أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد اسريفي - -رعايا ومواطنين... أم أكباش عيد..؟؟-














المزيد.....

-رعايا ومواطنين... أم أكباش عيد..؟؟-


احمد اسريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 10:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألفت السفر والترحال، ألفت قطارات الخليع.. ومابين الدرجة الثانية،،، والأولى؟ ألفت الرباط بما تحمله العاصمة من رمزية ودلالات... أريد أن أعبر هاهنا... فلا أدري أيسعفني قلمي أم يخذلني.. أحب أن أحكي عن كل ما يستفزني.. ويقض مضجعي..فلا أدري أيطاوعني فكري.. أم يدعني لوحدي.. فهل انطق وأتكلم واكتب .. وأصرخ .. أم أحافظ على الصمت.. لان الجميع منشغل بالصمت.. فلم الكلام إذا.. إن كان الكلام من فضة والسكوت من ذهب...فلم الانشغال.. ولم الكلام.
قررت المضي.. قاطعا مع الصمت.. مع التواطؤ.. والتلاعب... قررت أن لا أبقى مجرد إنسان، "شيء"، كما يراه موظفو قطارات المملكة.. وهذا الأمر يحيلني على إحدى الأمسيات، وبينما شاءت بي الأقدار أن استقل القطار من القنيطرة إلى الرباط.. ولأني ألفت فيها ما ألفه الجميع.. قررت الصعود على متن هذا القطار..وبعد انطلاقه بقليل، توقف القطار فجأة عند اقترابه من محطة تابريكت، وقد أسدل الليل ستاره بقليل.. فبدأ كل من في القطار في اندهاش وتساؤل عن هذا التوقف في الخلاء.. وفجأة مرّ مراقب التذاكر بالقطار فقال: "مالكم ياك لاباس" فقلنا له أننا نتساءل عن سرّ هذا التأخر والتوقف هاهنا، فكان جوابه:"لا والو غير التران دراب شي واحد وصاف" فصدمت لهذا القول وهذا التعبير فتساءلت مع نفسي كيف أصبح المواطن مجرد "شيء" وفجأة نطقت سيدة وقالت، انظروا كيف أصبح الإنسان بلا قيمة ومجرد شيء وكفى، ودار نقاش عن هذه القيمة المتدنية التي أصبحت تعطى للإنسان_المواطن_ ولم تفارق تفكيري هذه العبارة على طول خط السفر وطيلة المساء، والتي توضح إلى أي مدى أصبح ينظر إلى المواطن - مواطن رفسه القطار ومزقه إلى أشلاء وأطراف ويقول لك شي واحد- ... فلم يكد يمضي قليلا من الوقت بعد ذلك حتى انطلق القطار في اتجاه الرباط المدينة.. وهنا قررت أن انهي قصتي مع القطار.. قررت النزول.. ولكن من القطار وليس من همّ هذه الفكرة.. النزول من القطار وليس النزول إلى الصمت والتواطؤ.. إلى عالم آخر، حيث الإنسان – المواطن شيء أيضا... فلم تكد قدماي تمس الدرج الأخير لمحطة القطار حتى بدأت أذناي تلتقط موجات بث احتجاجي.. إيقاع الاحتجاجات والشعارات.. إنها الحركات الاحتجاجية أمام البرلمان،،، وصلت لعين المكان وموجات البث الاحتجاجي تزداد ارتفاعا.. في شارع يغص بالمعطلين كل منهم تابع لمجموعته، فهذا مما اعتدنا رؤيته أمام البرلمان، ومن المعتاد أيضا أن نراقب آلة القمع والتمشيط.. والسلخ، تسلخ جلود من يتجرأ على تكسير الصمت وولوج ميدان الاحتجاج.. إنما أن نجد عددا ضخما من حاملي الشهادات أمام البرلمان.. أول مؤسسة تشريعية في البلاد وهم يصرخون بأعلى أصواتهم: "زيرو الحكومة المغربية.. زيرو البرلمان المغربي"، فهذا الأمر يجب أن يبعث على السؤال والتساؤل، يستلزم وقفة تأمل وفحص ودراسة، فهؤلاء ليسوا مراهقين وإنما هم من كبار اطر البلاد علما وفكرا وعطالة أيضا..
