ماحدث في بعقوبة بسبب قصيدة ابراهيم الخياط

نادية عبد الجبار

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 20:19
المحور: الادب والفن
    

هذا ماحدث في بعقوبة بسبب قصيدة ابراهيم الخياط .. هدد العشرات من إعلاميي ديالى بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة على خلفية اعتداء أحد موظفي مكتب محافظ ديالى على رئيس تحرير جريدة محلية، في حين رفضت مصادر المحافظة التعليق على الحادث
وقال رئيس تحرير جريدة البرلمان الجديد عمر الدليمي الذي يشغل مسؤولية رئاسة رابطة الإعلاميين الموحدة في المحافظة التي تضم أكثر من 80 إعلاميا يمثلون مختلف وسائل الإعلام في ديالى إن الجريدة "نشرت في عددها المرقم 98 الصادر بتاريخ 31/1/2010 قصيدة للشاعر إبراهيم الخياط (عضو المكتب التنفيذي لاتحاد أدباء وكتاب العراق) فهم منها الإساءة لشخص السيد المحافظ"، مشيرا إلى أن ذلك "لم يكن في نيتنا ولا في ذهن الشاعر الخياط الذي استذكر في قصيدته الجو الاجتماعي لمدينته بعقوبة إبان السبعينيات من القرن الماضي".
وأضاف في تصريح لوكالة (أصوات العراق) أن أحد مرافقي محافظ ديالى من قسم الإعلام والعلاقات "تعرض لي بالاعتداء السافر بالكلام البذيء ومحاولة الضرب والإيذاء في مبنى الإدارة المحلية وسط مدينة بعقوبة بحضور العديد من الإعلاميين والصحافيين بسبب نشر القصيدة"، مبينا أن الشاعر الخياط "استذكر في قصيدته العديد من شخصيات بعقوبة ومنها فوزية وهي امرأة تبيع الدجاج ويعرفها أغلب أهالي المدينة".
واستدرك "إلا أن البعض فسر القصيدة خطأ أن المقصودة والدة المحافظ وهو ما لم يكن في حسبان الشاعر أو هيئة التحرير لأن الشاعر كان قرأ القصيدة في مهرجان المربد عام 2008 في حين تسلم المحافظ الدكتور عبد الناصر المنتصر بالله مسؤولية المحافظة سنة 2009".
وأضاف الدليمي أن هذا الاعتداء "يمثل إهانة لإعلاميي المحافظة كافة لاسيما أنه يأتي في ظل اعتداءات مستمرة حاولنا مراراً وتكرارا معالجتها بالحوار مع المسؤولين المحليين إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل"، منوها إلى أنه "رفع دعوى قضائية ضد الشخص الذي اعتدى علي".
على صعيد ذي صلة استنكرت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين الحادث الذي يعد امتدادا لمسلسل المضايقات والتجاوزات والاعتداءات التي تتعرض لها الأسرة الإعلامية في المحافظة.
وقال رئيس الجمعية في ديالى علي الحجية "لا اعتقد أن خطأ مقصودا قد حدث من قبل مسؤول الصفحة الثقافية في نشر القصيدة"، وتابع "حتى لو كان ذلك حدث فلا يمكن معالجته بالطريقة التي تصرف بها أحد أفراد مكتب المحافظ إنما باللجوء إلى القانون الذي يضمن حق الجميع".
وأوضح لوكالة (أصوات العراق) أن إعلاميي ديالى "أصبحوا من جراء المضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها غير قادرين على التحرك بحرية خلال العملية الانتخابية المقبلة بسبب الصعوبات التي تواجهنا يوميا والضغوط التي يمارسها العديد من المسؤولين".
إلى ذلك قال الإعلامي نبيل وادي "بما أن النص تم نشره من قبل تولي المحافظ منصبه وقبل أن يكون شخصية عامة لذا فهو نشر دون قصد مسبق لأن الشاعر واحد من الشعراء المرموقين في الوسط الثقافي العراقي"، مضيفا أن "التصرف الاستفزازي الذي تم كان يمكن احتوائه بالاستفسار عن دواعي نشر هذا النص باعتبار عدم معرفة المحافظ بأن القصيدة منشورة قبل هذا التاريخ بسنوات".
وتابع وادي لوكالة (أصوات العراق) أن "هذا التصرف أحدث أزمة ستنعكس آثارها حتما على الصحفيين في المحافظة وعلاقتهم بالمؤسسات الرسمية وبالعكس"، وأردف "لذا فان الحل الأمثل يكمن باحتواء الأزمة بدل تطويرها بشكل لا يخدم الأطراف جميعا لاسيما الصحفيين الذين تنتظرهم تغطية فعالة للانتخابات المقبلة".
