أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار النهري - فلسفة القطع الاسلامية















المزيد.....

فلسفة القطع الاسلامية


نزار النهري

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 22:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ان اصابت المجاعة احدى القبائل الافريقية، قرر وجهاؤها ان يسعوا في الارض، ليجمعوا بعض المساعدات من هنا وهناك، فدلتهم الظروف الى احدى القبائل المسلمة. لم يعارض افراد القبيلة المسلمة مساعدتهم، ولكنهم عرضوا عليهم الاسلام شرطا لمساعدتهم. فسألوهم وما هو الاسلام؟ قالوا لهم انه الدين الحق. فقالوا، وماهي شروطه، قالوا، انها بسيطة جدا، وتبدأ بقول "لا اله الا الله، محمد رسول الله" واقامة الصلاة وايتاء الزكاة لمن يستطيع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فاعجبهم، فقالوا: وافقنا، فتوجهوا الى المسجد ليعلنوا اسلامهم.
فسالهم امام المسجد ان كانوا مختونين، فقالوا وما هو الختان، قال: هو قطع لحمة زائدة ليس لها اهمية في العضو الذكري، فقالوا امرنا الى الله فقطعوها، وادوا الشهادة، واخذوا المساعدات.
بعد حين وصل المسلمين خبر، ان هؤلاء الذين اسلموا، لا يؤدون الصلاة، وقد ارتدوا عن الاسلام. فبعثوا في طلبهم، ولما جاءوا، سألوهم ان كان هذا صحيح، اجابوا، بنعم. فقالوا لهم، هذا لا يجوز، لان خروجهم من الاسلام سيكلفهم رقابهم!
فقال احدهم مستغربا: ماهذا الدين الذي ندخل اليه بقطع اعضاءنا الذكرية ونخرج منه بقطع رؤوسنا؟!

قد تكون هذه الرواية خيالية، ولكنها ليست بعيدة عن ارض الواقع، فكل ما جاء فيها صحيح، ويمكننا ان نلخص المحاور التي جاءت بها الى ثلاث:

المحور الاول: القطع

ما اسهلها من كلمة على العقيدة الاسلامية، حتى اننا استسهلناها كثيرا ففي احد امثالنا نقول "قطع الاعناق ولا قطع الارزاق".
وامثلتها في القرآن كثيرة ومنها على سبيل المثال:

انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم ـ المائدة 33

والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ـ المائدة 38

قال امنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقى ـ طه 71

اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ـ الانفال 12

اما في السنة فالامثلة كثيرة ايضا، ولضيق وقتنا ناخذ بعضها:

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا - رواه البخاري في الصحيح عن القعنبى - السنن الكبرى للبيهقي(8/254)

يد تقطع من اجل ربع دينار، ويقولون ان الله غفور رحيم، فهل يستطيع قارئ هذه السطور ان يقطع يد شخص سرق منه هذا المبلغ؟ فايهما ارحم؟

وفي قصة طرد بني النضير من المدينة جاء، "وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها وقد أجلتكم عشرا فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه" ـ زاد المعاد (3/115)

وبعد ان اغتالت كتيبة من المسلمين كعب بن الاشرف بامر من رسولهم، "رجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس بذباب بعض سيوف أصحابه فجرح ونزف الدم، فلما بلغت المفرزة حرة العريض رأت أن الحارث ليس معهم، فوقفت ساعة حتي أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه، حتي إذا بلغوا بقيع الغرقد كبروا، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرهم، فعرف أنهم قد قتلوه، فكبر، فلما انتهوا إليه قال : ( أفلحت الوجوه ) ، قالوا : ووجهك يا رسول الله، ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله، وتفل علي جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده ـ الرحيق المختوم (1/205)

بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فأحرقوها بالنار فلما قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم أخبروه بذلك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : إني لم أبعث أعذب بعذاب الله إنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق ـ الدر المنثور ـ السيوطي (7/459)

أذا فقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث ليست عادة دخيلة على المسلمين كما يدعي البعض عندما يشاهد اعمال جنود القاعدة المجرمين وهم يحتزون الرؤوس ويلقوها على الارض. فمثلما لهذه الطريقة البشعة من اثر رهيب على العالم اجمع في اوقاتنا الراهنة، كان لها الاثر نفسه في وقتها عندما ابدع المسلمون في تنفيذها.

المحور الثاني: المساعدات للمسلمين فقط

وهذا ما يفسر غياب الدول الاسلامية شبه التام، عن المساعدات الانسانية وخصوصا تلك التي تذهب الى ضحايا الكوارث الطبيعية كالزلازل وغيرها، وزلزال هايتي الاخير خير مثال على ذلك. فالصدقات في الاسلام تصرف على المسلمين فقط، كما تشير الاية 60 من سورة التوبة (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، اما مساعدة غير المسلمين فهذا ليس من شيمهم بشيء والتاريخ يشهد على بياض صفحاتهم من ذلك، وما يقدموه من مساعدات هزيلة في عصرنا الحالي، فعائد الى الخجل وليس الى الدين.

المحور الثالث: الخداع

ينقسم الخداع الى عدة اقسام واحد هذه الاقسام هو القسم الذي جاء في القصة اعلاه، وهو ان تخفى السلبيات وتظهر الايجابيات فقط، والغرض هو ترغيب الناس في قبول فكرة ما، فليس من المعقول ان يقتنع انسان بدخول دين معين، ان علم ان احد شروط هذا الدين، هو اعتناقه للابد وان الخروج منه لا يكون الا بقطع الرأس.
لقد انتبهت معظم الدول الديمقراطية لهكذا الاعيب، فضمنت دساتيرها فقرات تعطي الحق لمن يبرم عقدا معينا، ان يدخل تلقائيا في فترة تجربة لمدة معينة (اسبوعين مثلا)، يكون من حقه الغاء العقد دون عرض الاسباب، واجبر اصحاب العقود بادراج هذه الفقرة ضمن بنود عقودهم.
هذا بالنسبة لعقد مؤقت لا يتجاوز فترة معينة، فما بالك بدين يغير مجرى حياة الانسان؟
لقد استعمل الاسلام نفس الاسلوب في دعوته الناس في بادئ الامر، فعلى مدى ثلاثة عشر عام من عمر الرسالة المكية، لم تظهر آية واحدة، تدعوا لقطع رأس من ارتد عن الدين او خالف العقيدة، ولم تظهر هذه الايات والاحاديث الا بعد ان قوت شوكة الاسلام.



#نزار_النهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قتل المرتد حرية؟
- اسرارالختم الاكدي
- دعوة للنظر في اعلان حقوق الانسان
- لماذا يُحارَب الاسلام؟
- العلمانية والاسلام
- كم وجه للمنطق؟!
- في شرعية العمليات الانتحارية
- آيات للحرب والسلام
- الشباب المسلم بين مطرقة العواطف وسندان الوعّاظ
- حوريات ام عنب؟
- اللغط .. في جمع القرآن


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار النهري - فلسفة القطع الاسلامية