أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد كسَّاب - من الآخر - هل القرآن محرف ؟















المزيد.....

من الآخر - هل القرآن محرف ؟


زياد كسَّاب

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 13:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ بدأ الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان(الوحي)يتنزل، وكان الرسول(ص) يتلو، وكانت هناك ثلة قيل بأنها مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر قيل أنهم كانوا يجيدون الكتابة، يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وزيد بن ثابت . وبعد أن تم النزول كان الرسول(ص) يقرؤه على المسلمين من الصحائف المكتوبه.

عقب وفاة الرسول (ص) شغل المسلمون بحروب الردة، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا جداً، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب الى الخليفة أبو بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة البقية القليله الباقيه من القراء والحفاظ. شاور الخليفه صحبه , ثم دعا زيد بن ثابت وأمره أن يبدأ جمع القرآن مستعينا بذوي الخبرة.
نهض زيد (َض) بالمهمة , يقابل ويعارض ويتحرى حتى جمع القرآن مرتبا منسقا. وقال زيد في ذلك:(كنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال). وأنجز المهمة فجمع القرآن في أكثر من مصحف.

‏حدثنا ‏ ‏أبو سلمة يحيى بن خلف ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الأعلى ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي بكر ‏ ‏عن ‏ ‏عمر ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏و عن ‏ ‏عبد الرحمن بن القاسم ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت: ‏‏لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وتشاغلنا بموته دخل ‏ ‏داجن ‏ ‏فأكلها.

كان حديفة بن اليمان يقود غزوة شمال بلاد الشام بعد تسعة عشرة سنه من وفاة الرسول (ص) ,و كان جزء من جيشه متكَوِّنا من أهل الشام وجزء آخر من أهل العراق. فلم يمر وقت طويل حتى اختلف الفريقان حول طريقة قراءة القرآن. بعض هؤلاء قدم من دمشق و حمص و البعض الآخر من الكوفة و البصرة و في كل واحدة من تلك المناطق كان سائدا مصحف معين. على سبيل المثال نذكر أن أصحاب الكوفة كانوا يتُّبِعون مصحف عبد الله بن مسعود في حين كان أهل الشام يعملون بمصحف أبي بن كعب. أقلق هذا الأمر حذيفة فتشاور بشأنه مع سعيد بن العاص و أبلغ على إثر ذلك الخليفة عثمان بن عفان . جاء في حديث البخاري ما يلي :-
حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب , فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر بن الخطاب أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف , رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق" (صحيح البخاري‚ كتاب فضائل القرآن رقم 4604).

هذه أول مرة نجد فيها تلميحا لوجود مصاحف غير مصحف زيد بن ثابت في نصوص الحديث المعترف بها رسميا. يشير الحديث كذلك إلى أن هذه المصاحف كانت معروفة و مقبولة لدى المسلمين ربما أكثر من مصحف زيد الذي كان آنذاك بحوزة حفصة. كانت بعض النصوص مجرد مقاطع من القرآن في حين كانت نصوص أخرى موجودة على شكل مصاحف قرآنية كاملة.

ما الذي دفع عثمان إلى تعميم مصحف زيد في جميع الأمصار و إحراق باقي المصاحف؟ هل السبب هو كون تلك المصاحف كانت تتضمن أخطاء بخلاف مصحف زيد الذي اعتبره عثمان نصا كاملا لا غبار عليه. ليس في الروايات القديمة ما يوحي بهذا. لمعرفة الظروف و الملابسات التي جعلت عثمان يقرر فرض مصحف زيد بن ثابت على جميع الأقطار التي كانت تحت إمرته نورد هذه الرواية التي جاءت في كتاب المصاحف لبن أبي داوود:
قال علي بن أبي طالب "ياأيها الناس لا تقولوا في عثمان و لا تقولوا له إلا خيرا في المصاحف و إحراق المصاحف‚ فوالله ما فعل الذي فعل إلا عن ملأ منا جميعا ‚ فقال ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك و هذا كاد أن يكون كفرا. فقلنا فما ترى؟ قال نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة و لا يكون اختلاف‚ قلنا فنعم ما رأيت. قال فقيل أي الناس أفصح و أي الناس أقرأ؟ قالوا أفصح الناس سعيد بن العاص و أقرأهم زيد بن ثابت فقال فليكتب أحدهما و ليملي الآخر ففعلا و جمع الناس على مصحف واحد" (كتاب المصاحف‚ ص 22).

تنص هذه الرواية بوضوح على أن السبب الذي دفع عثمان إلى اتخاد قراره هو رغبته في فرض إجماع حول نص قرآني واحد. لم يكن قرار إحرق المصاحف الأخرى كونها غير جديرة بالثقة بل كان الدافع هو الرغبة في تجنب الشقاق بين المسلمين حول القرآن. هذه المصاحف كانت كاملة و أصيلة على السواء لكن قرار الإحراق كان مبرره فقط الرغبة في تجنب الإختلاف في قراءة النص. يظن كثير من الباحثين أن النص الزيدي -نسبة لزيد بن تابث- كان يُعَدُّ نصا رسميا و أن غيره من المصاحف جُمِع بمبادرات شخصية فقط. أما اختلاف القرءات فهو لا يعتبره دليلا على عدم صلاحية هاته المصاحف بل هو حسب ظنه خير مثال على أن القرآن نزل على سبعة أحرف كما ورد في الحديث (انظر فصل 5). يقول ديزاي : "أبسط طريقة لضمان هيمنة مصحف عثمان هو إحراق المصاحف الأخرى" (نفس المرجع‚ ص 33)
لقد كان هذا هو الدافع الحقيقي لإحراق المصاحف لأن عثمان كان يريد توحيد المسلمين على نص قرآني واحد وهذا هو السبب الذي جعل حديفة بن اليمان يشعره بضرورة الأمر لأنه هو الذي كان وراء ذلك كما ذكر بن أبي داود. (كتاب المصاحف‚ ص 35) يضيف ديزاي : "الغرض من إحراق المصاحف و الإحتفاظ بمصحف زيد كان الغرض منه تجنب الإختلاف في قراءة القرآن" (نفس المرجع‚ ص 33) المشروع الذي قام به أبو بكر اقتصر على جمع القرآن من مصادر متعددة في حين حاول عثمان فرض هيمنة هذا المصحف على المسلمين على حساب المصاحف الأخرى التي كانت تكتسي يوما بعد يوم مكانة كبيرة في الأمصار.
لكن ما الدافع لاختيار مصحف زيد ليكون هو المصحف الرسمي؟
الرواية التي قدمنا سالفا تبرز أن هذا المصحف تم جمعه تحت الرعاية الرسمية للخليفة أبي بكر لكن هذا لا يدل على أنه أصبح بذلك نصا رسميا أو لكون المصاحف الأخرى تم جمعها بمبادرات شخصية اتخذها بعض الصحابة (نفس المرجع‚ ص 32). إنَّ كون هذا المصحف أُخْفِي مباشرة بعد جمعه و بقي قابعا في الظل لمدة معينة و لم يتم إشهاره لدليل كاف على أنه لم يكن ليعتبر نصا رسميا.

على عكس المصاحف الأخرى التي كانت تكتسب شهرة كبيرة و إقبالا بالغا في مختلف الأمصار كان مصحف زيد غير معروف لدى المسلمين في هذه المناطق و لهذا السبب لم يكن ليعتبر مصحفا منافسا.

لقد كانت الغاية الحقيقية من فرض مصحف زيد هو القضاء على السلطة السياسية التي كان يتمتع بها بعض قراء القرآن في الأمصار التي كان عثمان يفتقد فيها شيئا من مصداقيته بسبب السياسة التي كان ينهجها حيث أنه كان يعين كعمال أقرباءه من بني أمية أعداء الرسول(ص) على حساب الصحابة الذين ظلوا أوفياء لمحمد طيلة حياتهم.

يمكننا أن نستنتج مما سبق أن مصحف زيد لم يتم اختياره لأنه كان يتميز على المصاحف الأخرى من حيث الكمال و لكن لأنه كان يخدم الأهذاف السياسية التي كان يبتغيها عثمان من توحيد نص القرآن. لقد أخرج عثمان هذا المصحف من الظل و جعل منه مصحفا رسمياً لكا المسلمين بعدما بقي لمدة طويلة في الخفاء.

إجراء من هذا القبيل لم يحاول لا أبو بكر و لا عمر خلال مدتي خلافتيهما أن يقوما به. فلا يجوز إعطاء مصحف زيد أي امتياز مقارنة مع المصاحف الأخرى رغم ما كان يعرف عن جامعه من دراية بالقرآن لأن الإطار الرسمي الذي جمع فيه هذا المصحف تجلى فقط في كون الخليفة هو الذي أعطى الضوء الأخضر لجمعه. فلو كان محمد نفسه هو الذي رخَّص و أشرف على عملية جمع القرآن لصح نعت المصحف بالرسمي الأصيل.

لقد حاول عثمان أن يجمع نصا أقرب ما يكون للكمال على قدر مستطاعه تاركا لنفسه حرية اختيار ما وجب إدخاله وما وجب إسقاطه من نصوص القرآن.