وذكر أن مثل هذه القضية "تتطلب سعة الصدر وإلا فانها ستقود إلى ما لا تحمد عقباه"، مستدركا "غير أن ذلك لا يعفي الأشخاص الذي تعرضوا لرئيس التحرير بالاعتداء من أن ينالوا جزاءهم القانوني خصوصا وأن المحافظ الذي يمثل أعلى سلطة في المحافظة كان حريا به اللجوء إلى الطرق القانونية الأصولية التي ستقود بدورها لمعرفة إن كان نشر قصيدة الشاعر إبراهيم الخياط مقصودة أم غير مقصودة ذلك أن ملاك الجريدة لا يجهل الآثار المترتبة عن نشر قصيدة فيها إساءة للمحافظ مع ملاحظة أن المحافظة مقبلة على نشاط سياسي كبير فإذا كان حل أزمة من هذا القبيل تسبب باستعمال القوة فما بالك بأزمات أخرى قد تكون أكبر".
وقال رئيس اتحاد أدباء محافظة ديالى القاص والإعلامي صلاح زنكنة لوكالة (أصوات العراق) إن استمرار الضغوطات التي توجه الزملاء في عموم مناطق المحافظة "ستؤدي بالتأكيد إلى إرباك التغطية الإعلامية خلال الانتخابات المقبلة وعدم القدرة على الإبداع في العمل ما يجبر أغلب الزملاء على العزوف عن العمل إذا لم يتم وضع الحلول والمعالجات قبيل بدء الانتخابات".
وأضاف "ربما سأكون أكثر حذرا مستقبلا عندما أكتب قصة فيها اسم امرأة"، وتساءل “ماذا سيحدث إذا ما كتبت قصة وورد فيها اسم بدرية مثلا وتشاء المصادفة أن يكون اسمها هو نفسه اسم والدة أحد المسؤولين الحكوميين هل سيقاضيني مثلا أو يلجأ إلى الاعتداء علي".
من جانبها رفضت إدارة المحافظة التعليق بشأن الموضوع.
ويذكر أن اجتماعا استثنائيا عقدته رابطة الإعلاميين الموحدة في ديالى ضم أكثر من 80 إعلاميا يمثلون مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في المحافظة تم خلاله شجب حادثة الاعتداء مع إصدار بيان جاء فيه "لا ندري لماذا يفهم على أن قطاع الثقافة والمثقفين ومنه الإعلام يقف بالضد من المسؤول الحكومي برغم أننا ننظر إلى عملنا في خاتمته كمساندة حقيقية لهذا المسؤول إذا ما كان حريصا على أداء أمانته من خلال تقديم الحقيقة كاملة بلا تزويق ولا مواربة".
وأعرب الإعلاميون في البيان عن "أسف رابطة الإعلاميين الموحدة في محافظة ديالى القول إن تكرار الانتهاكات ضد الزملاء الصحفيين بمناسبة أو بدونها بات أمرا يميز العمل الإعلامي في محافظة ديالى ولم نجد سبيلا لإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤشر وجود علاقة غير متوازنة يتطلب التوقف عند تفاصيلها وإيجاد الوسائل التي تحمي الإعلاميين من نزعة السلطة التي تمكنت من نفوس المسؤولين وأفراد حماياتهم ومسؤولي مكاتبهم حتى عزف الزملاء عن إجراء التغطية مهما كانت بسيطة تداركا لغضب هذا المسؤول أو ذاك".
وقال الإعلاميون في البيان "إننا نستغرب الاعتداء الذي نفذ ضد رئيس رابطة الإعلاميين الموحدة في ديالى ورئيس تحرير جريدة البرلمان الجديد الزميل عمر الدليمي".
وجاء في البيان أيضا أن رابطة الإعلاميين الموحدة وإدارة وتحرير صحيفة البرلمان الجديد “نحتفظ بحقنا في الرد قانونيا على الاعتداء الذي تعرض له رئيس الرابطة ورئيس تحرير الصحيفة الزميل عمر الدليمي من قبل أحد العاملين في مكتب السيد المحافظ المدعو سلام والذي حدث ظهر يوم الاثنين 1/2/2010 في مكتب مدير الإعلام نايف مغيثي بحضور الزملاء فارس المهداوي مراسل قناة العربية ونادية جبار مسؤول علاقات تلفزيون العراق ومنجد عبد الجبار مراسل تلفزيون الحرية وموظفي قسم الإعلام في ديوان المحافظة كما لا نجد مبررا لهذا الشخص بالاعتداء على الزميل الدليمي".
وتساءلت الرابطة في بيانها "هل أذن المحافظ أو أحد المقربين إليه بذلك الاعتداء ثم هل هذا المعتدي يهمه أمر المحافظ أو المحافظة أكثر منا نحن الصحفيون الذين قدمنا 22 شهيدا ومثلهم من الجرحى طيلة السنوات السبع الماضية خدمة للمحافظة وأهلها".
وقالت الرابطة أيضا إنها في الوقت الذي "ندين ونستهجن هذه التصرفات غير المسؤولة نضعها في خانة تكرار التجاوزات والاعتداءات التي تتعرض لها الأسرة الإعلامية في محافظة ديالى ونحتفظ بحقنا القانوني في إقامة شكوى أصولية في المحاكم المعنية كما نهيب بزملائنا في الجمعيات الحقوقية للدفاع عن الصحافة وأن تتخذ موقفا واضحا من هذه التجاوزات".