لقد أصبح الاحتجاج ظاهرة يومية أمام البرلمان، ولا احد يحرك ساكنا في هذا الوطن.. الحكومة لا يهمها هذا الأمر، والبرلمان منشغل بذاته، والأحزاب السياسية تبحث عن الوزيعة.. والحقائب.. والنخب والمثقفون أصبحوا يعيشون في مدارات التواطؤ والتلاعب..
انصرفت في طريقي على طول الشارع إلى باب الأحد، حيث علي امتطاء حافلة للوصول إلى يعقوب المنصور بالقرب من القامرة، وهنا قصة أخرى حيث نعود لقصة القطار والإنسان "الشيء"، وهنا في باب الأحد هنا المواطن "شيء" لأنه كي يصل إلى بيته عليه تقبل الأمر الواقع والصعود على متن أي وسيلة نقل قد يجدها للوصول إلى بيته، إن وجدت، وحتى لا يبقى في ذلك الليل عرضة للكلاب الضالة من بني البشر التي تقطع الأرزاق والجيوب والأعناق، هنا الرباط، هنا المواطن في مهب الريح.. وكأنك لست في العاصمة.. بما تحمله من رمزية للدولة والوطن والحكومة والبرلمان.. حيث انعدام النقل العمومي منذ أكثر من ستة أشهر.. حيث لا يجد المواطن وسيلة تنقله من بيته إلى عمله أو العكس... حشد من الذين يدعون مواطنين ورعايا، وماهم كذلك، إنما هم أكباش عيد تحمل في الشاحنات والبيكوبات والهوندات والموتورات، عندما لا يجد هذا المواطن وسيلة نقل تقله في العاصمة الرباط، ويبقى الأمر على ماهو عليه لأكثر من نصف العام... وعلى مرأى ومسمع من كل المؤسسات الرسمية، الحكومة.. البرلمان.. الأحزاب..الصحافة.. الهيئات والمنظمات الحقوقية..
إن الدولة قد تراجعت عن دورها وواجبها تجاه مواطنيها.. وخرقت القوانين وذلك في وجهين اثنين:
أما الأول فحين تعقد الدولة أو المؤسسات التابعة لها صفقات مع شركات للنقل العمومي، وتقوم بسحب الحافلات أو الشركات السابقة من المدينة دون إيجاد بديل أو دون انطلاق الشركة الجديدة في نفس اليوم في ملء الفراغ والعمل على نقل المواطنين، فهي تخل بالتزاماتها تجاه مواطنيها..وتتركهم لحالهم دون وسيلة نقل تقلهم إلى عملهم أو بيوتهم، وهذا مما لا يوجد في أي دولة ديمقراطية تحترم مواطنيها.. وان قدر الله وحدث ذلك فلن يمسي الليل إلا وقد قدمت الحكومة استقالتها.. لان المواطن هو محور الاهتمام وليس الشركة.. كما هو الحال عندنا...
أما الثاني: فحين تسمح الدولة للخطافة وغيرهم.. وأمام مرأى من رجال الأمن بالعمل على نقل المواطنين في خرق سافر للقوانين.. فإنها تكون قد شرعنت للفوضى.. فلماذا تطالب الدولة مواطنيها باحترام القانون إذا كانت هي أول من تعمل على خرقه أو تسكت على ذلك؟؟؟ لماذا السكوت عن النقل السري أصبح علانية؟؟ لماذا تترك الدولة مواطنيها عرضة للتشرد والضياع والخذلان والإذلال؟؟؟
ولماذا رضي المواطن بالأمر الواقع ولاذ بالصمت..؟؟؟ لماذا تجد الجميع يشكوا ؟؟ ولكن في صمت.. ؟؟ أليس في هذا الوطن رجال قادرون على تكسير الصمت والقيود.. بعدما تخلت عنهم كل المؤسسات والهيئات؟؟؟ أليس السكوت والرضا بالإذلال علامة على القبول والرضا ؟؟؟؟



#احمد_اسريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التسول بين الاحتراف.. والحاجة...-
- التحولات السوسيوسياسية بجماعة سيدي رضوان.وزان


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد اسريفي - -رعايا ومواطنين... أم أكباش عيد..؟؟-