أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس سليمان - قصائد من مجموعة -رصيف-















المزيد.....

قصائد من مجموعة -رصيف-


فراس سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 23:59
المحور: الادب والفن
    



اجتماعات مفتوحة

أنا في حداد دائم على هذا العالم وعلى نفسي


1
الكناسون في الليل
يمشطون الشوارع بمكانس خشنة
لكن الشوارع
تنبش شعرها
وتركض ...
في اتساع ضحكات الأطفال
عند الصباح

2
العصافير وحدها
تملك الأفق
ارتفعي ما شئت
أيتها الطائرات

3
الرصيف عار
شاعر مخنوق بالمسافات
والتشرد
أسدل الستار على النهار
وبكل أبّهة .. وغنج
تمدد الليل
في الصباح
عندما مرّت الأقنعة
كان الرصيف يزرر قميصه
وكان الشاعر عارياً

4
البحر موقد صغير
يحرقنا بلهجته المائجة الملتهبة
نحن – الساحليين – الصغار
نتحلّق حول قدميه
نرسم على رماد زبده قلوبنا البعيدة
***
دمنا ساخن كالكآبة
والإعياء يجترّ أيامنا
وبين الخرائب .. وكهولة النزيف
نرقّع قلوبنا خائفين
***
سنغتسل الآن
بألوان المساء الداكنة
مادام النهار من دون لون
وسنترك الأسئلة تفوح
من أجسادنا المالحة

5
رتّب سريره
انغرس فيه مثل سارية
منتظراً طلقة النوم
رتّب الأرض
انغرس فيها مثل فزّاعة
منتظرا طلقة الموت
لكزهُ الوقت بأصبعه
صارخاً : ابتعد عن طريقي

6
يا أيها الليل المستلقي
على الرصيف كريح مجعّدة
مفاتيح الوداع تعوي
والبكاء سلطان جهم
فمن سيدخل القلب
في خطيئة الهدوء
يا أيها الليل اليتيم مثل خنجر مغّبر
كم غريبة تلك اللحظات
التي يتقافزفيها الدم في الجسد
كم غريب هذا الحب
حين يتجمّع في مساحة
لاتتسع سوى للدموع
كم غريب .. ومشوش
وجه هذا الوداع



7
العتمة عالية
ما العمل أيتها السلالم المحرّمة
لقد تيّبست الطيور على النوافذ
وحطّت غيوم من النشيج والإهانات
على الأنامل
العتمة عالية
أيها الشياطين
من يجرؤ أن يحمل هذا الحب؟
أيها الأطفال تعالوا

8
تعرّى قلبه في شارع
بصق الرجال
ضحك الأطفال
والنسوة وضعن أيديهن على العيون
ومن بين أصابعهن
رحن يتفرجن على الحالة المخجلة
انكشفت أقصى نقطة في قلبه
أمرت السيارات .. والجدران
بإعدامه بعيني امرأة بعيدة

9
ضالع في الركض
وراء الفراشات
حتى أن الورد
بدأ يفلت من دمه
ضالع في الحب
حتى انه أينما يذهب
ينسَ قلبه
ضالع في الصمت
حتى أنه مرةً
اختنق بثرثرة الآخرين

10
أماه..
لا أحد.. يركلني نحو يديك
لا أحد يكوّرني
ويقذفني في قلبك قطرةَ دم
أو لحظةً من رضا
أماه .. أنا لاأفتعل الحب
فمن سيسمح لي
أن أقطف ظلاً لوجهك
وأحنّطه في قلبي

11
الحارس يقذف حبة البندق
في الهواء
ثم يلتقطها بفمه
ويضحك
الحارس يقذف حبة البندق
في الهواء
ثم يطلق عليها رصاصة
ويضحك
الحارس لم يعد لديه بندق
الحارس يطلق عليّ رصاصة
ويضحك
الحارس يضحك!

