنكرنا وشجبنا وشكلنا لجان صلح . وخصصنا ميزانيات لبرنامج ( بلد/ مدينة بلا عنف) والحال على ما هو عليه. وظاهرة العنف تزداد حدتها وحدوثها يوما بعد يوم .
لا ادعي بان لدي حلا سحريا للقضاء على هذه الظاهرة ، وإنما باستطاعتي طرح بعض الأفكار المتواضعة وخطة عمل مدروسة علميا للحد من ظاهرة العنف خاصة على المستوى المحلي .
إن الأسباب التي تم ذكرها في بداية المقالة ، والعديد من الأسباب التي لم تذكر في هذا المقالة ، لم ولن تبرر أي عمل من أعمال العنف المنتشرة في مجتمعنا العربي.
وباعتقادي إن السبب لهذه الظاهرة يكمن في خطة مدروسة ، وضعت في درج صانعي القرار منذ زمن بعيد. وقد حان الوقت لتنفيذها.
هذه الخطة تهدف في الأساس إلى التدمير والقضاء على المجتمع العربي في البلاد من داخله وعلى أيدي أفراده . وعليه يتم التغاضي عن جمع السلاح غير المرخص ، وعدم الجدية في ملاحقة منفذي أعمال العنف هذه. وبالتالي فان تلك الأعمال هي أعمال " زعرنة " وليست أعمال عنف تخضع للأسباب العلمية المدروسة والمتعارف عليها .
إن الأشخاص الذين يقومون بتلك الأفعال هم أناس مأجورون، عملاء يملأ الحقد والكراهية قلوبهم ، ولا يخضعون لقانون العيب والحرام ، وقيم الشهامة والشجاعة بل هم أشخاص فقدوا القيم الإنسانية وماتت ضمائرهم .
انه من غير المقبول أن تحرق سيارة أو بيتا ، أو تلقي قنبلة على بيت أو تطلق النار عن بعد وأنت ملثم وتحت جنح الظلام ، فإذا كان لمن يقوم بمثل هذه الأعمال أي قدر من الرجولة والنخوة والشهامة والشجاعة فعليه مواجهة الشخص وجها لوجه .وليس الاعتداء على جماد لا حول ولا قوة له. فهذه هي قمة النذالة والجبن.
إلى كل من يقوم بمثل هذه الإعمال إليك نوجه الكلمات التالية:
ان لم تتلق العقاب من العبد وتفلت من القانون : فالخالق عز وجل يمهل ولا يهمل.
يمكنك التستر وراء القناع لكي لا يتعرف عليك احد وقد لا ينكشف أمرك. وقد تفلت من العقاب والقانون . ولكن لا يمكن ومن المستحيل أن تهرب من كيانك ونفسك من تأنيب ضميرك، هذا اذا كنت إنسانا ولك ضمير .
فسوف تلاحقك الكوابيس والأحلام المزعجة ليل نهار ، وسوف تحتقر نفسك لا محالة.
كيف تنظر إلى المرآة حين تعود إلى بيتك بعد قيامك بهذا العمل "البطولي " كحرق سيارة شخص ما .
حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الناس، وتحاسب يوم الآخرة.
إذا توصلنا إلى وضع نفسي يقوم من خلاله كل فرد بمحاسبة نفسه ، والوقوف مع كيانه ومراجعة أعماله وجرد حساباته . عندها وفقط عندها نكون قد وصلنا إلى قمة الرقي والتطور والأخلاق . وعندها تختفي غالبية أعمالنا السلبية ونتخلص من آفة العنف بلا رجعة.
عوّدوا أنفسكم على محاسبة الذات ، وليكن كل منا شرطي نفسه. ومن ثم ازرعوها في أولادكم .
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه وعمل حسب ذلك .



( أخصائي نفسي )



#صالح_كناعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح كناعنة - لمحاربة ظاهرة العنف في مجتمعنا