علاء الدين السقا
الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 06:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
و الذكرى((28)) لإعادة التأسيس
شهد العالم 1922 انطلاقة أول حزب سياسي فلسطيني,حيث تم تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني , ولد من رحم المعناة من القهر و ظلم الاستعمار و استبداد الحاكم من عصابات الانتداب البريطاني , في الوقت الذي خيم الظلام النضالي و الكفاحي في المنطقة و انعدمت الروئا السياسية و انتابها حاله من اليأس و الإحباط برز رفاق الحزب بكل شجاعة و تضحية نبراسا مضيئا معلنين صرخة مدوية في وجه الطاغوت و المحتل, بزغت شمس الثورة و المقاومة.
ساروا على الدرب المعمد بدماء و آلام و عذابات خيره المناضلين من أبناء شعبنا الفلسطيني البطل, شامخين بهاماتهم العالية رافعين لواء المقاومة و الفداء والتضحية و التحدي حتى إقامة دوله فلسطين حرة أبيه.
عندما تلبدت الأجواء السياسية بغيوم الشوفينيه و الدجل السياسي الذي تصعب منه رؤية معالم الطريق إلى فلسطين الحرة الأبية قالوا الشيوعيين الفلسطينيين كلمتهم معلنين انطلاقة حزبهم , ليقف في ألقمه قمرا مضيئا و منارة يستدل بها.
استند الحزب إلي نظريه علميه و حركه ثوريه تجسد الأمل و الأماني و الحقيقة لجماهير هذا الشعب المسحوقة اجتماعيا وفكريا و قوميا و طبقيا فانخرط في صفوفه أغلبية المثقفين و العمال و الأحرار الذين أبوا المهانة و الذل و الركوع للغاصب المحتل لذلك فقد كانوا رفاق الحزب من الأوائل في الحركة القومية للشعب العربي الفلسطيني الذين رأوا أن الحل الصحيح و الواقعي لقضية الشعب الفلسطيني يجب أن يكون مستناً إلى نظرة و أيديولوجية ثورية حقاً فارتقوا إلى أكثر المواقع تقدماً و ثورية.
* أجاد الحزب العمل مع الجماهير, و إجادة إفهام الجماهير الغفيرة فضلا عن الملاكات القائدة, كل حركة نقوم بها و كل نضال نخوضه و التملك منهما, هذا فن خاص بالقيادة الماركسية اللينينة. و انه يشكل في الوقت نفسه الفاصل الذي يقرر ما إذا كنا نخطئ أم لا نخطئ في عملنا. من الصعب أن نذكر بطولات و تضحيات الرفاق هنا بهذا المقال لأنه بكل تواضع لا يكفي فنحن بحاجة إلى كتابة مجلدات كي نوفيهم حقهم.
* ولكن بهذه المناسبة السعيدة و الذكرى الغالية على قلوبنا رأيت انه من الواجب أن أتذكر بعض الذي تعلمناه و استفدنا منه خلال هذه المسيرة الطويلة من تاريخ الشيوعين الفلسطينين.و من بعض مقالات ماوسيتنج.
إن الشعب و الشعب وحده هو القوة المحركة في صنع التاريخ , إن لدى الجماهير قوة خلاقة غير محدودة ذلك انه في مقدورها الانتظام و التركيز على مواضع و فروع العمل بين مختلف طبقات و شرائح المجتمع حيث نستطيع إطلاق العنان لطاقاتها , إن في مقدورها التركيز على الإنتاج اتساعا و عمقا و خلق المزيد من مشاريع الرخاء الخاصة بها , يجب على كل رفيق بالا ينفصل في أي مركز عن الجماهير يجب عليه أن يعلم كل رفيق كيف يحب الشعب و كيف يصغي بكل انتباه إلى صوت الجماهير و كيف يتوحد مع الجماهير حيثما ذهب و ينغمس بينها بدلا من الوقوف فوقها و كيف يوقظها أو يرفع وعيها السياسي وفقا لمستواها الحالي و يساعدها بصورة تدريجية على أن تنتظم عن طيبة خاطر و على إطلاق العنان لجميع النضالات الأساسية التي تسمح بها الظروف الداخلية و الخارجية في الزمان و المكان المعينين. إن الجماهير قوة خارقة لا تقهر و لن تستطيع أية سلطة مهما كانت عظيمة سبيلا إلى القضاء عليها و لسوف يحطمون سائر القيود التي تعوقهم و ينطلقون قدما على الطريق المؤدية إلى التحرر و لسوف يحفرون قبور سائر الاستعماريين و سادة الحرب و الموظفين الفاسدين و العتاه المحليين و الأشراف السيئين كما سيختبرون سائر الأحزاب الثورية و سائر الرفاق الثوريين فيقبلون أو يرفضون حسب مشيئتهم , أنسير في مقدمتهم و نقودهم؟ أم نلحق بمؤخرتهم , مع التلويح لهم و انتقادهم؟ أم نجابههم كخصام ؟ إن لكل فلسطيني الحرية في أن يختار إحدى هذه الدروب الثلاث بيد أن الظروف تتطلب اختيارا عاجلا.
* لا بد للحزب , كي يرتبط بالجماهير أن يعمل بصورة متفقة مع مطالب الجماهير و رغباتها في العيش بكرامة و حرية و عدالة, أن كل العمل المنجز من اجل الجماهير يجب أن ينطلق من حاجاتها و ليس من رغبة أي فرد كان مهما تكن نواياه سليمة. و كثيرا ما يحدث أن تكون الجماهير موضوعيا راغبة في بعض التبديل لكنها ذاتيا غير واعية بعد لهذه الحاجة, غير راغبة بعد في القيام بالتبديل أو عازمة عليه نتيجة الظروف القاسية و الصعبة التي تعيشها. و أن من واجب الحزب , أن يعمل بكل طاقاته , قياداته و كوادره و أعضاءه و لا يجوز للحزب أن يخلق التبديل حتى تكون معظم الجماهير قد أصبحت بفضل عمله و نشاطه واعية لتلك الحاجة و راغبة و عازمة على تحقيقها . و إلا فإن الحزب سينعزل عن الجماهير . و إذا لم تكن هذه الجماهير واعية و راغبة , فان أي عمل يتطلب مشاركتها سوف ينقلب إلى عمل صوري و يبوء بالإخفاق و الفشل ... و ثمة مبدآن هنا: المبدأ الأول هو حاجات الجماهير الفعلية بالأحرى مما نتوهم أنها تحتاج إليه, و المبدأ الثاني هو رغبات الجماهير التي يجب أن تحزم أمرها من تلقاء نفسها بدلا من أن يقوم الحزب عوضا عنها بحزم أمورها الخاصة .
* يجب أن نعير اهتماما وثيقا لمشاكل حياة الجماهير المعيشية, بدءا من مشاكل الأرض و العمل حتى مشاكل المحروقات و الطحين و زيت الطهي و الملح... إن سائر هذه القضايا المتعلقة بشروط الجماهير المعيشية يجب أن تكون في جدول أعمال الحزب باستمرار. و ينبغي مناقشتها, و اتخاذ القرارات بشأنها, و تطبيق هذه القرارات و التحقق من النتائج. و يجب على الحزب أن يساعد الجماهير على أن تفهم أنه الوحيد الذي يمثل مصالحها و يحافظ عليها, و أن حياته و حياتها متشابكتان بصورة صميمية. يجب أن يساعدها على أن تفهم أن أساس هذه القضايا و ما يقترحه عليها من المهمات و النشاطات و النضالات هي مهمات الحرب الثورية الحرب العادلة حرب التحرير, بحيث تدعم الثورة و المقاومة و تنشرها في أرجاء البلاد في قطاع غزة و الضفة الغربية و القدس بالأساليب المتاحة, و تتجاوب مع الشعارات السياسية الوطنية و التقدمية , و تناضل حتى النهاية من اجل انتصار الثورة و التحرير الوطني و الديمقراطي و الوصول إلى مجتمع العدالة و المساواة و الديمقراطية و الاشتراكية و دولة الحق و القانون.
*اعتقد أنه من الأسهل كثيرا على المرء أن ينظم المهرجانات و الانطلاقات و الاحتفالات و ينظر هنا و هناك و يصرخ, ويشتم, ويطلق الصيحات العالية و يرفع الشعارات الطنانة والرنانة و يضلل بها الشعب و الجماهير, من أن يحاول, أن يروي, ويوضح, ويشرح و يتذكر و اذكر ما قاله ماركس و أنجلس في 1871,و1872 ,و1875, عن تجربة كومونة باريس وعما كان يجب أن تكون عليه الثورة الضرورية للجماهير و للبروليتاريا إن بعض الرفاق الآن يعتقدون أنهم ماركسيون و الحقيقة أنهم كانوا و انقلبوا وعليهم أن يتذكروا الماركسية وهاهم الآن في ورطة كبرى, هؤلاء الاشتراكيون – الشوفينيون المساكين, الاشتراكيون قولا, الشوفينيون فعلا.
عاش الشعب الفلسطيني و عاش الحزب
المجد للشهداء
غزة – الثلاثاء2010/2/9
#علاء_الدين_السقا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