صباح الخير ... بعقوبة

شعر: إبراهيم الخياط

صباح الخير على الشاخة
على الصبح ِ
على الأحبة
على شارع "الأطِبهْ"
على المساطر المكتظة
بالفجر والعمال والعبوات
على "العَنافِصَةِ" الناطرة
على المُلايةِ "مائدة"
على "ماهي"
على المقاهي
على السوقِ ما شاء الله
على المنارة الشاهدة
على المنارة الشهيدة
على أسرارنا النائمة
على مرقى "أبو ناظم" اليقظان
على الجيران
على العميد البلديّ
على "السراي" العظيم
على دارة السيد عبد الكريم
على "المحروك" الذي لا يرحلُ
ولا يُقيم
على "الشريف" وما طوى
على الجنة والجحيم
على السجن والحمامة
على المحافظ و"فوزية"
على الشهداء والقتلى
على المحطة والمسفـّرين
على قطار الساعة السابعة
على "السفينة" الموّارة
على الشبوي
على مشكاة "مؤيد سامي"
على "ياسين" الدقيقة والحقيقة
والرؤى
عليكِ يا "أم النـّوى"
على جرف الملح ِ، وجرف الحلـّوِ،
وجرف الهوى
على القلقِ الشـمسـيّ
عند الفوتو "حسن"
على بنات الحسن
على البنات
على "شفتة" العيون التي
تحلـَمُ بها العدسات
على الأقمار المخبوءة في العباءات
على النخل المثقف والنبق ِ
والفـَردقال
على قنطرة الغائبين
على الحالمين
علينا
على الكورنيش الذي عاد إلينا
على "المقر" العالي
على الليالي
على الرحيق المختوم
وعلى المعلم الجميل
خليل؛
صباح الخير... صباح الخير..

#نادية_عبد_الجبار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات