المرأة ودورها في الفكر الاسلامي

ميعاد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 23:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

منذ بداية التجربة العراقية صارت مشاركة المرأة العراقية في الحياة السياسية والعمل السياسي مثالا رائعا يفند مزاعم المفكرين في الغرب الذين يوجهون الاتهامات للفكر الإسلامي والمعتقدات الإسلامية بأنها تحرم المرأة من المشاركة في الحياة السياسية وتمنعها من العمل السياسي. فبعد سقوط النظام المباد في العراق منح الدستور العراقي المرأة حق الانتخاب والمشاركة في البرلمان بنسبة 25% وهي نسبة كبيرة اذا ما قورنت مع التجارب الديمقراطية الأخرى في العالم المتحضر إضافة الى توليها مناصب عليا في الحكومة فشغلت مناصب وزارية وعملت في الوظائف والنشاطات والتنظيمات السياسية المختلفة.
إضافة الى عملها في منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية. ولقد جاءت التصورات والرؤى الخاطئة للمفكرين الغربيين من خلال مشاهداتهم للبلدان الإسلامية من غير ان يفرقوا بين الإسلام كنظام وشريعة ومبادئ وبين الكثير ممن يحسبون على الإسلام والذين لا يمثلونه في سلوكهم السياسي والاجتماعي بل يسيئون إلى الإسلام في الكثير من ممارساتهم وخاصة في التعامل مع المرأة.
وان الذي يحصل في مجتمع المسلمين هو مختلف عما ينبغي ان يكون في المجتمع الإسلامي حيث يسيطر على الحكام في دول المسلمين الموروث الاجتماعي والأعراف الخاطئة والموروثة من ممارسات قديمة لا تمت للإسلام بأية صلة.
من هنا نجد الدور الضعيف للمرأة في المجال السياسي في الدول العربية والإسلامية ويختلف هذا الدور حسب الدول.
ففي البعض منها تتمتّع النساء بالحقوق السياسية وخاصة بالحقّ في الانتخاب والحق في الترشيح والحقّ في تولي المسؤوليات في مراكز أخذ القرار لكن تبقى كيفية ممارسة هذه الحقوق والتمتع بها على أرض الواقع. وفي البعض الآخر من هذه الدول لا تتمتع النساء بتاتا بهذه الحقوق ولا تتوفر فيهن صفة المواطنة.
ونلاحظ نفس الشيء بالنسبة للحقوق المتصلة بالكرامة وباحترام كيان النساء وحرمتهن الجسدية والمعنوية إذ تنعدم في معظم الدول العربية والإسلامية التشريعات التي تحمي النساء من كلّ أشكال العنف وتعاقب مرتكبيه مهما كانت العلاقة التي تربطهم بها ومهما كان الفضاء الذي يمارس فيه العنف.
وللأسف نجد كل هذا التقصير والظلم في حقوق المرأة في المجتمع الإسلامي بالرغم من ان الإسلام ومن خلال القرآن الكريم وآياته يوجب العمل السياسي بمستوى الكفاية على الرِّجال والنِّساء كمعارضة الحكّام الطّغاة، وإقامة الدولة الإسلاميّة وتوجيه الرأي العام السياسي... الخ، كقوله تعالى: (ولتكن منكم أُمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأُولئك هم المفلحون).إنّ القرآن الكريم في هذه الآية يوجب أن تكون من المسلمين اُمّة (جماعة) تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وهذه الجماعة شاملة للرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، بدليل قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأُولئك هم المفلحون) ومن الواضح في الفكر الإسلامي أنّ المساحة السياسية هي مساحة واسعة تضمّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ اللّذين يشملان الدعوة إلى إقامة النظام الإسلامي، ومواجهة الحكّام والأنظمة الظالمة والمنحرفة، كما يشمل المشاركة في إدارة السلطة، وتخطيط سياسة الأمّة، والتثقيف السياسي والشورى والبيعة كاختيار الحاكم وممثِّلي الأمّة، والمشاركة في التمثيل عن الأمّة في المجالس التي نسمِّيها بمجالس الشورى (البرلمان)..
فاذا كان الاسلام يعطي المرأة هذا الدور وهذه المشاركة مع الرجل لماذا يمنعها المسلمون من هذا الحق في بعض الدول التي صارت تواجه الضغوطات من شعوبها وخاصة بعد نجاح التجربة الديمقراطية العراقية وممارسة المرأة لدورها التاريخي كأفضل تجربة في المنطقة.
ومن اجل كل ذلك نقول... على حكام الدول الإسلامية ممن يدعون الالتزام بالتعاليم الإسلامية أن يعملوا ويعمل الجميع على إعطاء المرأة دورها الحقيقي في بناء الحياة والمجتمع في ظل مبادئ الإسلام لأن المرأة جزء أساسي ومهم من هذا المجتمع.

#ميعاد_الطائي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات