أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى الكومي - الغول الإيراني















المزيد.....

الغول الإيراني


مصطفى الكومي

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 02:35
المحور: كتابات ساخرة
    


البعض يبالغ في الخطر الإيراني ويجعله في مقدمة الأخطار التي تواجه الأمة حتى تقدمه على الخطر الإسرائيلي والأمريكي و الغزو الثقافي الذي أصاب الأمة جميعا حتى صارت غريبة عن قيمها الإسلامية و ثقافتها العربية , ولعل كثيرين يتساءلون لماذا قفز الخطر الإيراني هكذا فجأة إلى بؤرة الشعور وصار الإعلام يركز عليها هذا التركيز ووكأنه غول يريد أن يفترسنا .
أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب هي :
الأول العدو الإسرائيلي فلأن إيران تقوم بمساعدة سوريا وحزب الله وحماس وهم الآن جبهة الصراع الوحيدة الباقية أمام إسرائيل بعد تحييد كل من حكومة مصر والأردن وقد تكون السعودية ضمن جبهة الاعتدال الأمريكية و لهذا فإن إسرائيل توجه إعلاميها التابعين لها في المنطقة العربية لتقديم إيران في صورة العدو البشع الذي يضطهد أهل السنة ويقتلهم وله أطماع في المنطقة العربية وخاصة الخليجية وينشر فكره الضال في مناطق أهل السنة و بالرغم من أن هذا تصوير حق و لكن المبالغة فيه كبيرة لأن ما تفعله إيران ليس بعظم ما تفعله أمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية سواء كان غزو ثقافي أو عسكري كما أنه يصرف الأعين عن احتلال واقع فعلا من أمريكا و إسرائيل . (أمريكا تحتل العراق و قتلت منه أكثر من مليون مسلم وتحتل أفغانستان وتقتل المسلمين في باكستان ولها قواعد في الخليج وتساعد إسرائيل وتفرض علينا ثقافتها وتساند النظم المستبدة وإسرائيل تحتل الأقصى و تقتل الفلسطينيين )
الثاني العدو الأمريكي : فهو يعمل على إيجاد بعبع في المنطقة يكون مبرر لتواجد قواته ودعم تحالفه مع النظم العربية , وورقة ضغط لتمرير مصالحه , خاصة بعد إحراق ورقة صدام .
الثالث النظم العربية :سواء كانت عائلية أو جمهورية فهي ترى بعض الجمهور قد أعجب بقوة إيران العسكرية وعزتها في مواجهة الغرب خاصة في موضوع الملف النووي وكذلك التحول الديمقراطي في إيران و وجود رئيس جمهورية سابق وشاه مخلوع . فصار هذا الإعجاب يجر بعض الأفراد إلى التشيع أو على الأقل المطالبة بتغيير الأوضاع العربية المتردية و التمرر من كافة أشكال الهوان أمام الإملاءات الصهيوأمريكية
فهذا جعل الحكام العرب يشعرون بالخطر الذي تمثله إيران على كراسيهم أولا ولذلك أطلقوا كل وسائل إعلامهم ومشايخهم أيضا لتقذف نار التكفير في الشيعة و تتفنن في تصوير جحيم النظام الإيراني وخطره المنتظر, وهي تضرب بعض العصافير بحجر واحد فمنها تصرف الناس عن المطالبة بالحق في الشورى وإبداء الرأي ومن ناحية تصرف الأنظار عن الفشل في تحقيق التقدم والرفاهية وكذلك عن قواعد العدو في أراضينا بإذن حكامنا وتثبيت كراسيها أخيرا .
ومن العجيب أن حكامنا ضعيفي النظر فيما يحدق بالأمة من أخطار أما الذي قد يهز الكرسي فهي دقيقة النظر شديدة الانتباه كالزوجة الغبية التي لا تهتم بأحوال زوجها إلا إذا شمت رائحة زوجة ثانية فإنها تصحو من غفلة وتنتبه بذكاء وتستعد للحرب بضراوة .
وبالرغم أن التحول إلى التشيع أمر وارد إلا أنه إن حدث فلن يكون بشكل واسع أبدا سواء على المدى القريب أو البعيد ولن يتحول إلى التشيع إلا من ضج من استبداد وهوان الحكام أو من نفروا من تشدد بعض الدعاة أو جاهل أوقعه جهله في حبالهم أو طالب مال
في النهاية هذه العناصر ليست من غالبية المسلمين و ذلك التشيع بدأ نتيجة أزمة سياسية ليست موجودة الآن والتعاطف مع أحفاد الإمام علي لم يعد موجود الآن بعد أن أزاح شيعة إيران أحفاد سيدنا علي من الحكم بفكرة الغيبة و الانتظار, و التحول الشيعي عملية صعبة لأغلبية المسلمين حيث أن عملية التحول الواسع للتشيع في المنطقة تمت بالإكراه في عصر الحكم الصفوي وما هؤلاء الشيعة إلا ورثة أجدادهم المكرهون , فلم يكن الشيعة أغلبية في أي منطقة إسلامية أبدا, كما أن النظام الحالي في إيران قابل للتعديل , و الحراك الشعبي الآن في إيران ينبأ بانهيار الفكر الخميني وقيام نظام أكثر انفتاح على أغلبية المسلمين وأقل طائفية مما هو عليه الآن .
ومع ذلك لا نهون من الخطر الإيراني , و دفعه ليس بهدم مشروعهم و تكفيرهم فهذه حيلة الضعفاء الذين لا يملكون إلا كلاما بلا فعل و مواقف كلها ضعف و هوان .
ولكن لو أن لنا مشروع حضاري نهضوي نحن العرب المسلمون يعمل على استئناف حضارتنا وقوتنا وعزتنا لكانت إيران وغيرها أيضا هي التي تصرخ منا فنكون نحن الخطر عليهم و ليسوا هم .
ولكن تشتت أمتنا بين مشروعات وطنية وقومية علمانية وإسلامية وطائفية وعائلية أحيانا وكذلك انبطاح حكوماتنا للعدو الغربي والصهيوني والتفرق المذهبي المدعوم من النظم الحاكمة هو الذي جعلنا نصرخ من الخطر الإيراني .
كما أن غياب تقييم للأخطار بحيث نضع كل خطر في سلم أولويات لمواجهة الأخطار حسب شدة خطورتها هو الذي جعلنا نتشتت في عملية المواجهة وبالتالي تضيع جهودنا سدى .
فلا يجب أن ينسينا الخطر الإيراني الخطر الصهيوأمريكي
ولعلنا نجد أن أهم خطر يواجهنا هو بالترتيب التالي :
ـ خطر داخل امتنا وهو تخلفها الحضاري و ضعفها العسكري و جهلها العلمي وتخلي اغلب أفرادها عن قيمها الإسلامية وتناحرهم المذهبي .
ـ ثم ضعف حكومتنا و استبدادها وانحنائها أما القوي الاستعمارية وحرصها على كراسيها لا تقدم شعوبها.
ـ ثم الأخطار الخارجية سواء كانت الغرب أو إسرائيل أو إيران .
وترتيب الصفوف الداخلية أولا هو الأهم في مواجهة الأعداء الخارجيين .
فيجب :
أولا : إعداد أفراد الأمة بالإيمان والقيم الإسلامية والثقافة العامة والقدرة على مواجهة الأخطار وأن تتوحد صفوفها حول مشروع موحد نهضوي وحضاري يعيد لها دينها و مجدها وقوتها وقيمها .
ثانيا : تحول النظام المستبد والعائلي إلى نظام شوري ديمقراطي إسلامي يحمل هموم الشعب ويشارك الشعب في الحكم ويعمل على تقدمه في كافة المجالات .
ثالثا : تحرير أمتنا من كل استعمار أو هيمنة أجنبية خاصة الأمريكي والصهيوني أو غيرها سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا .
رابعا : بناء أمتنا و تقويتها دينيا و علميا و ثقافيا و سياسيا و اقتصادي و عسكريا.
خامسا :توحيد الأمة تحت مظلة موحدة فيدرالية أو كنفدرالية أو خلافة .
سادسا : قيادة العالم من جديد وحماية قيم العدل والرحمة ومجابهة كل طاغية وتحقيق العدل وإقرار الحقوق لكافة البشر .
قد يحتاج هذا التصور إلى تعديل أو ترتيب مختلف ولكن لاشك أن هذا هو ما يفكر فيه أغلب المسلمين , وقد يثمر الحوار والنقاش حولها ما هو أفضل من ذلك .



#مصطفى_الكومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطوانة اضطهاد الأقباط


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى الكومي - الغول الإيراني