أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الفاتح السعيد - صافرة الحكاية














المزيد.....

صافرة الحكاية


الفاتح السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


(1)
في الجادة التي تحمل الرقم 21 توقفت شاحنة عسكرية داخل فناء الكونتيسه عوضيه ، نزل عشرات العساكر مدججين بجوالات الدقيق ، والسكر ، وغيره من المواد التموينيه ، إمتلأ المخزن بأكمله عدا بضعة برتقالات لم تجد مكاناً تحتمي فيه فإفتضح أمرها.

(2)
كابرالقطار الذي يحمل الرقم 30689 كثيراً وهو يحاول أن يصلًح هندام مشيته ، لكن سعاله المتواصل فضح أمره فصار يتلوى كبكر في ليلتها الأولى.

(3)
لم يعد قادراً ذلك القرد أن يكمل إستنماؤه في الكونتيسه التي كانت تغط في إستحمام عميق ذلك أن جلبته قد فضحت أمره،
قفز إلى الفناء الخارجي ،
تعثًر ببرتقاله وجله،
إستسلمت لنزوته فتعرًت له مجًاناً ،
سمعت الكونتيسه جلبته ،
أبعدتها عنه،
وضمًته إلى صدرها،
حينها تعثر بحلمتها التي صارت كالصنارة ..
- أووه لا بد أنك جائع يا حبيبي.

(4)
أحدى وعشرون شخصاً يجلسون على تابوت يجلس على مؤخرة القطار يعد وصيته الأخيره..
إحدى وعشرون صافرة ، لم تكتمل الوصية ولم يوفق أحدهم في حل الكلمات المتقاطعة.

(5)
تمكًن من أن يشبً على قدميه ،
تمكًن الجوع منه ،
من علو إصراره سقط داخل فناء الكونتيسه،
طفق يبحث عمًا يسد رمق إخوته،
ألجمته طلقةً ما ،
تبعتها صرخة الكونتيسه وهي تتلوى من نشوةَ ما
بعيداً/قريباً منه تدحرجت برتقاله ،
عبرت جسده الصغير
لتخر صريعة.

(6)
في الصفحة الأولى من مجلة البلاي بوي تسائل الكونت عوض عن:
- وباء مستشر في قلب أفريقيا
- السودان؟
- من سبعة حروف بينتهي بحرف النون
- دي محتاجه سيجاره ، كدي شوف رأسيًا
- رأسيا في شارليز ثيرون مبعثرة.
تمطًى التابوت حتى رأينا مسامير إبطيه ،
تدحرج بعيداً عن مؤخرات الكتيبة 21 التي كانت تجلس عليه طويلاً بلا طائل ،
أزاح كفنه قليلاً وبدأ يحصي عدد الخنفساءات التي رافقته في رحلته الأبدية
، واحدة ، إثنتان ،
أممم..لم يتفسًخ شئ بعد ،
أعاد كفنه في مكانه ،
غفل راجعاً إلى الواحد وعشرون مؤخرة التي ظلًت متدلية في الهواء.

(7)
ضغط على مكابح حماره المكادي ،
توجه صوب زير إستوطنه طحلب بري ،
تجرًع سائلاً لزجاً ودماً كريه الرائحة ،
قفزت من أذنيه عشرات الضفادع الملونه وإحتلت الجادة21 ،
مسح خيشومه وطفق يردد من جديد :
- نبق ، نبق ، ناباااااااك
،






كرشها المتكوره حجبت رؤية الدماء التي تدفقت منها وإحتلت الفناء الخارجي
- جيب لي نبق يا حبيبي
،






ثلاثة أعين لثلاثة ضفادع نافقه ،
تسلى بها القرد كثيراً ،
بل طوًر مهاراته في الإلتقاط ،
أصابه الملل .. إلتقط أحداها ،
أدارها جيًدا إلى أن إتخذت وضعية المرآة
، أخرج موسي من جيبه وبدأ يشذب لحيته ،
فغادرته العينان الأخريتان إلى غير رجعة .
،






مسخ برئ ظل محتجزاً بالداخل منذ حزيران الماضي ،
يلفه الظلام والخوف مقيداً بحبل يلف عنقه ،
تمرًد عليه أزاحه بعيداً وتحرر منه ،
لمح كوة ضوء ،
أزاح شرشفاً معلقاً هناك وأطلً بوجهه القمئ
- أمشي لأبوك قول ليهو يعني ما سامعني وللا شنو؟

(8)
سانتا كلوز بحلته العسكرية الأنيقة يوزع أصابع الديناميت على الأطفال حديثي الولادة ،
وأصابع ال Galaxy على ركاب الدرجة الأولى هناك حيث يجلس الواحد وعشرون شخصاً.
تدحرج التابوت بعيداً لأنه لا يمتلك تذكرة دخول ،
دلف إلى إحدى المقطورات وإختبأ داخل شمًاعه معلًق عليها بعض اللحم المجفف
لمحه أحد الأطفال الذي كان يلعق أصابعه بتلذذ ،
إنتهر أمه التي كانت غارقه في دمائها وأشار قائلاً :
- ماما .. هنالك من يتلصص علينا
- هسسس ..ألم أقل لك ألاً توقظني إلا بعد الأربعين!
،




،
تحرر من إنبوب الجلوكوز الذي كان يلف قدمه الصغيره ويقيده إلى جانب الشماعه
إرتدى صندله الذي إستوطنته الأفاعي والعقارب
وإرتمى على التابوت بالإحضان

(9)
نسي قدمه هنالك بين قضبان السكة حديد
إنتظر إلى أن عبرته الواحد وعشرون مقطورة
لوًح له التابوت بإشارة بذيئة قائلاً :
kiss my ass
إنحنى ،
إلتقط قدمه ، حملها على كتفيه
وزحف على بطنه
دهسته صافرة أخرى.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة
- صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الفاتح السعيد - صافرة الحكاية