12
من سيعلمني التسلق
على قمم النساء
من سيعلم النساء
قراءة قصائدي
بحساسية النهود

13
فجأة ..
نبتت زنبقة على يدي
تذكرت
انني صافحت حبيبتي
فجأة
لم ألمح على يدي شيئاً
تذكرت
أنه ليس لي حبيبة

14
الوطن في القرى البعيدة
لايلبس طقماً
ولايحمل حقيبة
الوطن في القرى البعيدة
يتسرّبل بالطيون
ويحمل زهرة الفرح

15
ثمة فلاح
نسي ذراعه في أرضه
عاد ليسترجعها
وجدها شجرة باسقة

16
لماذا أيامنا تستند إلى الأحلام
ولماذا لم تقع حتى الآن؟

17
امرأة..
اقتُلعت حلمة نهدها
توّاً
نبتتْ مكانها شجرة
على الطرف الآخر
رجل يحمل خريفاً فاجراً !

18
على شرفة مرتفعة
كان الصمت
يطقطق أصابعه
ويرقب الشارع
منتظراً امرأة حسناء
على رصيف أجرب
كان الخوف مكوّماً
ينتظر طفلاً مشرّداً

19
جلس الصباح في مقهى
كانت القهوة ساخنة
مرّت مظاهرة عارمة
لم يلتفت الصباح
مرّ مشرد
حدّق الصباح في ساعته
قلبَ فنجان القهوة
ومضى

20

سأستريح الليلة
من عذاب القصيدة
فأنا أتعلّم ترتيب الأزهار


21
عنما كنت صغيراً
كنت أحب أشياء كثيرة
مع مرور الزمن
عندما صرت أكثر صغراً
بتُّ أكره أشياء كثيرة

22
مازلتُ أقلّب الرغيف
وأشمّه بفرح
مازلت جائعاً

23
قبيل مجيئ البحر
كنت فاسداً .. وضيقاً
كالمدن الكبيرة
قبيل مجيئ البحر
كنت أقلّم موجةً من حصى

24
من الغيمة الخرساء
يجيئ المطر صاخباً
من طرطوس
غابة الأصابع المكسّرة
أجيئ حراً
كحطّاب لايملك فأساً

25
ثيابي ليست ممزقة
لكنه قلبي
أصابعي ليست طويلة
لكنها أحلامي
أيها الغجر الطيبون
هلاّ مزجتم دمكم بدمي

26
الآن .. سأتدلّى
تاركاً عنقي في الهواء
الآن لن يموت أحد
سوى العالم

27
إنني أتنفس الهواءَ الرصاصي
إنني أختنق ...
إنني لاأموت

28
أخربش على قلبي
وبعد بكاء لامعٍ
ألمّ الشموس ..
وأطيّرها

29
حفرت قبراً
وقلت :
ما أجمل الحياة

30
من يصدّق
أن النهار يأتي مثقوباً
وأن الليل يذهب مثقوباً
وأنني أكتب القصائد
كي أسدّ هذه الثقوب


31
القصيدة
طفلة عارية
تركض وراء جديلتها
القصيدة
سكّين على طاولة مشبوهة
أنا الطفل
ذو القلب المشروخ
والذاكرة العرجاء
بسرعة الميتين
أنهض
أتلمّس وردة
كي أزيّن نعشي الجميل

32
أصابعي
لاتشبه أصابع الديناميت
لكنها تنفجر
مع كل قصيدة

33
حبيبتي صغيرة
صغيرة جداً
حتى
أنها لم تولد بعد

34
في لحظة واسعة
ضاق عليّ الشعر
فارتكبت عشرين حزناً

35
ثمة قصائد جميلة
تحت الطاولات...
وفي الفسحات الضيقة..
الخائفة
وثمة قصائد أجمل
في آخر درفة
في درج القلب

36
كيف تتصوّر الحياة
كيف تكتشف
الأفراح الناصعة ؟
أعطني ريشة
سأرسم حبّة قمح
وزقزقةَ عصفور
ولك أن تختار!

