أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة عبد العزيز - تحت خط الحب














المزيد.....

تحت خط الحب


امنة عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 20:06
المحور: الادب والفن
    


( غوانتنامو )قصة حب في غياهب الصمت..

امنة عبد العزيز



في أسواق الحياة هناك وبين سلال الخضار المستورد ألتقيتها

كا نت تبحث عن خضار عراقي يحمل طعم الأرض العراقية ومياه دجلة والفرات : أبتدأ الحوار بيننا من هنا ..من هذه العلاقة الجد لية بين حب العراقيين لكل شيء يحمل رائحة الأرض حتى وأن كانت تلك الفاكهه والخضار لا تحمل لون وبريق الفاكهه المستوردة !

هي أمرأة في منتصف القطاف ,وجهها غادره البريق الأربعيني ونضوج النظرات الواثقة بماغادره من سنوات الإكتمال,
قلبت بيديها سلال الفاكهه فرمت بما أنتقت منها الى مكانها لتقول :

لم يعد للأشياء طعم بعده !كان يتسوق لي أشهاها وألذها ., ربما كان حبه يجعل من كل مايمسك به له مذاق آخر ؟

ورددت : آه ( غوانتنامو) !؟

تراجعت خطوة وقدمت خطوة أخرى للأنصراف بعيدا ضنا مني أنهاأمراة مجنونة لكنها أستدركت قائلة : الخوف بدأ يزحف على النفوس حتى لم يعد هناك من يسمعني !؟

الحقيقة أن هذا الأسم ( غوانتناموا ) رعب لما نسمع عنه


لم أجرؤ على ذكر أسم هذا المعتقل في لحظات حرجة مر بها وطني

ولكني كنت قد عرفت فيما بعد أنه سجن يطبق الصمت على شفتي ساكنيه ألا حينما يصرخ القابعون به من ألم التعذيب !

ولعل حريتي التي أسعى أليها وأحاول مسك زمامها كي لا تضيع مني جعلتني أهاب الخوض في أي تفاصيل تحمل لغة أسوار .. معتقل .. سجن .. حتى الأسماء التي حملت بين أحرفها ذاكرة القيود والسجون كانت ترعبني .. سلمان و(نقرته ) وغريب وأبوه ..

ولكن معتقل( غوانتنامو )هذا الذي جاء من حيث لا ندري ! أوربما كان خلف أسوار الوطن ود خل على غفلة من سقوط الستار ليدخل بأسمه ذاكرتنا العراقية الديمقراطية ويأخذ برجال من كل صنف ولون ويفتح ملفات ( حرب ) لا تخلو من ( الحب )..
وهاهي المرأة تعود لتستدرك بذاكرتها المنهكة قائلة:

في ذلك اليوم الذي غادر المنزل كانت عيناه تتنقل بين أرجاء بيتنا الصغير وطبعت شفاهه قبلات على جباه أبنائنا حيدر وياسمين وكأنه كان يودعنا لسفر مفاجئ ؟! نعم غادرنا منذ ثلاث سنوات وكنت أبحث عنه بين أسماء المفقودين هنا , وبين صور جثث الطب العدلي هناك , حتى بدء اليأس يدب بين أركان روحي وأنه ذهب ضحية انفجار لم يبقي منه شيء,وفي ذلك النهار الذي حمل بشارة لي قال لي أحد أصدقائه أنه معتقل في ( غوانتناموا ) ولكنه غير متأكد تماما ,!! فهذا المعتقل يقبع بداخله المجرمون والمتهمون بالأرهاب !
وزوجي رجل لم يعرف طريقا الى تلك الزوايا المظلمة كان أكثر من رجل مسالم حتى كان يقول ( السير بجانب الحائط أفضل من السقوط من فوقه ).
حاولت أن أجد طريقا يوصلني الى أن زوجي مازال على قيد الحياة وأنه نزيل ذلك السجن , مرت سنة أخرى لتكمل أربعة من صبري وتخبطي , وكانت تلك الرسالة الشفوية والتي وصلتني مع رجل أطلق سراحه من المعتقل قال لي على لسانه : الحب تهمة كبيرة تلصق بكثيرين وربما تقودهم الى الموت في لحظة وعندما يكون الوطن هو الحب الأكبر في حياتنا تكون تهمة الأرهاب كذبة يبتدعها صانعوا الموت و يصدقها الكثيرمن القابعون في سجن ( غوانتينامو) بالرغم من معرفتهم أنهم أبرياء ..



#امنة_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راهب الفراق
- أسرار رجل للبيع


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة عبد العزيز - تحت خط الحب