رشيد المنوار
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 07:48
المحور:
الادب والفن
الأدب العربي الحديث (لبول ستاركي)
شهدت العقود الأخيرة توسعا- كما يرى ذلك مصطفى بدوي- "مثيرا في مجال الأدب العربي الحديث" بفضل تضافر عدة عوامل لن أطنب في سردها بل سنعطي الكلمة لبول ستاركي نفسه لكي يروي للقراء تفاصيلها بلسان عجمي استهواني أسلوبه فترجمته- منذ أمد بعيد- إلى اللغة العربية بغية أشراك قراء آخرين، في هذه المتعة، ممن لم يطلعوا بعد على هذا الكتاب. فتلكم ترجمة لتوطئة الكتاب التي ستجدون فيها، كذلك، عرفانا وتقديرا لأولئك الذين يراهم بول ستاركي قمينون بذلك:
إن هذا الكتاب معد كمقدمة عامة للأدب العربي الذي كتب في غضون المائتي عام الأخيرة أو ما يقارب ذلك. وعلى الرغم من أن القارئية الشخصية التي كنت أحملها في ذاكرتي كانت تلك المرتبطة بالدراسة الجامعية لمرحلة ما قبل التخرج، الآتية إلى الموضوع للمرة الأولى، فإنني آمل أن تستطيع كذلك أن تبرهن عن اهتمام للقراء المهتمين بالأدب المقارن شأنهم في ذلك شأن أولئك الذين لم تكن اهتماماتهم الأساسية أدبية، بل أولئك المهتمين بطريقة أو بأخرى بالمظاهر المختلفة للشرق الأوسط- منطقة ذات أهمية بالغة ومتزايد في عالم اليوم.
وبانسجام مع عنوان السلسلة، يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون مسحا، على الأصح، "وليس تقريرا شاملا". حقا، يمكن أن يتساءل عما إذا كان "البيان الشامل" للموضوع ما يزال ممكنا، مادام، كما سيتضح في الفصل الثامن بالخصوص، أن هناك انفجارا في الكتابة الأدبية باللغة العربية طوال السنين القليلة الماضية، لأن اليوم، بالإضافة إلى المراكز التقليدية للنشاط الأدبي كتلك الموجودة في مصر ولبنان، يمكن أن يوجد إنتاج أدبي قوي وإبداعي في كل منطقة، بالعالم العربي، من المغرب وموريتانيا غربا إلى الخليج والعراق شرقا. وقد قدمت أحداث سياسية حديثة كذلك تشجيعا لتطوير مراكز مهمة جديدة للنشر باللغة العربية خارج الشرق الأوسط نفسه، وخاصة بلندن وباريس.
كان هناك، بطبيعة الحال، عدد من التقارير التمهيدية من هذا النوع، بالإنجليزية وببعض اللغات الأوروبية على حد سواء، منذ أن نشر سلفي ديورهام هايوود: أدبه العربي الحالي العتيق إلى حد ما- 1800- 1789- سنة 1971. ومن بين الأعمال باللغة الإنجليزية (التي يمكن أن توجد تفاصيلها في البيبليوغرافيا) المنوه بها، ربما مشيدة من قبل بيار كاشيا في كتابه: نظرة شمولية حول الأدب العربي الحديث، المنشور بنفس السلسلة، لكن المحتوية عامة على طبعات ثانية لفصول سابقة من طرف المؤلف، شأنها في ذلك شأن المجلد الحديث سنة 1990، نفس مؤلف الأدب العربي: نظرة شمولية، المنشور سنة 2002، والذي شمل الفترتين الكلاسيكية والحديثة معا؛ تاريخ موجز للأدب العربي الحديث، لمصطفى البدوي، المنشور سنة 1993، وكتاب ألان رودجر: مقدمة للأدب العربي (2000)، المؤسس على كتابه المبكر: الميراث الأدبي العربي (1985)، الذي يحاول أن يغطي الفترتين الكلاسيكية والحديثة- من المحتمل لأول مرة- كتقليد فريد. يجب أن أكون أول من يعترف بمديونيت[ه]ي لكل هذه الأعمال (بما في ذلك أعمال هايوود المعيبة بشكل سافر) بالإضافة إلى المجلدات العديدة المتخصصة جدا في الأدب [العربي] الحديث والتي ظهرت في السنوات الحديثة- لأن المجال جد شاسع لكي يستطيع أي مثقف أن يتمنى أن يكون متخصصا في شيء، بل في جزء منه. فكل ما أستطيع أن ألتمس من إضافته إلى المجلدات الموجودة سلفا هو أن- كما دونه البدوي في كتابه- أعمالا من هذا النوع تحتاج، من أي وقت لآخر، بشكل حتمي، إلى تحديث، وأن كل كاتب سيحمل نظرته للمهمة.
سيكون من المثير للبغض بأن أجزل زملاء [بعينهم] بالثناء، لكنني مسرور بالمساعدة المالية، في شكل منح للسفر، من الأكاديمية البريطانية وجامعة ديورهام طيلة كتابة هذا العمل، الذي امتد لمد أطول خارجة عن سيطرتي. كما أنني مقر بالجميل، كذلك، لدجانيت ستاركي على مساعدتها في تصنيف الفهرس، وإلى البروفسر كارول هلبراند محررة سلسلة البحوث الإسلامية على دعمها وتشجيعها المتواصلين، وإلى هيئة مطبعة إدنبورغ الجامعية، وعلى الخصوص نيكولا رامزي، على صبرهم الذي، فيما يبدو، لا ينضب تقريبا.
-------------------------------------------------------------------
(1) الأدب العربي الحديث( لبول ستاركي)، كتاب صادر باللغة الإنجليزية عن مطبعة إيدنبورغ سنة 2006. يقع في 222 صفحة من القطع المتوسط. وينقسم إلى عشرة فصول، وهي على التوالي : المرجعيات (من ص:1 إلى 22)، ومرحلة النهضة (من ص: 23 إلى 41) و القصيدة النيوكلاسيكية (من ص: 42 إلى 59) و الرومانسية في القصيدة العربية (من ص: 60 إلى 78) و القصيدة: [عند] المحدثين (من ص: 79 إلى 96) و الأدب النثري: التطورات الأولى (من ص: 97 إلى 114) والأدب النثري: مرحلة النضج (من ص: 115 إلى 138) و جيل الستينيات وما تلاها (من ص: 139 إلى 162) و الدراما: التجارب الأولى (من ص: 163 إلى 177) و الدراما: مرحلة النضج (من ص: 178 إلى 198).
ترجمة رشيد المنوار
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