أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عناد ابو وندي - المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما الحلقة الثانية















المزيد.....

المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما الحلقة الثانية


عناد ابو وندي

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 17:45
المحور: سيرة ذاتية
    



المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما
شيخ المناضلين والحركة السياسية الأردنية وشبابها
(الحلقة الثانية)

لقد تعرض شيخ المناضلين للسجن والاعتقال والضرب ولم يزل في ريعان الشباب في وقت قتلت الشيخوخة أشباه مناضلين في سن الثلاثين والأربعين حيث لم يتعرضوا للسجن والاعتقال والضرب وان تعرضوا يكون في صورة اقل منه..لكنهم انهزموا مبكرا وهو الشيخ في النضال لم يانهزم بعد.
الدكتور يعقوب زيادين يتجاوز كل الاطر الحزبية، فهو جزء من الذاكرة الوطنية الاردنية، وعلم من اعلام النضال في الاردن والوطن العربي التي يحتضن الكثير من المناضلين خريجي السجون والمعتقلات.
وهو المناضل عن قناعة ودافع عن أفكاره ، لكن له شرف الصدق، وربما تكون علاقته مع الشيوعية علاقة مع إطار للنضال ورفض الفقر والظلم وليست علاقة مع إلحاد ديني، وهو الذي يقول عن نفسه أنه بدأ حياته متدينا جدا، وهو ابن أسرة مسيحية من قرية السماكية.
ويقول زيادين ان من ربط رزقه ورزق اطفاله بمؤسسات الحزب (أي حزب) وامواله لن يستطيع امتلاك القدرة على نقد سياساته الخاطئة مضيفا ان استقلاله الاقتصادي ساعده على المحافظة على موقفة وكشف الأخطاء التي ارتكبها بعض رفاق دربه. ويروي ابو خليل قصة طريفة عن والدته الفلاحة التي شاركت في تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراحه مع معتقلين آخرين حيث قابلن المرحوم هزاع المجالي، وكان وقتها وزيرا للداخلية، وكان معها ابنه خليل وعمره آنذاك حوالي أربعة أعوام الذي صعد الدرج صارخا "وينو هزاع بدي أطخه"، ويضيف فارتفع صوت والدتي الفلاحة: "يا خيّي يا هزاع لماذا لا تلغوا قانون الطوارئ" وبعدها بأيام تم اطلاق سراح المعتقلين. لقد كان طبيب وانسان رؤوف يعالج الفقراء مجانا يصادقهم ويحدثهم ويشجعهم وبدن استعلى لقد جمع تحدي الحكومة الاردنية وصداقة الفقراء، وبين التميز المهني والاجتماعي والمشاعر الوطنية والشعبية العالية.
ويتذكر شيخنا الخيمة التي ولدى فيها وعاش الى جانب أهله وأبناء قريته التي لم يسكنوا المدن او القرى ويعشون في بيوت الشعر في معظم الفصول، مستغربا الى ان تلك الايام ما زالت منطبعة في ذهنه حيث الحياة المتواضعة البسيطة، ويقول الى انه عمل كثيرا على مساعدة أهله في تلك الفترة ورعى الغنم لفترة قصيرة بأمور الفلاحة.
ويشر زيادين في "البدايات" )سيرة ذاتية.. اربعون سنة في الحركة الوطنية الاردنية ،دار ابن خلدون ، بيروت 1980) الى انه دخل المدرسة مبكرا والحياة كانت صعبة مما انعكس على حياتهم حيث كان الاطفال يذهبون حفاة شبة عراة ويجلسون على الارض الباردة في الشتاء،ولكنها يقول كانت حلوة.
ولفت الى ان قريتة فقيرة جداً، كان معظم الطلاب أبناء صفه الصغار، جوعى في معظم الأحيان، يأكلون خبز القمح وخبز الشعير، أو خبز الذرة، وأعتقد أني كنت الطالب الوحيد الذي يملك رغيفاً من خبز القمح.. ويضيف أعتقد أنني مبكراً فكرت كيف يمكن القضاء على هذا الفقر، كيف يمكن التغلب عليه، وأول ما خطر في بالي أن الصلاة والتضرع لله ليحل المشاكل كانت هي اللي دخلت في ذهني.
ويثنى زيادين على والدته الفلاحة الأمية الجميلة التي شجعته على الذهاب للدراسة قائلة ، اذهب للدراسة في الخارج ، إذا أخوك الكبير لا يعطيك فلوس أنا عندي فلوس أقدر أعطيك إياها، ، عندما جاء والدي يقول.. رآني نايم، وسأل عني: إذا أكلت؟ قالت له: يعقوب لم يأكل اليوم، مُضرب عن الطعام، لأنك ما طمأنته على مسألة ذهابه للجامعة للدراسة، غضب وقال: لا أبداً سأبعثك قوم.. كل أنهض من نومي مع إني أكلت قبل دقائق، أنا آكل وأتظاهر باني قد رضيت وقبلت.. وتمت المسألة تحت ضغط الوالدة بشكل خاص، وذهبت لدمشق في السنة الأولى، درست..
وبين د. يعقوب زيادين: وضعنا العائلي ليس سيئاً يعني، كان افضل الموجود في القرية، لدينا قطيع من الماشية، ، لافتا الى ان مصاريف.. القرية في تلك الفترة بسيطة.
وشكلت النقلة من حياة البداوة من بيوت الشعر الى مدينة دمشق العريقة المعروفة بتاريخها وبحضارتها وبأنها مجتمع آخر.. مجتمع جديد مبينا ان اول حادث شاهده في دمشق هز كيانه وتفكيره مظاهرة في ساحة من ساحات دمشق تطالب بالخبز، عشرات من النساء مع أطفالهن، وهجموا على بلدية دمشق، وكانت في ساحة (المرج) يطالبن بالخبز، ويشتمن رئيس الوزراء السوري في تلك الأيام.
ويتابع فوجئت ، معقول فقر في قريتي وفي مدينة ضخمة كبيرة مثل الشام القصور والبنايات وهذه الشوارع، هنا دخل عامل جديد مؤثر، القضية ليست قضية قرية فقيرة، هناك مشكلة واسعة تضم ملايين البشر وبلدان عديدة ، وبدأت أفكر من جديد كيف ممكن حل هذه القضية وكيف ممكن القضاء على الفقر والتعاسة .
ويقول لقد أثر عليَّ منظر النساء السوريات المحجبات مع أطفالهن يصرخن ويطالبن بالخبز في أحد صباحات دمشق الباردة ، لافتا الى ان اعوام 41-42 كانت دمشق تعج بالجنود السنغاليين وبالجنود الأستراليين أثناء الحرب العالمية.. بداية الحرب العالمية الثانية أيضاً لماذا كل هذه الجيوش؟ نحن في تلك الفترة لم يكن عندنا أي وعي سياسي، لا أحزاب ولا نوادي مستذكرا آخر أيام المدرسة الثانوية بالسلط حيث اثر أستاذ التاريخ الذي كان يحدثنا وهو خريج الجامعة الأميركية ومن الأوائل الذين تخرجوا ، تحدث عن أيام الحرب العالمية الأولى، وعن ثورة أكتوبر الاشتراكية، ً، أيضاً هذه الكلمة رسخت في دماغي.
وبين د. يعقوب زيادين: انه درس السنة الأولى بدمشق حقوق، ولاحظت أني لا أصلح لهذه المهنة، ورغبتي كانت دراسة الطب، انتقلت الى دراسة الطب، ولكن بقيت قضية الفقر والتعليم تشغل بالي.
ويتابع في أحد الأيام في أواخر أيار عام 43 كنا نستعد للفحوص آخر السنة، وسمعت أحد الزملاء من الأطباء يتحدث عن الاستغلال وكيف ينمو رأس المال، وكيف يُستغل العمال وكيف..، لأول مرة أسمع مثل هذا الكلام، اعجبني الكلام وتفسير قضية الفقر.
وأول صدام مع الظلم واجهه يعقوب، كان عندما عاد إلى قريته في إجازة عيد الفصح، ليجد أن سكانها محجور عليهم صحياً بسبب ظهور حالة تيفوس. اتضح أن الطبيب المسؤول فرض هذا الحجر بعدما رفض والده رشوته بتنكة سمن. هنا، طبّق يعقوب أول درس له في مواجهة الاستبداد، فرفع برقيّة إلى وزير الصحة، وطُرد الطبيب.
