ليل..وصمت..وسيجارة

نور البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 15:33
المحور: الادب والفن
    

اخرجت يدها الصغيرة من جيب بنطالها وبحركة خفيفه انتفضت واقفة نفضت عن نفسها ذرات الغبار العالقة بين طيات ملابسها ثم بدأت تسير وتجرجر ذيل ظلها الكبير كانت قدماها النحيلتان ترسم لها خطوات سيرها عبر الشارع الطويل وتقودها الى مكان مجهول غارقة بعمق في فكرة ما هي التي اختارتها كحادثة مرت قبل ايام او حديث دار بينها وبين احد ما اوذكريات قديمة او لاشىء حتى .. وبحركةٍ آلية من قدميها اصبحت تقذف الحجارة الواحدة تلو الأخرى فقط صوت ارتطام الحجارة بالأرض ووقع سير خطواتها هو الصوت المسموع في هذا الليل الهادىء،ومع هبوب نسمات من الهواء الباردة تبعث فيها نوبات من القشعريرة تستمر لحظات ثم تختفي لتضفي عليها نشوة خفيفة كمن بعث فيها الحياة وبعد هنيهة من الزمن عقدت حاجبيها وزمت شفتيها بدت متضايقة من فكرة ما فدست يدها النحيله في جيبها اخرجت علبة سجائر وقداحه تذكرت انها هدية من شخص ما والتقطت سيجارة اشعلتها فأضىء وميض صغير وسط هذه الظلمة اظهرت ملامح وجهها الغاضبة وانطفىء الوميض حال ما انطفئت القداحة، بدأت تسحب نفساً بعمق وتنفث دخانه بقوة وانفعال من فمها الكرزي وانفها المستدق، في هذا الليل والظلام الحالك كحلكة شعرها الفاحم لايظهر سوى جمرة سيجارتها والدخان المتصاعد والمندفع بقوة، اكملت سيجارتها بعد لحظات ثم قذفت العقب بأطراف أناملها الدقيقة ولفظت نفسها الأخير مع آهة طويلة ثم عاودت التفكير بعمق وقذف الحجارة والسير بهدوء....

#نور_البياتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل