الشيخ (عبد الحميد المهاجر) والدعوة الى الفوضوية

علي تيسير

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الفوضوية او الدعوة الى الفوضى تعني دعوة الى عدم الانضباط وعدم ضرورة لوجود الحكومة او السلطة ، فلقد اثبت كبار الباحثين الذين تولوا دراسة الحركات الفوضوية ان الفوضوية ليست ايديولوجيا واحدة محددة، وانما هي نقطة تقاطع بين العديد من الايديولوجيات. فهناك فوضويون يساريون، وفوضويون ليبراليون، واخر ابتكار ابتكره الشيخ عبد الحميد المهاجر تاسيسه للفوضوية المنبرية واعتقد ان العامل المشترك بينهم جميعا هو النقد الحاد لسلطة وسيادة الدولة والقانون الشيخ عبد الحميد المهاجر دعا من على المنابر وفي اكثر من مكان الى عدم احترام القانون في بلد من المفترض انه يؤسس لدولة القانون دعا وبشدة امام جمهور لايفرق بين الناقة والجمل الى عدم احترام القانون من خلال دعوته للفوضوية في حين ان المنبر يكون اداة للتربية الاسلامية وتهذيبا لبني البشر ،فبأعتقادي الجازم ان الداعية او الخطيب عندما يتحول الى غير منهج التربية من خلال هذا الصرح الديني وهو المنبر الحسيني يتحول الى سائق تاكسي يضيع التربية والتوجيه في زحام اشباع رغباته او رغبات الجهات التي يعمل لاجلها ، فالمهاجر دعا الى تغيب النظام واحلال الفوضوية من خلال اباحة ارتقاء المنبر داخل العتبات المقدسة الى كل من هب ودب مع مزج تلك الدعوات الفوضوية التي دعا اليها بالجوانب الايمانية والمهارات الالقائية لفن الخطابة من اجل ان تاخذ مشروعيتها داخل عقول البلهاء الذين واضبوا على اتباع الشخصية الصنمية التي تتبع الخط الذي درج على انتهاجه الشخص المعين وخاصة اذا كان هذا الشخص خطيبا منبريا اي (رجل دين ) ، فالعقل العراقي وحواس الأنسان العراقي الذي تعرض طيلة اكثر من اربعة عقود من غسيل الدماغ في بلد ترسخت في ضميرة قيمة العنف والولاء للأقوى وليس للأصلح كفيل بتصديق تلك الدعوات الفوضوية التي دعا اليها المهاجر وفي اكثر من مكان
فالشيخ المهاجر (يحلم) بعالم رومانسي خيالي لا صلة له بالواقع المعاش انه يرغب ببلد بلا قانون ودولة تؤسس على نظام من مجموعات وطوائف ذاتية الحكم تربطها ببعض عقيدة ومصلحة مشتركة بدلا من القوانين.
اقول ان كافة الدعوات التي تدعو الى اثارة الفوضى غير مقبولة في العراق واشد على ايادي القائمين على ديوان الوقف الشيعي لقراراتهم الصائبة في السيطرة على منابر العتبات المقدسة ومنتجة تلك المجالس التي تقام بداخلها وعرضها على الجمهور بشكل حضاري لايؤدي الى تجريح الاخرين و اشعار من لاشعور له بان دولة القانون والمؤسسات هي التي يسعى اليها العراقيون لا دولة المجموعات والطوائف "

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل