أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العظيم كرّادي - أمن بعقوبة والالتحاق بكردستان 1















المزيد.....

أمن بعقوبة والالتحاق بكردستان 1


عبد العظيم كرّادي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 09:32
المحور: سيرة ذاتية
    


أمـن بعـقـوبـة والألتحـاق بكردستــان ـ 1
عبد العظيم كرّادي
كتب العزيز أحمد صفر في شهر نوفمبر الماضي موضوع توثيقي بطابع ( ذكرياتي) ، تحدث فيه عن ايام عسيرة وشاقة لكنها مملوءة بالمغامرة الشبابية ذات العنفوان الكبير، تلك التي كانت انذاك تملاء قلوب الشباب ممن على شاكلتنا . بل أن شئنا، فهي الثورية في رفض القهر والعسف ومحاولة تحطيم روح التقدم والتجديد، وهي عملية كانت تجري بشكل منظم من قبل حزب البعث وأجهزته القمعية، وخاصة بعد تسلم الطاغية صدام الموقع الأول في عملية تخريب العراق.
أثار الحبيب احمد صفر(أبو روزا ) لهيب الذكريات وشجونها ووضع النقاط على الحروف الصحيحة التي طالما تحدثنا بها خلال (28 ) عاما ، من هذا العمر الذي أمتد بنا بمحض الصدفة ، لنكون شهود حق لأثبات : أن النفوس الدنيئة عندما تستمر ترسف في ذلها وتتوطنها الخسة, ان لا سبيل لتخليصها من الأدران، وأن كنا نحن ابناء الحزب الشيوعي العراقي قد جُبلّنا وتربينا على فكر التسامح وأحترام الأنسان في حالات ضعفه. ففي مدرسة اليسار العراقي لم نسمع بقصص للأنتقام أو محاولة النيل حتى من الخصوم بطرق غير شريفة فنحن أبناء الضمير الشيوعي الذي نعتز به ايما أعتزاز ، وهذا الضمير الشيوعي هو الذي يحتم علينا قول الحق وأحقاقه ولو على (أسنة الحراب،) كما يقال.
بات في هذا الزمن الغريب كما لو أن( حرامي يحلّف المبيوكَ والمبيوكَ يتوسل الباكَه) بات علينا نحن أن نقدم القرائن والأدلة وليس ألأذلاّء من خادمي الجزار ، رغم ان الحقائق ساطعة ولايحجبها غربال سوى أن كانت بالوثائق او بما أختبرناه بأجسادنا وأروحنا قبل (28) عام مضى، وما أجمعنا عليه كل تللك السنين وما لحقها من عذابات وحرمانات ستبقى شاهدة با لصدق كله... بعد هذه المقدمة أجد لزاما عليّ القول أن ماجاء بذكريات احمد في جزئيها هو صحيح في مجمله وان ذاكرتي تحتفظ مثل العزيز احمد ابو روزا وبقية الرفاق الأعزاء كلهم ، اذ أننا نرتبط ببعضنا منذ سنوات وبذات المصير، وفي ما يخصني فانا على علآقة حميمية مع كل من كان معنا في المعتقل وهم الأحبة الأعزة على قلبي وسيبقون هكذا فهو تاريخنا المشترك الذي لم نغادر قيمه الرائعة، أولئك الأصدقاء والرفاق ومنهم ضامر خليل موسى, علي خزعل كرادي, أحمد صفر علي, أبراهيم الخياط , كريم ناصر, عبدالله عبد الرضا, كريم كربلائي, طالب عبود وحسين هادي ، محبتي الواسعة لهم جميعا.والمغفورله العزيز رعد عزالدين .
الحدث والذكرى
القي القبض عليّ مع كل من أحمد صفر علي ومحمود طالب في منطقة الجهراء الكويتية ، وبعد اسابيع في المعتقل اعادتنا الحكومة الكويتية الى العراق ، فأودعنا التوقيف واحالوني الى محكمة جنح الزبير فاصدرت المحكمة المذكورة الحكم علييّ( 6 ) شهور حسب المادة 8 ـ جوازات ـ في 1/10/ 1980. اي بعد أندلاع الحرب العراقية الأيرانيه بأيام معدودات ،وبعد انهاء مدة الحبس، احالوني الى مديرية الأمن وأجري تحقيق ثاني معي مصحوبا بجولات خفيفة من اساليبهم الدنيئة ثم حولوني الى الجيش وصرت بذالك جندي في مركز تدريب المشاة في المنصورية التي تبعد عن بعقوبة حوالي 50 كم فتوفرت لي الفرصة في النزول الى البيت في بعقوبة وبهذا استمررت بعلاقتي مع ( سعد عبد عيسى) ،وفي أيام الجمع اذهب لألتقي أبراهيم الخياط في بغداد والذي كان متخفيا لأن اجهزة النظام الفاشي تلاحقه بقوة، وقد فتشوا الكثير من المحافظات بحثا عنه . لقد كانت تلك الفترة من اصعب الفترات عليّ ، على الصعيد الشخصي والنفسي وذالك لأن اغلب الشيوعين كانوا قد انقطعوا عن التنظيم اوجرى اعتقالهم وتعرضوا لضغوط هائلة .