أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم ريسان حاجم - بورخس وطرق الخيال















المزيد.....

بورخس وطرق الخيال


حازم ريسان حاجم

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 12:05
المحور: الادب والفن
    



يفسر بورخس سبب اختياره الماضي البعيد لقصصه بقو{له{ جعلت حكاياتي بعيدة بعض الشيء إن في الزمان أو في المكان’هكذا يستطيع الخيال أن يلعب بحرية}
إن راوي بورخس يقوم دائما" بسرد الحكاية بعد وقوعها أي انه لاحق لها’ وهو يعمد أن يسردها بهذا اللاحق حتى تصله عبر سلسلة من الأشخاص والظروف والروايات, وهو بذلك يتبع أوالية عمل الأسطورة أو الحكاية الشعبية(( التي تنتقل من شخص إلى آخر بصورة شفاهية حتى تستقر أخيرا". بعد أن تراكمت عليها رواسب الخيال الإبداعي وطريقة فهم وإسقاطات الشخصيات التي مرت من خلالها الحكاية وتأثير الزمن على الذاكرة أيضا")).
وهو_أي بورخس_ يفضل وصف مافي ((الصورة الذهنية)) بصفتها ماضي متحرك على وصف ((الإدراك الآني)) الثابت. وذلك لأن الصورة الذهنية هي أكثر مطاوعة لنسج وبناء الخيال الإبداعي.ذلك بسبب أنها:-

1. إن ((الصورة الذهنية)) يمكن فصلها على عكس ((المدرك الآني)) الذي لايمكن فصله
عن لحظة وقوعه, وبذلك يتاح للخيال تشكيل الصورة وأدخالها في سياقات عديدة
ومتنوعة.
2. يتم السيطرة على ((الصورة الذهنية)) وتحريكها بأي اتجاه على عكس ((المدرك الآني))
الذي لايكون خاضعا" للسيطرة عليه’ وذلك لأنه نتاج خبراتنا الحسية الحالية.
3. إن ((الصورة الذهنية))تخطيطية_مجردة_غائمة. أما ((المدرك الآني))فوتو_واضح_دقيق
4. إمكانية استطاعة التفكيربـ((الصورة الذهنية)) أوتركها جانبا"(تأجيلها) دون شعور بالتحدي من قبلها لعمل شيء ما بشأنها مثل رد الفعل الذي نقوم به على ((المدرك الآني)).

