إن كنت تبحث عني

عبلة الفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 22:51
المحور: الادب والفن
    

أيها المسافر المرتحل خلف حدود الزمان وراء تلكم المسافات البعيدة
أيها الطير العابث بضياء الفجر والسابح في هذا الفضاء من روض الى آخر ومن جنة الى جنان
عندما تسير وحيدا بعيدا جدا في اعماق الغابات التي تتطفل أشجارها بإسترقاق النظر اليك عبر شباكك الشرقي
وعندما تترك وراءك كل ما يتعلق بهذا الارض من فوضى وهمجية وجنون
فلا تسمع سوى صدى أهازيج الطيور ... ورفيف أجنحتها تنشره الى أبعد حدود حريتها في سمائها الرائعة حيث لا قيود .......ستجدني هناك
وعندما لا ترى إلاّ لون الغابات الاخضر يمازجه قليلا من زرقة السماء وتنسج خيوط الشمس الخافته عبر ظلال الغابة مملكة كخيوط العنكبوت شاسعة بلا حدود ..... ستجدني هناك
وعندما تداعب تلك النسا ئم أوراق الغابة الناعسة بدلال ... وجبينك الندي من عرق طول المشوار ...ستجدني هناك لأصنع من كل ورقه من أوراق الغابة الخضراء الداكنة مجلدا وبلون الذهب القادم من ضياء الشمس أشكل الكلمات ، لكن ، إن كانت كل نجوم السماء هي ملكي ، أخاف أن لا تكفي أوراق الغابة لقلمي ولحبري
وإن طال سيرك ، وإتكأت لتتنفس هواءًِ ريحه أشجار العنبر والكافور والصفصاف ،ستنظر من حولك وقريبا من خطاك سترى تلك الأزهار البرية المتناثرة عشوائيا تتفتح للحياة بقدسية الخريف وجنون الشتاء ويأتيها الربيع الهائج بجنونه و حنّونه لتعده بأنّ كل زهرة هذا العام ستحلم بأن تهدي ربيعها القادم مئات الزهرات... أيضا ستجدني هناك
وأن همت بهذا السحر الرائع وأدركتك شمس الغروب كقديسة طاعنة تجر خطاها متكأة على عكازها صوب كوخها البعيد الفقير .....ستناديك من بعيد تلك النوارس الطائشه تغريها حمرة الغروب وسمكة طائشة سحرتها شمس المغيب... تجلس وحدك على رمال الشاطئ تتأمل هذا الموج المتكسر في رحلته الازلية ويسرح نظرك الى ما وراء البعيد فوق الموج والبحر ورائحة رطوبة الشاطىء تملأ رئتيك حتى الاشباع فتنعم روحك بالسلام ..
وتستكين في عالم ملكوتك كراهب أتقن كل طقوس العبادة ، أو فيلسوف كتب سطور حكمته الخالدة ،أو شاعر يرسم القوافي ..... ستجدني هناك !!!

#عبلة_الفاري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل