أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الّس نركمان - قصة قصيرة جدا














المزيد.....

قصة قصيرة جدا


الّس نركمان

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


كالعادة وفي كلّ ليلة, نصعد إلى السطح, أنا وكلبي أمير.انه رفيقي الذي أحدثه عن كل شيء وفي كل شيء دون أن يتعب أو يتذمر من كآبتي ,ومن حالات الغضب التي تنتابني من حين لآخر دون أن يزعجني بطرح الأسئلة,ربما لأنه يعرف السبب... كنت قرأت في إحدى المواقع الالكترونية,أن الملك استثمر العشرات الملايين من الدولارات وربما المئات –لأن هناك سرية شبه تامة في عالم المال والأعمال-في شركة تملك كازينوهات للقمار وغيره ,أفلست مؤخرا ,ولا يهم سبب إفلاسها...
…فكّرت في هذا الوطن, وفي خيرات هذا الوطن, وفي أبناء وبنات هذا الوطن, وفي مصير هذا الوطن.
…ونحن فوق السطح, كان كلبي ينظر إلى الأشياء المتحركة ويفهمها وفق طبيعته الحيوانية, بينما أنا أنظر إلى ما يراه بصري.طفل مختل عقليا يركض وراء أطفال آخرين بعدما استفزوه وأرغموه على خلع سرواله حتى بدت عورته كما ولدته أمه,وهو بالكاد ينطق بكلمات غير مفهومة .ربما كان يدافع عن نفسه بعدما تخل عنه الجميع ,واتخذوه دمية للتسلية وللضحك ,حتى الكبار لا أحدا حرك ساكنا ليوقف هدا الاعتداء...
لم تمر إلا ثوان على المنظر الأول حتى ظهر شاب يعاني هو الآخر من مرض ما, عاري الصدر, حافي القدمين, لا يكلّم أحدا, لهذا هو في مأمن من مضايقات الصغار والكبار على حدّ سواء.
وفي نفس اللحظات ,يمر عمر شمام السولوسيون مترنحا, يسأل المارة عل وعسى يجودون عليه ببعض الدريهمات قصد إسكات إدمانه. إنه في الثلاثين من عمره ,مشوه الوجه إلى درجة بدأت معها الحروف في الانمحاء,متسخا تفوح منه كل الروائح ,أقواها رائحة السولوسيون.
تمر بجانب عمر فتاتين من بائعات الجنس.تمد له إحداهما ربما بدرهم أو أكثر,لا أدري لكوني أتابع المشاهدة من الطابق الرابع.وراء كل فتاة تبيع مؤخرتها مقابل دريهمات , قبيلة من الذكور, تنفقها على قبيلة من الذكور أيضا .بدءا من الشرطة ,مرورا بعائلتها من أب وأخ وأبناء إذا كان لديها أبناء, ثم يأتي بعدهما الطبيب والحلاق وبائع السجائر ومالك البيت الذي تستأجره وغيره ,حتى تصل إلى خزينة الملك الذكر المقدس الحاكم بأمر ربه عن طريق الضرائب لتستقر بعد ذلك في الابناك خارج و داخل الوطن ...
فكرت في الملك وفي استثمارات الملك, فتذكرت هارون الرشيد ووزيره جعفر البرمكي وقصة السحابة...
فكّرت في ذلك الطفل المختل, وفي ذلك المريض, وفي دلك المدمن, وفي تلك الفتاة, فكّرت وفكّرت في كلّ بؤساء العالم...
من سيحميهم؟؟؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الّس نركمان - قصة قصيرة جدا