وبعد هذا } فأن السرد على لسان المتكلم لا يقدم حدثا" حقيقيا" يراه القارئ لحظة وقوعه بل هو سردا" من وجهة نظر الراوي. فعلا" مستعادا" تتراوح حيويته بين(حقيقة الحدث)الأول بصيغته الواقية الأولى وتدخلات ضمير الشخصية لحظة السرد{
حيث أن تراكمات الإدراك الحسي بين فترتي((زمن الحدث)) و ((زمن السرد)) تتم عبر عمليات بناء الخيال(طرق الخيال) أي عن طريق} الطرح أو الفصل_ المزج_الإبدال الإضافة{ حيث تتعقد تجارب ومشاهدات الراوي بمرور الزمن. مما يؤدي إلى تعتيق الحدث في الذاكرة ووصوله إلى حد( النضج )والذي هو زمن السرد بواسطة الكتابة.إن بورخس يتعمد أن يقيم هوة بين ((زمن الحدث)) و ((زمن السرد)) بوضع زجاج ضبابي ممتلئ بالبخار يمنع الرؤية الدقيقة من خلاله’ويزيد انعكاسات الوهم ذلك لأن {النسيان والذاكرة كلاهما خلاق}وأنه{لاشك إن السنين ساهمت في تضخيم أو حجب ما رأيته يوم ذاك}على حد قول بورخس.ولأن ((الصورة الذهنية)) التي نتأملها في الذاكرة استهلكت بفعل الزمن ولأن مايحدث في الذاكرة يشبه النظر إلى الأشياء من بعيد ولكن بمسافة زمانية وليس مكانية.
فالتعديلات التي تطرأ على القصة لابد منها{يحددها الابتعاد عن الزمان وفن الأدب}
حيث {إن زمن السرد هو غير زمن الأحداث الحقيقية فهو أولا" جمالي متساوق وثانيا" زمن عاطفي وجداني يقوم على تناوب أوقات السرد الإبداعي آلاتي}…
وأيضا"فأن وجود ((الصورة الذهنية)) يعطينا الحرية في صياغة زمن السرد أي إعادة زمن الحدث ولكن بطريقة مختلفة فيتقدم المتأخر ويتأخر المتقدم .
وهذا ما يحدث في قصة (كتاب الرمل) حيث إن الأحداث التي تكتشف فيما بعد في نهاية القصة تساعد على صياغة القصة فيما بعد’ فعندما يصف الراوي الرجل الذي زاره يصفه بصورة مختلفة عما لو وصفه ساعة دخوله. لكنه عندما يسرد الحدث بعد مرور زمن معين
فأنه (أي الراوي)يبيح بمعلومة {إن الشخص الزائر من مدينة(اوركنز)} هذا يتم في زمن السرد’ قبل أن يدخل الشخص إلى البيت ودون أن يتعرف الراوي عليه وقبل سؤاله عن مدينته. ولو أن الروي تم بصورة آلية لما كان للراوي أن يكون عليم بمدينة الشخصية
ألا فيما بعد أي ساعة سؤال الراوي زائره عن سكناه وعندها يتحول إلى راوي جاهل
بخلفية الشخص الزائر.
وبعد المسافة الزمانية التي بين ((زمن الحدث)) و (( زمن السرد) ) هناك مسافة أو تحويلة أو عطفة بين ((الصورة الذهنية)) لما قبل السرد و اللغة أي (( زمن السرد)).
ذلك {إن اللغة تغير ما تصفه لأن الأشياء بالنسبة ألينا تكون متواجدة في نفس الوقت’
بينما تكون متعاقبة بالنسبة إلى اللغة}.
أي إن اللغة لا تستطيع إن تصف جميع الأشياء بصورة آنية ولمرة واحدة’ بل إنها تظيف البعد الزماني الذي هو{الاستلام المتسلسل للمكان}.
واللغة أيضا"تحول الأشياء والصوروالاحداث والشخصيات الحقيقية إلى كلمات مجردة.
ويعبر بورخس عن فكرة انفصال اللغة واختلافها عن الفكر و الصورة الذهنية بمقطع
من قصة ( الجدة ) .
{لقد ذكرت السيدة العجوز الأحداث التاريخية بالكلمات نفسها دائما وبالتسلسل نفسه كما لو كانت أدعية صلاة(( وشككت في إن الكلمات لا تعبر عن الفكرة التي تتحدث عنها))}..
ومن كل ماتقدم نستطيع الاقتراب من تحديد أوالية عمل الإبداع القصصي أو طرق الخيال عند بورخس..
بأنه { يبدأ بالحقائق الواقعة((زمن السرد)) ثم ينتقل إلى ((الصورة الذهنية الأولى الصافية))
وبمرور الزمن تصبح ((الصورة الذهنية )) ذاكرة نال منها{ الطرح و المزج و الإبدال والإضافة}لتتحول إلي ((صورة ذهنية أخرى مضببة)).
يتم استحضارها في ساعة ما قبل السرد الذي يتم بواسطة اللغة المكتوبة. ونستطيع توضيح ذلك بالرسم التالي:-



زمن الحدث صورة ذهنية مرور الزمن الطرح صورة ذهنية
حقائق واقعة أولى صافية المزج أخرى مضببة
الإبدال
الإضافة




زمن السرد
الكتابة بواسطة اللغة
( النص )


ملاحظة:- اعتمدت هذه المحاولة على قراءة في مجموعتي قصص بورخس (تقرير برودي)
و(كتاب الرمل)..



#حازم_ريسان_حاجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم ريسان حاجم - بورخس وطرق الخيال