أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - قلب «جاذبية صدقى» الذهبى














المزيد.....

قلب «جاذبية صدقى» الذهبى


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


كثيرون تعرفوا على اسمها وهم مازالوا صغارا يدرسون «القلب الذهبى»، قصة الفتاة الواسعة العينين «زين» وقطها «نمر»، وكثيرون مازالوا يتذكرون الإهداء الذى صدرت به الرواية القصيرة»إلى ابنتى بهية وجيلها الوثاب الذى يهوى المعرفة وهدفه الواقع لا ترضيه سوى الحقائق يجد ويشقى ويجاهد باحثا عنها أبدا"، تلك كانت جاذبية صدقى، الأديبة والكاتبة الصحفية التى ولدت عام 1920. كتبت جاذبية الرواية والقصة بنفس الألق الذي كتبت به للأطفال رائعتيها «القلب الذهبى»، و«بين الأدغال» . ومن أعمالها الخالدة «مملكة الله»، «الحب»، «بوابة المتولى»، «ليلة بيضاء»، و«لمحات من المسرح العالمى».قامت بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية مثل «الشاره القرمزيه» لناتانييل هوثورن. اهتمت جاذبية أيضا بأدب الرحلات، تسجل رحلاتها وتمزجها بانطباعات وحكايا تتوالد مع كل مشهد وعلى كل أرض بتلقائية شديدة وبمشاعر فياضة. ففى كتابها عن رحلتها إلى أسبانيا والتى تضمنت أيضا زيارة سريعة لسويسرا وايطاليا «فى بلاد الدماء الحارة» والتى قامت بها فى الستينيات، جاءت الكلمات معبرة ومشهدية لتضع الواقع متجليا أمام القارئ الذى يجد أن الصورة تتجسد مع كل كلمة تكتبها. وكما رصدت المشاهد، رصدت سلوك البعض الذى لا يوافق البلد الذى يعيش فيه بقولها «فى نظرى خير ما يفعله المغترب أن يعيش ويتصرف في حدود آداب البلد الذى يزوره» .تصف جاذبية كاتدرائية «سان بيترو» ونسمع معها تراتيل القداس ونرى بعينها مشهد المرأة الإيطالية العاشقة تعترف بينما صوت الأرغن يضج بنغماته المدوية العالية. وهكذا لا تفوت الكاتبة مكانا يخلبها بجماله إلا ونسجت عليه قصة لتجعله فضاء حقيقيا لقصة متخيلة فتتجسد القصة كأنها سيرة لأحدهم أو احداهن. تصف «الماتادور» ومصارعة الثيران وما يتعلق بها من طقوس خاصة ،تتحدث عن كل شبر تمر عليه في اسبانيا من اشبيلية إلى غرناطة يأسرها جمال الحاضر وتستعمرها ذكريات الماضى الجميل فى الأندلس.
كتبت جاذبية «أهل السيدة» منذ أكثر من خمسة عقود فى يناير من عام 1956، ومازالت «أم العواجز» كما هى تستقبل زوارها ومريديها رغم أن «جاذبية صدقى» نفسها رحلت عام 2001، ولكنها تركت خلفها «أهل السيدة» كنص أدبى يشهد على عالمها الذى كانت تتجول فيه بحرية تمزج فيه الواقعى بالمتخيل بحرفية أصيلة، فلا تلمس أى نتوء يجعلك تشعر بأن هناك أى فاصل بين الحدث الأصلى أو السرد المنسوج عليه. ولا يتبادر إلى ذهنك أبدا أن تتساءل عما إذا كانت تكتب تجربة ذاتية خالصة، أم إنها تمارس المزج بين الإثنين لتخرج علينا بمزيج جديد بديع يحمل سمات الواقع الذي يمثله «شارع السد، والحاجة بطاطة،حارة الناصرية» ومعطيات نص أدبى تضع نفسها فيه موضع الساردة البطلة. فى «أهل السيدة» يتجلى تأثر الكاتبة بالجو «الزينبى»الذى فتنها وفتن كل من جاور المقام ولو لفترة قصيرة ولا أبلغ من «قنديل أم هاشم» الذى عكس أيضا تأثر الكاتب الكبير يحيى حقى بنفس الجو وطقوسه وتأثر حياة الناس به.
وعلى العموم وفى أغلب أعمال جاذبية يظهر افتتانها بالحياة البسيطة والبسطاء التي تعبر عن وجه مصر الحقيقى الذى تأسره بسمة على وجه طفل يلعب الحجلة أو عجوز يرفع أكف الضراعة والدعاء. حتى فى أعمالها الأدبية للأطفال «ابن النيل، والقلب الذهبى» تناولت نماذج واقعية لبشر بسطاء شكل النيل محورا مهما فى حياتهم مثلا الفتى حمدان فى «ابن النيل» والفتاة زين فى «القلب الذهبى». وجعلت النيل يلعب دورا حيويا في حياة الأبطال لترسخ قيمة الهوية المتأصلة كما النيل. وكما تقول الدكتورة أميمة جادو عن صورة النيل عند جاذبية صدقي وكما تمثل فى «ابن النيل» استطاعت الكاتبة أن توظف نهر النيل ومفرداته عبر الحكى لترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوجدانية بشكل رائع صراحة أحيانا أو ضمنيا أحيانا.
وتقول أيضا عن الرواية «إنها رواية الزمن الجميل إن جاز التعبير، زمن العذوبة والفيض والكرم والسماحة والخصوبة والجمال والحب وكلها مستمدة من نهر النيل.
قال عنها الأستاذ أنيس منصور «تألقت الأديبة جاذبية صدقى ـ بنت الباشا ـ طويلا وكثيرا‏..‏ ثم توارت‏..‏ اختفت‏..‏ تلاشت طويلا‏،‏ فكأنها ماتت قبل أن تموت بالأمس‏.‏وجاذبية صدقى تنتمى إلى مدرسة التحليل النفسى ـ إن كانت هناك مدرسة بهذا الاسم،,‏ فإن لم يكن فهى ناظرة المدرسة والتلميذة الوحيدة‏..‏ فكل قصصها القصيرة والطويلة كانت رحلات شقاء وعذاب فى حوارى النفس وسراديب الخصوصية‏..‏ وكانت قاسية عنيفة علي أبطالها مثل قسوة الدنيا عليها‏..‏ فهى تجلدهم حتى يعترفوا‏..‏ وكانوا يعترفون‏..‏ ويقولون أكثر مما طلبت منهم،‏ ولكنها لم ترحم منهم أحدا ولانفسها».
كتبت جاذبية عن المشاعر الجميلة والقيم والحياة الرائقة البسيطة يستهويها بائع فجل بسيط، غجرية عاشقة، لوحة فنان، بسمة على شفاه طفلة. كتبت بغزارة وعاشت طويلا تقاوم النسيان والتجاهل والتهميش، ولعلها الآن تطل علينا لتدرك أن هناك من جيل بهية الوثاب من يذكرها، ومازال يجاهد من أجل المعرفة التى تبنى فكرا نيرا، ويبحث عن الحقائق التي تقود إلى المستقبل الذى كانت تأمله لكل جيل بهية. ولربما يتذكرها المهتمون بالشأن الثقافى الحقيقى فيكرمون اسمها بعد أن رحلت تاركة لنا إرثا ثقافيا متنوعا جديرا بالاهتمام والرعاية



#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة للطفل وعنه
- الإسكندرية تتنفس شعرا
- أدباء العرب ونظرية المؤامرة
- نحن أولاد الغجر
- عن البهجة والكآبة
- «ماركيز».. دروس فن الحياة
- الثقافة المفهوم.. والأزمة
- ادكو..من الكانو إلى نوكيا!!
- سأحدثكم عن ندا
- علاء الأسواني ودوق داركور!!
- -الصرخة-مابين كرم النجار وأم الرجال!!
- مشايخ الإنترنت!!!
- التسكع الرقمي
- قلب الكاوبوي لا يتسع لأسودين!!
- قاسم أمين ... ديور وشانيل !!
- مأزق أحمر!!!!
- سبعون جلدة وعشرون يوما حبس لمن يطالب بحقه
- وثائق
- سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى .. قراءة مغايرة
- كوليرا تغريدة البجعة!!!


المزيد.....




- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - قلب «جاذبية صدقى» الذهبى