لم يحاول أبو بكر الصديق فرض أحد المصاحف بعد جمع القرآن كما فعل عثمان لاحقاً, فالقرآن لم يصبح نصاً رسميا الا على يد عثمان بن عفان.

ما قام به عثمان كان فعلا قاسيا و هذا هو أقل ما يمكن قوله في هذا الصدد حيث أنه لم ينج من قرار الإحراق أي مصحف من تلك التي كانت متداولة آنذاك. لا مفر إذن من الإعتراف بأن هذا الخليفة لم يكن يملك بديلا غير هذا نظرا لكون الفروق كانت شاسعة بخصوص طريقة قراءة القرآن. كون لا أحد من المصاحف تمكن من النجاة من الإحراق يُظهر بجلاء أنه لم يكن هناك توافق كامل فيما بينها.

لقد كانت هنالك بالفعل تعارضات كبيرة بين هاته النصوص وجب بسببها اتخاد قرار حازم بتدميرها جميعا و الإحتفاظ بمصحف معين ألا و هو مصحف زيد الذى سمى فيما بعد بمصحف عثمان. لا يمكن للإنسان أن يعتقد أن النص العثماني الذي ظل في الخفاء لمدة معينة أصبح النص المثالي في عشية و ضحاها و أنه كلما ظهر اختلاف بينه و باقي المصاحف وجب نعت هذه الأخيرة بالخطأ.

إن الإختباء تحت هذا القناع من أجل إخراج مصحف عثمان من إشكالية الإختلافات القرائية لا يمكن قبوله إذا اعتُبِرت المسألة بقدر كاف من الموضوعية. لم يكن مصحف زيد إلا واحدا من عدد من المصاحف التي جمعت من قبل الصحابة و كانت تختلف فيما بينها . الشيء الوحيد الذي يمكن أن يميزه بالنسبة إليها هو كونه مُسْتَمَدٌ من سلطة الخليفه . كون هذا المصحف لم يكن مشهورا عند عامة المسلمين جعله يبقى خارج نطاق النقاشات التي أُثيرت حول المصاحف الأخرى.

زيادة على هذا لم يكن مصحفا رسميا كما رأينا بل لم يكن سوى نص قام شخص واحد بجمعه ألا و هو زيد بن ثابت بنفس الطريقة التي جمع بها عبد الله بن مسعود و الصحابة الآخرون مصاحفهم. لم يكن هذا أبدا النص الذي أَذِن به محمد (ص) شخصيا ,بل لم يكن إلا واحداً من بين عدة نصوص مختلفة كانت منتشرة آنذاك.

أُعْطِيت صفة الرسمية لهذا المصحف باختيار الخليفة عثمان الذى أراد له أن يكون مصحف كل المسلمين بقرار انفرادي.

يَعي العلماء المسلمون المعاصرون‚ الذين يزعمون بتهور أن نص القرآن الذي بين أيدينا يتميز بكمال مطلق‚ يعون كل الوعي أن وجود قراءات مختلفة للنصوص الأولى للقرآن لا محالة ستجعل مزاعمهم مجرد هراء لذلك نجدهم يقولون إن الإختلافات لم تكن في النصوص نفسها و إنما في طريقة التلفظ بها فقط.

ما يُقال هنا من زعم اختلافات بين القراءات فإن مرجعها هو فقط طريقة "تلفظ" أو "ترتيل" النص القرآني. هذا النوع من الإستدلال يستند كليا إلى مقدمات فاسدة لأن التلاوة و التلفظ و الترتيل ليست لها علاقة سوى بالنص المنطوق و لا يمكن للإختلافات بخصوصها أن تظهر في النصوص المكتوبة لكن عثمان أمر بإتلاف نصوص مكتوبة.

يجب كذلك أن لا ننسى أنه في الفترة التي كان يُجمَع فيها القرآن على شكل مصاحف لم تكن الكتابة العربية مشكولة و لا الحروف منقطة. لذلك فالإختلافات لم تكن لتظهر في النصوص المكتوبة. فلمذا إذن قام عثمان بحرقها؟ هناك جواب منطقي واحد لهذا السؤال ألا و هو أن الإختلافات كانت في النصوص ذاتها و ليس فقط في طريقة نطقها و سنحاول في الأجزاء التالية أن نُظْهِر إلى أي مدى وصلت هذه الإختلافات النصية. قام عثمان بإرغام المسلمين على قبول مصحف معين على حساب مصاحف أخرى و لن يكون لقراره هذا أي مبرر إذا كانت هذه النصوص لا تختلف فيما بينها إلا في نقاط بسيطة و تافهة تخص التلاوة فقط لأن هذا القرار المتشدد لا يمكن يأتي إلا نتيجة لوجود اختلافات جوهرية عديدة بين النصوص المكتوبة.
يجب على المسلمين أن يفكروا و يتمعنوا بجدية فيما قام به عثمان بن عفان. لقد كان القرآن يعتبر و لا زال يعتبر كلام الله المنزل على رسوله محمد أما المصاحف فقد كتبت من طرف صحابة محمد المقربون. ما القيمة التي كانت ستعطى للمصاحف التي أحرقت بأمر من عثمان لو بقيت حتى يومنا هذا؟ حاول الصحابة الذين كانوا يعتبرون بشهادة الأحاديث الصحيحة من ذوي الدراية العالية بالقرآن (عبد الله بن مسعود‚ أبي بن كعب.. ) أن يكتبوا المصاحف هاته بأيديهم و بذلوا في ذلك كل جهدهم لكي تكون أقرب ما يمكن إلى الكمال. هذه هي المصاحف التي أمر عثمان إحراقها‚ مصاحف جمعها صحابة أجلاء لا غبار عليهم. فإذا لم تكن فيما بينها اختلافات عميقة فلماذا قرر عثمان إحراق ما كان عزيزا على كل المسلمين يعتبرونه كلام الله المنزل على رسوله؟ لا يمكن قبول الطريقة التي يحاول بها علماء الإسلام المعاصرون تبرير ما قام به عثمان و على الخصوص إذا افترضنا كما يزعم الصديق أنه لم تكن هنالك أبدا اختلافات بين النصوص. ماذا سيعتقد المسلمون لو قام أحد في عصرنا هذا بإحراق مصاحف عزيزة على قلوبهم؟ ليس هناك إلا تفسير واحد لكل ما جرى ألا و هو وجود اختلافات نصية عميقة بين المصاحف استوجب معها حل واحد و هو الإحتفاظ بأحدها و تنحية المصاحف الأخرى.

تعترف قله من علماء الاسلام بوجود اختلافات في النصوص الأولى تجلى بعضها في "تغيرات نصية" (المرجع السابق‚ ص 22) و كذلك حين يعترفون بأن بعض المصاحف لم تكن مماثلة للمصحف الذي قام زيد بن ثابت بجمعه (ص 23).

لقد أذن عثمان بتنحية ستة قراءات مشروعة لفائدة قراءة واحدة فقط لأنه رأى أنه من الصعب قراءة المصاحف الأخرى بالرغم من أنه كان بالإمكان تصحيح و تدوين كل هاته المصاحف كما حصل مع مصحف زيد. لا يمكن للمرء إلا أن يستغرب من الطريقة التي يحاول بها بعض المسلمين تبرير ما قام به عثمان من إحراق مصاحف كانت لها قيمة عالية في نفوس المسلمين دون أن يخدش هذا التفكير أحاسيسهم. إنه لمن المشوق معرفة ما سيكون رد مشايخنا لو قام أحد في عصرنا الحاضر بإحراق أجزاء من القرآن تحت نفس الذريعة التي قدمها في النص المذكور أو لو قرر أحدهم تصوير شريط حول ما قام به عثمان.

إن قرار إحراق مصاحف قرآنية كالذي اتخده عثمان لا يمكن تفسيره بهذا الإستخفاف لذلك وجب على الباحثين المسلمين أن يُقَيِّموا بجدية هذه المسألة. سَتُتاح لنا الفرصة لكي نرى أن رد فعل عبد الله بن مسعود إثر سماعه قرار عثمان كان جد قوي. كذلك كان هذا القرار من بين الأسباب التي دفعت بعض الصحابة إلى إعلان معارضتهم لعثمان لأنه "محا كتاب الله عز و جل" (بن أبي داود‚ كتاب المصاحف‚ ص 36). الكلام هنا خَصَّ كتاب الله بعينه و ليس فقط النصوص التي كانت موجودة قبل قرار الإحراق و الغرض منه إبراز المعارضة الشديدة لهؤلاء الصحابة لقرار الإحراق.

و الآن آن لنا أن نشكك فى صدقية الآيه التاليه: {إنا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون}.



#زياد_كسَّاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد صدقت نبوءة أبو لهب المصرى
- ما مدى صدق هذا المفتى البهلوان ؟
- أيهما العقوبه الأخف, قطع يد اللص أم التبول عليه؟
- زواج صلعمى موديل القرن الحادى و العشرين


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد كسَّاب - من الآخر - هل القرآن محرف ؟