أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إيران وسياسة اللعب بالنار














المزيد.....

إيران وسياسة اللعب بالنار


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن القيادة الإيرانية قد ركبت رأسها وتبنت سياسات لا تختلف كثيراً عن سياسات صدام حسين الطائشة التي قادت العراق والمنطقة إلى الكوارث. لقد تصرف صدام حسين ليس كسياسي ورجل دولة، بل كشقي ورئيس عصابة من البلطجية، كل همه السطو والقتل والسلب وابتزاز الآخرين. فشن حرباً على إيران التي دامت ثمان سنوات عجاف جلبت الخراب والدمار على الشعبين وانتهت بهزيمة الطرفين. وعدم سقوط نظامه بعد تلك الحرب تمادى صدام على ارتكاب خطأ مميت آخر وهو التحرش بمصالح الدولة العظمى، فغزا الكويت.

لقد حرم صدام حسين الشعب العراقي من التمتع بثرواته الهائلة وصرفها واستدان عليها في عسكرة البلاد وشن الحروب. كذلك تعمل الحكومة الإيرانية في صرف موار البلاد على سباق التسلح كما هو معروف. لم يدرك صدام أن الحرب مع الدولة العظمى تختلف كثيراً عن الحرب مع دولة نامية مثل إيران. فالدولة العظمى متفوقة في جميع المجالات وخاصة القوة العسكرية، حيث تمتلك أقوى جيش في العالم مجهزاً بأرقى التكنولوجية الحربية المتطورة التي أحالت جيش صدام أثراً بعد عين في غضون ثلاثة أسابيع. وانتهى صدام في حفرة حقيرة، ينتظر الآن مصيره المحتوم على أيدي العراقيين.

القيادة الإيرانية لم تتعلم أي درس من مصير صدام، فهي ناكرة للجميل. كان عليها أن تكون ممتنة لأمريكا وتسعى لإقامة أفضل العلاقات معها. فأمريكا قضت على ألد أعداء إيران في المنطقة، نظام الطالبان المتخلف وحكم صدام الفاشي. ولكن بدلاً من ذلك، واصلت القيادة الإيرانية غلوها في عدائها لأمريكا وتحالفت مع سوريا والمنظمات الإسلامية الإرهابية وفلول البعث المنحل واتخذت من العراق ساحة لها لتصفية الحساب مع أمريكا والتضحية بالشعب العراقي من أجل مصالحها الوقتية الضيقة وسياساتها الغبية، تماما على نهج صدام حسين.

فبعد سقوط النظام البعثي النازي، بدأت إيران بإرسال عشرات الألوف من المخربين إلى العراق وصرفت عشرات الملايين من الدولارات على تأسيس جيش المهدي ودعم مقتدى الصدر وغيره من المخربين وحتى اختراق بعض الأحزاب السياسية العراقية للتجسس والتخريب. ولم تكتف القيادة الإيرانية المتمثلة بسيد علي خامنئي بذلك، بل شكلت منظمات انتحارية ودعت الشباب الإيراني للانخراط فيها للقيام بالأعمال الإرهابية في العراق بحجة مقاومة الإحتلال الأمريكي والدفاع عن الإسلام مقابل توزيع صكوك الغفران على إنه يمتلك مفاتيح الجنة لهؤلاء المغرر بهم. وكما كشفت الأرقام، فمقابل كل قتيل أمريكي، يقتل ستون عراقياً. كما وتفيد الأنباء أن إيران تدفع ألوف الدولارات لكل من يقوم بتفجير الأنابيب النفطية في العراق. وأخيراً ألقت القوات الأوكرانية القبض على أربعين مسلحاً إيرانياً على الحدود كدفعة أولى من الانتحاريين الذين أرسلتهم إيران إلى العراق، وتم تسليمهم إلى القوات البريطانية في البصرة.

ولكن القيادة الإيرانية لن ترعوي، فبدلاً من أخذ الدرس، فقد أوغلت في خطأ خطير آخر، تماماً مثل صدام حسين. حيث بدأت إيران بالتحرش بالقوات البريطانية وذلك عندما قام حراس الثورة الإيرانية أسر ثمانية من الجنود البريطانيين في شط العرب بتهمة التجاوز على مياههم الإقليمية. وتبيَّن فيما بعد أن الغرض من ذلك هو إرغام القوات البريطانية في البصرة على إطلاق سراح الأسرى الإيرانيين الأربعين. وتم عرض الجنود البريطانيين في التلفزيون الإيراني معصوبي الأعين بقصد إذلالهم، وبعد مداولات سياسية مضنية أطلقت إيران سراحهم بعد ثلاثة أيام من الأسر مع مصادرة أجهزتهم الخاصة بالملاحة.

وأخيراً تبين أن الجنود البريطانيين كانوا يقودون زوارقهم في الجانب العراقي من الشط وقد اقتيدوا عنوة إلى المياه الإقليمية الإيرانية من قبل القوات الإيرانية لتوفير حجة التجاوز كذريعة لأسرهم. هذا ما كشف عنه الجنود البريطانيون إثناء التحقيق معهم بعد إطلاق سراحهم كما صرح بذلك وزير الدفاع البريطاني جف هون مساء يوم 30/6/2004. وربما هذا هو سبب امتناع الإيرانيين عن تسليم الأجهزة الإلكترونية الملاحية لأن فيها معلومات دامغة عن مواقع الزورقين البريطانيين إثناء المواجهة.

وقد أفادت الأنباء أن الحكومة البريطانية سوف لن تسكت عن الانتهكات الإيرانية هذه ولن تتركها تمر بدون رد مناسب. وهذا يعني أن الشقاوة الإيرانية ستقودها إلى مصير لا تختلف كثيراً عن مصير صدام. فإيران تلعب بالنار وتحرشت بالدولة العظمى. وليعرف الإيرانيون أن بريطانيا ليست وحدها، بل معها أمريكا. إن مصير هاتين الدولتين العظميين هو مصير واحد، تاريخياً وستراتيجياً منذ الحرب العالمية الأولى ولحد الآن وبغض النظر عن الحزب الحاكم.
قد تبدو قضية أسر الجنود البريطانيين مسألة صغيرة عابرة، ولكن الحرائق الكبرى تبدأ بإشعال عود ثقاب. فبتصعيد المواجهة مع الدولة العظمى، هل تدرك القيادة الإيرانية العواقب الوخيمة المترتبة على هذه السياسة الطائشة، أم مازالت تصر على (مواجهة الرشاش بسلاح عنترة بن شداد) على حد تعبير الراحل علي الوردي؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقل السلطة إلى العراق انتصار آخر على أعدائه
- الإرهاب في العراق.. الأسباب والإجراءات المقترحة لمواجهته
- المنظمات الإنسانية.. بين حقوق الضحايا وحقوق المجرمين؟؟
- هل تحول اليسار إلى حركة رجعية ؟؟
- هل حقا حتى الزهور محرمة في الإسلام؟
- أي نظام رئاسي يصلح للعراق
- أي نظام انتخابي يلائم للعراق؟
- مقترحات حول الإحصاء السكاني القادم في العراق
- مؤتمر باريس للتضامن مع -المقاومة- العراقية
- لا لتدمير سجن -أبو غريب-!!
- حبل الكذب قصير
- سجن -أبو غريب- فضيحة عربية أكثر منها أمريكية
- الإبراهيمي على خطى ساطع الحصري
- الساكت عن الحق شيطان أخرس
- اقتراح حول العلم الجديد
- حول إعادة البعثيين السابقين إلى وظائفهم
- لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً
- أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
- هل مقتدى الصدر مخيَّر أم مسيَّر؟
- فدائيو مقتدى- صدام، يفرضون الإضرابات بالقوة


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إيران وسياسة اللعب بالنار