أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ئارام باله ته ي - نقد المجتمع الكوردي















المزيد.....

نقد المجتمع الكوردي


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 20:24
المحور: القضية الكردية
    


نقد المجتمع الكوردي
الحلقة الاولى (ثورة من اجل فكر جديد)
(من حقنا ان نثور على الرجعية) ماوتسي تونغ

بعد ان استعرضنا من قبل في اربع حلقات متسلسلة (نقد العقل الكوردي ) ، والقينا الضوء على حقبات مهمة من التاريخ الكوردي منذ لحظة ولادة ( امبراطورية ميديا ) الى العصر الراهن ، و قمنا بتشخيص مكامن الخلل و نقاط الضعف في عقلية الانسان الكوردي وما الت اليه النتائج جراء ذلك العقل المريض . رأينا هذه المرة ان نتعمق اكثر في دراسة المجتمع الكوردي ونبحث في البنية التحتية الاجتماعية التي افرزت هذا العقل ، وفي الحاضن الاجتماعي المسبب لكل هذا الاضطراب سواء في الماضي او حتى في واقعنا المعاش. لا بد ان نعترف ابتداءا ان الخلل واقع في المجتمع و نقر بعجزه في التطور و اقامة الوحدة . لنعيد النظر في الاسس التي انبنى عليه هذا المجتمع ونتحمل المسؤلية الكاملة من اجل بلورة مجتمع جديد قائم على اسس اخرى حيث الاسس القديمة ثبت فشلها ، لذلك لابد من اعادة صياغة المجتمع لكتابة تاريخ مختلف عن فصول الماسى والشقاق الذي كتبناه بحبر عقلنا المريض و يد مجتمعنا المختوم بافة الشقاق و تبعية الاجنبي .... لقد حان الوقت ان نعمل بجد وصدق من اجل قضايانا وان نكف عن تحميل الاخرين مسؤلية فشلنا منذ سقوط (امبراطورية ميديا) الى الان. تلك حجة سخيفة بات لزاما علينا التخلي عنها .
اذن ، والحال هذا فنحن بحاجة ماسة الى (عقد اجتماعي) جديد ليس بين الحكام والمحكومين فحسب ، و انما بين سائر افراد المجتمع . تكمن حاجتنا في عقد يوسع من اطار دائرتنا الانتمائية من الاسرة والعشيرة الى اطار الامة المهيئة والمؤهلة لتكوين دولة ، حيث ان تسلسل الدوائر الانتمائية في المجتمع الكوردي يبدا من الاسرة المصغرة فالعائلة الكبرى (التي تضم الاعمام) ثم دائرة القرية فدائرة العشيرة ، و لم يرتقي ولاء المجتمع الكوردي بصورة شاملة و محسومة و طريقة عملية وارادة موحدة الى دائرة (الامة ، الوطن ، الدولة) منذ سقوط ( ميديا) و الى الان ، اذ يقول الباحث في التاريخ الكوردي (Wadie Jwadieh ) بأن ميديا ( كانت الدولة القومية العظيمة الوحيدة التي يمكن القول انها أقيمت بيد الكرد) .
نعم ، تولد الحس القومي ونمى الشعور القومي لدى الانسان الكوردي في بعض الفترات التاريخية بصور متفاوتة ، و تشكلت امارات و اشباه دول كوردية في التاريخ ، لكن المجتمع الكوردي لم يتحرك ككتلة متجانسة تحت قيادة واحدة على الرغم من ان لديه تاريخ مشترك و جغرافية مشتركة ولغة مشتركة و مصير مشترك و دم مشترك ... هنا يكمن اللغز التي نبحث عن فك شفرته و الذي بقي عصيا علينا منذ انطفاء النقطة الوحيدة المضيئة في تاريخينا (ميديا).. ربما كان الشاعر الفذ (احمدي خاني) قد بذل جهدا في هذا المضمار لكن الحاضن الاجتماعي و البيئة السائدة حينها لم تفهمه بما يكفي ، اذ اشتكى منذ القرن السابع عشر بصيحته المشهورة في ملحمة (مه م و زين) ((اننا متفرقون دوما وعلى خلاف فيما بيننا ، ولا يخضع الواحد منا للاخر .. اما اذا اتحدنا جميعا ، فلن يستطيع هؤلاء (الفرس ، الترك ، العرب) الوقوف في وجهنا ..)) .