37
المراكب الغارقة
المراكب الطافية
لاتعني الكثير
لصيادين
لايملكون
سوى صنانير جائعة
وهموم كثيرة

38
الليالي
تقترب من ضوء القلوب
يتحلّق العشّاق
حول موقد الذكريات
يبكون ...
و ... يغنّون

39
في زاوية
لها سمات القلب
كانت تقلّم أحلامها
هازئة بلغو العالم
تشرع نهديها
وتصنع سماوات
من ورد وحليب

40
البرد يفرش الأغطية
على الأرصفة
البيوت تتثاءب
الريح تتكئ على الأشجار
و .. عجوز أبيض
يفتت أوجاعه
في صحن الليل
ويبحث عن نعش كي ينام

41
فم مثل الكفن
ضحكة ميتة
يد تفتح الدفتر
يد تغلق النافذة
هكذا الخوف
دائم الحضور

42
لم أزل ملوثاً
بشوراع طرطوس
أنفض عن ثيابي القطط
وعن وجهي الموج
أتمشى مع مسرات البكاء
أرجم حبيبة هربت
بأحلام جائعة وقصائد لاهثة
وعندما يأتي الليل
واقفاً على يديه كمهرج رخيص
حيث كل شيئ شبه ميت
أعض على قلمي بأسناني الخربة
وأمزق دفاتر الأيام
أنا "فراس"

43
غبي أنت يا موسى
لأن من يملك
مثل عصاك
لايشق صدر البحر
بل يشق صدر فرعون

44
على العتبة
الأم
تفلّي شعر ابنتها ‘
في الغرفة الرطبة
صبية تتأكد من بكارتها
في الخارج
الطفل بال في ثيابه
فجأة .. ابتدأ الدخان يتصاعد
لم يكن ثمة حرائق
كان قلبي يشتعل !

45
أي قصيدة ملوثة بالوحل بيدك أيها الفلاح
أي قصيدة ملوثة بالشحم بيدك أيها العامل
أي قصيدة ملوثة بالحبر بيدك أيه التلميذ
أي قصيدة ملوثة بالدم أيها الجندي
أي قصيدة ملوثة بالخداع بيدك أيها الشاعر

46
أنا لست خائفاً
أيتها السياط الممدة كالأفاعي
أنا لن أهرب
أيتها الأسيجة الواطئة كالبكاء
ولأن قلبي عاهة جميلة
ودمي مغامر خطر
حاذري
أيتها المدن الملأى بالجنازات

47
الرجال المعبأون
بصور الجوع
ونهود النساء
وشتاءات باردة
يبكون
على حافة قصيدة

48
أشلاء من السماء
معلقة على الجسد
الملصقات ..
المتاريس
تلال النار
ليالي التعب
معلقة على الجسد
الشجر الجائع
الخرئط .. الخيام
مائدة الأرض الموحلة
البنادق الميتة
الشوارع المغلقة
تزحف باتجاه الجسد
الجسد شاهقاً يسقط
يزحف باتجاه طائر ينزف

49
بهدوء نهضت عن سرير الدم
من غرفة القلب .. خرجت
لم تلبس ثيابها
كي لاتحدث ضجّة
في فسحة من الجماجم والأقفاص
وقفت ..
حذرة نظرت حولها
لم تلمح أحداً
مزهوة .. خائفة مسحت وجهها
و ...... ركضت
استيقظ الشاعر
ابتسم .. قال : ياللقصيدة الجميلة

50
لمَ تتسع الثقوب في الصدر
أيتها المرأة التي باعت نهديها
قبل أن تجوع
لمَ يحترق الأطفال عند مصابيح الحلم
أيها الرجل الذي اشترى خنجراً بحياته؟
سنبكي كثيراً عشيّة هذا النزيف
حيث الرسائل تقتات عناوينها
والياسمين يفقأ عينيه
والمطر ضئيل في الجسد
أيها الفقراء
من سيكسر زجاج أفواهنا
من سيرمم وجه الحب
على ورقة العمر الصفراء
كي يستيقظ القلب ولو قليلا من البكاء
من سيكسر التوابيت على رؤوسنا
من .... من ... من ؟؟؟

51
أيتها التي لا تأتي لأنني لاأذهب
مازلت متعلقاً بك أكثر
لأنك لاتأتين
وحاقداً على نفسي لأنني لاأذهب
أيتها التي لا ....
الأفضل
أن يمشي كلانا نحو الآخر






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس سليمان - قصائد من مجموعة -رصيف-