عاد زيادين إلى بيروت منتشياً، وتابع نشاطه في «الحزب الشيوعي اللبناني» الذي أصبح يمارس نشاطاته سرّاً، وحاضر في طرابلس عن الشيوعية والنظام الاشتراكي. لم تكن أيامه هناك سهلة. الجفاف، ثمَّ الفيضان الذي ذهب بقطيع أهله من الأغنام، قطع عنه المصروف. حينها ساعدته معلّمة من صيدا ماديّاً ومعنوياً، اسمها سلوى زغيب، وشاركته الهمّ العام من خلال خدمة اللاجئين الفلسطينيين، وشاركته حياته عندما تزوّجا لاحقاً.
وجد الطبيب الشاب عند تخرّجه عملاً في مستشفى «أوغستا فيكتوريا» أو «المطلع» في القدس، فضمن من خلاله مأوىً ومصدر دخل. هنا أيضاً عاش أفكاره الشيوعيّة.
أضرب مع كامل أطباء المستشفى وممرّضيه عن العمل، إثر قرار وكالة الغوث بإغلاق المستشفى، ونجح في النهاية بالتصدي للقرار. آنذاك، قابل الرفيق يعقوب مندوب وكالة الغوث الأميركي «الملوّن»، فنصحه: «عد إلى أميركا ودافع عن حقوق الملوّنين، عوضاً عن إلحاق الأذى بضحايا العدوان الأميركي الإسرائيلي».
في القدس أيضاً لم يكفّ الدكتور يعقوب عن العمل السياسي، إذ ازدادت شعبيته بين المقدسيّين بعد التصدي لقرار إغلاق المستشفى، حتى جاءت انتخابات 1956 وفاز فيها عن مقعد القدس إلى جانب خمسة شيوعيين في الضفّتين، ليكون أول صعود رسمي للشيّوعية في الأردن وفلسطين.
لقد كانت الاوضاع في الاردن في فترة حكومة سليمان النابلسي الوطنية تبشر بالخير مما أسهم في «رفد آمال الناس بحكم وطني ديموقراطي»، كما يقول زيادين في مذكّراته «البدايات». في ذلك الوقت، شُكّلت لجان لمكافحة الفساد، وأُجريت المفاوضات لإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية، وسُمح للحزب الشيوعي بإصدار جريدة «الجماهير» الأسبوعية... إلى أن أقيلت حكومة النابلسي، وبدأت مطاردة الوطنيين والشيوعيين، ليقضي يعقوب 12 عاماً في المعتقلات. آنذاك كانت زوجته وابناهما، خليل وخالد، قد هاجروا إلى عالم آخر، إلى ألمانيا الديموقراطيّة.
كان معتقل «الجفر» يرمز إلى نهاية العالم. المعتقل الذي أقامه قائد قوات البادية البريطاني غلوب باشا في جنوب البادية الأردنية للحماية من غزوات البدو، ضمَّ عدداً من الرموز الوطنية: بهجت أبو غربيّة، فؤاد نصّار، منيف الرزّاز، آمال نفّاع وغيرهم. حوّله المعتقلون إلى مدينة صغيرة تضم مزرعة للخضار والفاكهة، مراكز للترجمة، ومحاضرات تثقيفية وتعليمية، وعيادات طبية لمعالجة المعتقلين والسجّانين وعائلاتهم.
يتبع.............





#عناد_ابو_وندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما
- فؤاد نصار وطني وأممي (2)
- الذكرى ال 33 لرحيل فؤاد نصار
- الديمقراطية والمجتمع المدني
- التنمية السياسية ودور الاحزاب السياسية
- نشأت العلمانية في الوطن العربي
- لمحة عن حياة النقابي الاردني موسى قويد -أبو يوسف-
- ظاهرة الانقسام السياسي داخل الحزب الواحد
- عصبة التحرر الوطني بفلسطين 1949-1951


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عناد ابو وندي - المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما الحلقة الثانية