ولكن في نفس الوقت وهذا ما عرفناه لاحقا ، جرى أعادة التنظيم والأتصال بالكثيرين ولكن سرعان ما تم اكتشاف التنظيم الجديد ووجهت له ضربة قوية معروفة في الوسط الشيوعي ( بضربة 1981). وللقارئ الحصيف ان يعرف عن أي مرحلة نتحدث احمد صفر وانا . كان سعد عبد عيسى هذا قد عمل معنا ولسنوات طوال في نفس الخلية الحزبية وقبلها في أتحاد الطلبة العام وكذلك في أتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي الأمر الذي لم يكن غريبا انذاك ، وبالتالي فنحن نعرف بعضنا البعض على الصعيد الأجتماعي .لقد بدات الامور تاخذ طابع السرية والخوف من بطش دوائر الأمن وزبانيتها اكثر فأكثر ، ولكننا لم نفقد الثقة ببعضنا, ولكن ، ويا للأسف لم نتحل ّ باليقظة الثورية .
كلنا، كنا من الشباب قليلي الخبرة فأكبرنا لايتجاوز (20) عام .بدا سعد عبد عيسى يتحدث معي بلغة الحث والتشجيع على القيام بنشاط ما قائلا بصيغة السؤال( هل نسيت الحزب ) نحن يجب ان نفكر بعمل شئ ما وان للحزب دين في رقابنا ... وما الى ذالك من مفردات تصب بهذا المعنى ولم اكن أنا بعيد الرغبة عن سماع مثل هذا الحديث ناهيك عن شوقي العارم له وللوصول الى الحزب الذي كنت افتقد عالمه المحبوب عالم القرآأت والنقاش في الفكر والسياسة والعمل..
الحزب الذي علمنا كيف نناقش المسالة الزراعيةرغم اننا ابناء مدينة ولم نكن سوى طلبة انهينا للتو المرحلة المتوسط ...كنا ندخل عالم الكبار الذي يعلمك تذوق الشعر ومعرفة الأدب والفلسفة فَمن من جيلنا في بعقوبة لايتذكر( مسعود فلسفه)!، العامل البسيط وهو يناقش في الديالكتيك ونقض النقيض والقوانين الأخرى ويتحدث لنا عن سبينوزا وهيغل ؟ كان عالم شفيف من الصدق والأمنيات والأحلام السعيدة، ولم يشء البعثيون ان يدم طويلا ، فاجهزوا على احلامنا ببناء عراق ذو حياة حره لشبابه لينعم بالحب والبهجه، لم يكن يروق لمن تعود على سفك الدماء، من البعثين، وأجهزةالقتل التي هياؤها لمواجهتنا مستخدمين اكثر الأساليب دونية وخسة ,ممزقين النسيج الأجتماعي وتلك العلاقات الحميمية.بعد فترة من هذه الأحاديث بيني وبينه حيث كنت التقيه كلما حانت فرصه للزوغ من الجيش، هذا الأمر الذي كان يجبرني على ان انجز الأشياء بدون تدقيق ومن خلال علاقتي بأبراهيم الخياط عرفت أنه عازما على الألتحاق بكردستان واطلعت سعد على ذالك وبعد اخذ ورد اذ ان سعد كان قد وعدني بأيجاد علاقة مع الحزب والذهاب الى كردستان. رغم اني كنت على علاقة مع احد الأخوة الأكراد وهو الأخ نوزاد محمد وهاب الذي تعرفت عليه انا واحمد في سجن المطلاع في الجهراء الكويتية وقد وعدني انه سيوصلني فيما بعد الى مقرات الأنصار وقبلي فعل ذالك مع ابو روزا وقبلها اوصل اخي عبد العزيز صادق كرادي الذي انتمى لمنظمة العمل الأسلامي ورجع الى العراق والقي القبض عليه واعدم مع ابن عمتي الشهيد كريم خزعل كَرّادي.ولشدة اندفاعي وقلة خبرتي والرغبة في الوصول للحزب بقيت انتظر ما ستسفر عنه جهود سعد عبد عيسى . كان علينا ان نسلك طريق صديقنا نوزاد ولكن لجهلنا بالأمر ولسوء حظنا العاثر سلكنا طريق اخر .عرف سعد مني ان ضامر ورعد عزالدين وابراهيم الخياط هم ينسقون مع جمال حمدان الذي كان طالبا في المعهد في السليمانية وقد عرّف ضامر على بعض الأشخاص الأكراد وهؤلاء سيوصلون المجموعة الى البيشمركة وعندما سألته مرة أخرى عن جهوده قال لي ان الطريق الذي ستذهب به الجماعة هو نفس الطريق ، بما عناه ان صلته بكردستان هي نفس ما قاله حمدان !.بدأ سعد يخفف من حديثه بهذا الشان وظللت انا على علاقة بابراهيم الخياط حتى تم الأتفاق مع الأكراد أصدقاء جمال حمدان في يوم التنفيذ . ذهبت الى بغداد بغية لقاء الجماعة وهم كما ذكرت ضامر وابراهيم ورعد وكان موعدنا في مقهى في الكسرة ولم اكن عازما على الذهاب معهم وكانت ايام اعياد وانا اتمتع بأجازة . الحّ علييّ ابراهيم والأخرون بالذهاب معهم فوافقت وانطلقنا في اليوم الثاني الى السليمانية...
يتبع



#عبد_العظيم_كرّادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العظيم كرّادي - أمن بعقوبة والالتحاق بكردستان 1