منذ ان ادلى (خاني) بدلوه في هذه النقطة المهمة التي يتوقف عليها مصير الامة الكوردية ، لم تتبلور نظريته الى واقع على الرغم من مضي ما يقارب الاربعة قرون عليها. لماذا لا يخضع الواحد منا للاخر ؟ لماذا نحن متفرقون ؟ ان هذه ليست اسئلة سطحية بسيطة كما يعتقد البعض ، بل ان فيها فلسفة كاملة بحد ذاتها ، اذ الامر يحتاج الى دراسة عميقة للبنى التحتية لمجتمع لا يستطيع ان يتفق مهما كانت الظروف . (انه امر محير) . ما هو السبب؟.
اني ادعو كل الاكادميين و المثقفين المختصين في هذا المجال الى القيام بدراسات (اركيولوجية) نصل من خلالها الى معرفة العلة الحقيقية . وان كنت ارى بان المجتمع المبني على اساس الولاء للدوائر الانتمائية الصغرى (الاسرة ، العشيرة) لن يكون مصيره سوى الفرقة و الشقاق و لن يخضع فيه احد للاخر ، لان تفكير الانسان الكوردي لم يخرج من هذا الأطار الضيق بطريقة فعلية ، و دائما ما تكون مصلحة العشيرة قبل مصلحة الوطن (سنبين كيفية تكون هذه الولاءات في الحلقة القادمة) ، و كم من ثورات كوردية فشلت بسبب عدم خضوع العشائر (المتكونة اصلا من مجموعة ولاءات اسرية ) لقيادة موحدة حيث لا يستسيغ الشخص الكوردي ان يحكمه احد من خارج عشيرته . و لذلك لازالت الاحزاب الكوردستانية تراعي هذه الحساسية اثناء توزيعها المناصب ، بحيث تخرج بنوع من التوازن بين العشائر ... ان هذا كله عكس سير التوجه نحو الدولة و عكس سير التطور بصورة عامة .
ان هذه الوضعيات الاجتماعية المعقدة تحتاج الى اعادة تشكل (reform) فكري للمجتمع . و كان بامكاننا السير في هذا المضمار بعد انتفاضة اذار 1991 ، لكننا للاسف افتقدنا للبوصلة حينها لنضيع بين الامواج المتلاطمة ، اذ ان الثورات والانقلابات الاجتماعية تحصل عادة لتجاوز القديم و بناء اسس جديدة لمواكبة الوضع الجديد ، لكننا تخلصنا من نظام (صدام حسين) و بقينا على ثقافتنا القديمة وعاداتنا البالية و تفكيرنا المتحجر ، في الوقت الذي لابد فيه ان تسبق حركة الفكر والتنظير الحركة السياسية ( عصر التنوير سبق الثورة الفرنسية ) ، لكننا لم نقم باية ثورة فكرية لا قبل الانتفاضة و للاسف لا بعدها .... اننا نعتقد ان جملة عوامل مهمة منعت المجتمع الكوردي من القيام بهذا التجدد الفكري اللازم .
1- ان الحركة التحررية الكوردستانية كانت مكونة من عدة احزاب ، أي لم تكن لديها برامج موحدة ، هذا ان كان لديها اصلا برامج حقيقة فعلا ، ثم اشكالية السلطة ، من يحكم؟ فلجئوا الى خيارالانتخابات قبل ان يتثقف المجتمع بثقافة الديموقراطية وقبل ان يوسع المجتمع من اطار دائرته الانتمائية الى ما بعد حدود (الاسرة ، العشيرة) ، لذلك اضطرت كل الاحزاب الفاعلة الى مراعاة التراتبية الهرمية في المجتمع من اجل كسب اللعبة. اني اعتقد ان المجتمعات الراضخة تحت الاحتلال و التي هي في مرحلة الثورة لا تحتاج لاكثر من حزب واحد لتقوم (الانتلجنسيا) بفرض رؤيتها و تطبيقيها حتى يؤول الامر الى ما هو مخطط له مسبقا حيث ان المجتمع المتخلف يحتاج الى بث روح جديد فيه دون مراعاة اصحاب المصالح ليسير الركب نحو تكوين بنية ثقافية عصرية و التخلص من مخلفات الماضي (وما اسوء ماضيينا) دون الخوف من فقدان الاصوات الانتخابية ، ولتكن الديموقراطية في المرحلة اللاحقة للثورة الفكرية.
2- ان برامج الاحزاب الكوردستانية كانت ذات صبغة ماركيسية ، وحينها كانت الماركيسية قد سقطت للتو بعد انهيارالاتحاد السوفيتي ، فلم تكن لاحزابنا برامج بديلة هم على دراية كافية بها.
3- الوضع الاقتصادي المتأزم الذي كان ناتجا عن الحصار المزدوج . وان البطون الخاوية لا تفكر غالبا الا في سد احتيجاتها الاقتصادية دون الفكرية.
4- لم يكن المجتمع الكوردي يؤمن بامكانية استمرار تجربته بعد انتفاضة اذار 1991 و صدام حسين على سدة الحكم . اذ ان التهديد الخارجي عائق أمام التطور.
5 - قلة عدد المثقفين الايدولوجين الذين بامكانهم طرح افكار جديدة و جريئة و قلة عددة الجامعات في كوردستان اثناء فترة الحكم البعثي .
6-عدم التميز بين عقلية الثورة و عقلية الادارة المدنية .
هذه الاسباب اعلاه فوتت على المجتمع الكوردي التحول الكامل بالتزامن مع الثورة (الانتفاضة) , نحو احداث قطعية حقيقية مع الماضي وبلورة واقع مختلف و مواكب للعالم الجديد ( مع انني لا انسى اطلاقا ان احمل الاحزاب الكردستانية مسؤلية ذلك الخطا الاستراتيحي الفادح) ، اما بعد 2003 فان مهمة اعادة تشكيل ثقافة جديدة على قطعية تامة مع الماضي اصبحت ملحة اكثر من أي وقت مضى من اجل اقامة مجتمع اخر مبني على احترام الفرد كانسان له حقوق متساوية و حرية متساوية وواجبات متساوية مع أي انسان اخر في المجتمع بعيدا عن المحسوبية و الطبقية . و على هذا الاساس اذا كان المجتمع الكوردي لايريد ان يخسر الرهان هذه المرة ايضا ، فانه يتوجب عليه القيام بطفرة نوعية من خلال عقد اجتماعي جديد وتنشئة اجتماعية جديدة مدروسة و مبنية على اسس فلسفية سليمة نراعي فيها مسيرة تطورالامم المتحضرة والعوامل التي ساعدتهم على ذلك . يجب ان نكون مستعدين لزلزلة الاسس القديمة و بناء اسس اخرى من خلال عمل مضنى وانقلاب فكري _ ثقافي شامل لكي نرتقي بمجتمعنا الى مصافي المجتمعات المتقدمة . متى نستفيد من التاريخ ؟ . من يتصور ان الدنمارك الدولة الاوربية المتقدمة في شتى المجالات كان اهلها يأكلون اللحوم البشرية حتى القرن الحادي عشر ؟ .
بدات اليابان بالتطورو الحداثة في عام 1868 اثناء حكم سلالة (ميجي) فكانت قوة عظمى في الحرب العالمية الثانية . انا لا اسرد الامثلة التاريخية لأني مولع بالتاريخ فحسب وانما لأظهر من خلالها فلسفة التاريخ ، أي محاولة معرفة العوامل والاسس التي تتحكم في مجرى الوقائع التاريخية للمجتمعات البشرية ، و العمل على استنباط القوانين الثابتة التي تتطور بموجبها الامم و المجتمعات على مر القرون و الاجيال .
ان مسيرة التطور لا بد ان تبدا من خلال تغير ثقافة المجتمع و طريقة تفكيره والتخلص من التراكمات الاجتماعية السلبية . سنركز جهدنا في الحلقة القادمة على سلبية السلطة الابوية و دورها المعيق للتطور.


ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ئارام باله ته ي - نقد المجتمع الكوردي