شهادة في شباط الأسود 1963

سالم سلمان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 19:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

طفل رأى أبية يهرب من على سياج سعف النخيل بمساعدة امة الذي ما أن حملت رجليه على صدرها حتى ركلها بقوة من شدة الذعر الذي إصابة حينها ضنا منة إن زمرة (الحرس القومي) القادمين لإلقاء القبض علية قد مسكوه. كان الوقت فجرا الضياء ملتبس بالظلمة والبرد يأخذ بالأجساد كما يأخذ الخوف بالقلوب،يوما من أيام شباط الأسود لعام 1963في إحدى قرى محافظات الجنوب ، كانت البداية الأولى من محطات ومشاهد الفلم المرعب الذي سأكون أنا وإياهم مرغمين وبمشيئة الاقدار ان نرى آخر فصول نهايته في عام 2003 ولربما لم ينتهي بعد .
لقد نجا أبي من اسر البعث بعد أن نقلت عائلتنا سرا الى محافظة قريبة أخرى والتي سبقنا إليها على ظهر فرس ولمدة ثلاثة أيام تقريبا وقد مكثنا 5 سنوات نزرع محصول الشلب لدى احد الإقطاعيين الذي أخذت الدولة في عهد عبد الكريم قاسم قسما كبيرا من أراضية بفعل قانون الإصلاح الزراعي الذي انجزة واشرف علية الشيوعيون وكان ابي احد الفاعلين الناشطين في الإسهام بتنفيذ هذا القانون في محافظتة ولحسن الحظ ان هذا الإقطاعي لم يعرف بامرة لكان قد طردة، رغم انة كان يحبه ويستأنس لحديثة..

في تلك السنوات الخمسة العجاف جاءت الأخبار تتواترلابي إن الكثير من رفاقه قد اعدموا والقسم الآخر في سجن نقرة السلمان سئ الصيت وان من بين المسجونين اخية الاصغر منة بعد ان كسرت ساقة وهو يهرب من زمر الحرس القومي في احد البساتين التي كان يختبا فيها.
وكانت والدتي في تلك الأيام تستذكر معه الأحداث والمصائب والنكت وهم في الغربة والتي مروا بها سوية وذاقوا المر فيها ومن بين تلك النكت كانت تذكرة برفيقة حسون الصابئي الذي قدم من مركز المحافظة زائرا لة لأمور حزبية ،وكانت حينها لا تملك شيئا بالبيت لتقدمة طعاما لة وحين سألها أبي عما عندها بإلحاح فقالت لة مازحة لا املك عدا هذا وكانت تشير إلى احد الجراء –كلب صغير- فانفجر بالضحك ، وحينها سوت والدتي الأمر بصحن صفيح البيض الذي تناولاه معا
وقد أخبرة والدي فعلا ما قالت لة والدتي وما دار بينهما من حديث قبل الغداء فضحكا هما الآخر.
لا زال والدي حيا وأمي كذلك وبعد 47 عاما من تلك المعاناة والملهاة التراجيدية الطويلة والشاقة ولا زلت أطالعهما وقد علت صفحات وجوههم اثر سجال السنين وشارات الصراع من اجل الحياة والآخرين .

هذة فقط تعتبر بداية ومحطة صغيرة عاشتها هذة العائلة ومعظم ما عاشه الشعب العراقي من ويلات إبان أول ظهور لقطار البعث في عام 1963 ولكم أن تستعيدوا ذكرياتكم المرة إلى نهاية محطاته في عام 2003.
سالم سلمان الموسوي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل