أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شريف فرلال - منتحلو اسم - القاعديون -














المزيد.....

منتحلو اسم - القاعديون -


شريف فرلال

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 22:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



إنهم القاعديون ، امتداد الجبهويون، وحاملي إرث الأماميين. طلبة مناضلون في الساحات الجامعية، و مناضلو الأزقة و الدروب في الأحياء الشعبية، إنهم معارضو النظام السياسي المحلي، ساخطون على الهميمنة الإمبريالية، مؤيدو العمال و الفلاحين و عموم الفئات المسحوقة و المظطهدة في المجتمع.

ثوريون يتبنون لينين ، معجبون بغيفارا، شديدو الحرص والإهتمام بتقرير مصير الشعوب بنفسها، مناهضون بشدة للإستعمار.

ينشدون التنظيم المحكم و يسعون إلى بناء تنظيم قوي و حصين. يركزون على العمل الجاد، و يبذلون الجهد الكبير في توعية القريب و البعيد، ينشرون فكرهم بكل السبل السرية والعلنية.

إنهم بورجوازيون صغار، أعداء البورجوازية الكبرى ، ثوريون في أفكارهم ، متضامنون و متعاونون في أعمالهم و نشاطاتهم..

هذا نظريا ، او المفترض ان يكون.. لكن عندما نلتحم بالواقع حاليا نجد أمرا معاكس تماما و مختلف بنسبة كبيرة لما سبق.
لقد أصبح من يسمون أنفسهم قاعديون مجرد منتحلي هذا الإسم، انتحلوا إسم "القاعديون" دون أن يستحقوه. ربما هم قاعديون نسبة إلى الكيمياء، لكن ما هو مؤكد هو أنه لا علاقة لهم بالقاعديون المفترضون و المعروفون سابقا.

فأول شيء يناقض ادعاءهم هذا هو ضعف الوعي بشكل عام و شبه انعدام التمكن من الإديولوجية المفترضة للقاعديين.
إن أغلب الذين لا يزالون يتبنون التجربة القاعدية عن علم و وعي أو دونهما غير مهتمون بما يكفي بالوعي الذاتي و بعيدون كل البعد عن توعية القريب و البعيد، فحتى وعيهم هم ضعيف و هم غير جادين و غير مهتمين بتطويره.

أما فيما يخص الإديولوجية فأغلبهم غير متمكنين من ألف باء الإديولوجية الحمراء التي يتبنونها. و الأخطر من هذا هو تحول بعض المتمكنين إلي معسكر قد يعادي أو يناقض أحيانا التجربة القاعدية بحجة التطور و التقدم (الواهيين)الحاصلين في البنيتين الفوقية و التحتية .إن أغلب هؤلاء بعد أن تبنوا مناهضة التجربة القاعدية للإصلاحية ارتموا في أحضان هذه الأخيرة بل كثيرون انضم إلى أجهزة الدولة المباشرة... و هذا دليل يؤكد انتحالهم لإسم "القاعديون".

اما نظرية التنظيم فهي شبه غائبة و حتى إن وجد التنظيم أو بالأحرى روج له فإنه يبقى تنظيما بسيطا و سطحيا جدا لا يغدو أن يكون كأي جماعة أصدقاء.

يتباهون و يتبنون الحماسة إلى حد التهور في أعمالهم و نشاطاتهم و التي انحصرت أكثر مما ينبغي داخل بضعة جامعات ، و تقلصت إلى حد بضعة مرات في السنة الواحدة، و يكاد خروجهم الوحيد خارج اسوار الجامعة في فاتح ماي وغالبا ما يكون خروجا حماسيا، (و بعض نشاطات المعطلين لكن بصفات انفرادية و أنانية).

لقد اقتربوا كثيرا ربما دون وعي من برودون و باكونين. فوضويون في أفكارهم و تصرفاتهم. متهورون و منقسمون فيما بينهم بسبب تفاهات بسيطة أحيانا.

لقد أصبح اليوم يوجد بالجامعات عدد كبير من الجماعات تسمي نفسها بالقاعدية أو تتبنى إرث القاعديين و الجبهويين زورا و بهتانا، و كثيرا ما تحدث تناحرات بين مختلف هذه الجماعات حول أحقية التسمي ب"القاعديون" ، و حول من يملك الحق في تبني التجربة القاعدية.. و أحيانا كثيرة لأسباب شخصية و تافهة ..

و هذا ناتج عن ضعف الوعي و انعدام التنظيم و استغلال الدولة لهذين الأمرين لتلهية هذه الجماعات فيما بينها و جعلها تسير في طريق الهاوية و الإنقراض إن صح التعبير.

ثلاثة أشياء هامة لا تتوفر في هؤلاء المنتحلين لإسم "القاعديون" و هي الوعي السياسي ، الوعي الإديولوجي، و التنظيم وعدم السعي من أجله.

إن هذه الجماعات الموجودة حاليا ببعض الساحات الجامعية لا تملك اي حق في إرث الجبهويين أو قاعديو الثمانينات. بعض هذه الجماعات تنهج أساليب العصابات القذرة غير المنظمة في كثير من نشاطاتها و التي غالبا تكون غير مرتبطة بما هو مفترض أن يكون. ففي حقل النضال و الكفاح في سبيل ما ناضل من أجله من انتحلوا إسمهم لا يقيمون اي وزن للإرث الكبير الذي خلفوه الجبهويون و القاعديون في السبعينات و الثمانينات. فهم كثيرا ما يتحدثون عن تبني الإرث لكن عندما يصطدمون بالأمر الواقع، كل جماعة تفسر و تتحرك حسب هواها بدون دراسة موضوعية للذات و الموضوع. الحماسة والتهور سمتان بارزتان في القول و الفعل.

فالتنظيم الذي تتبجح به كل جماعةو تدعي أمام الجماعات الأخرى و أمام العموم وجوده ما هو إلا عبارة عن تجمع قبلي لمجموعة من الأصدقاء و المعارف ينحدرون من نفس المنطقة ، يهيمن فيه أعضاء لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، و يتم تسيير و تحريض الباقي بطريقة الراعي مع قطيعه.

أغلب قياديي هذه الجماعات الذين تمكنوا من جزء من الإديولوجية الحمراء كثيرا ما يجمدون هذه الإديولوجية بل يصل ببعضم إلى تقديسها و تقديس منظريها بشكل يناقض ادعائهم فهمهم لهذه الإديولوجية، ربما يكون هذا عن وعي و من أجل تغليط الآخرين، و نشر افكار زائفة. لكن من المؤكد أنهم يعانون نقص الفهم او سوءه .

فلو صح ادعاءهم لأنعكس اولا على العمل التنظيمي والتنظيم بشكل عام لديهم، و هذا غير موجود.
مشكلة هؤلاء أنهم أطفال يساريون أو مراهقون سياسيون غير قادرين على إقناع أنفسهم بأنهم كذلك ، ولا يريدون الإقتناع.
فالنرجسية و الإرتجالية متلازمتين لهؤلاء و هم لا يستطيعون أن يخرجوا من هذا المستنقع ببساطة لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بهذا و لا يريدون أن يقتنعوا بهذه الحقيقة.





01/04/2009
اسبانيا



#شريف_فرلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شريف فرلال - منتحلو اسم - القاعديون -