أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد العزيز الحيدر - الفساد الاداري والمالي














المزيد.....

الفساد الاداري والمالي


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 15:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



أن الفساد الإداري اوالفساد المالي آو كلاهما معا ظاهرة متلازمة تنتج عن اختلالات أساسية في البنية الاجتماعية وتنعكس بصور مختلفة كنتاج موضوعي وللظاهرة مظاهر مختلفة اجتماعية, وسياسية, واقتصادية ,وربما تربوية تتجلى من خلالها كمؤشرات على ضرورة وحتمية حصول تغيير مرتقب وحتمي في البنية الاجتماعية الاقتصادية آذ أن الاختلالات الأساسية في هذه البنى لايمكن أن تدوم الا ما نهاية.
ان أسباب تمحور هذه الظاهرة وتوسع مداها تكمن في جملة أسباب قد تبدوا للوهلة الأولى متناقضة, فمن هيمنة النظام الشمولي أو الدكتاتوري إلى بروز الحاجة إلى نظام السوق الليبرالي ذي الطابع السياسي الديمقراطي والذي لاياخذ مساره الطبيعي بشكل سهل وسلس في مجتمعات تعاني أساسا من التخلف المدني, الذي يتجلى بدوره في التخلف الاقتصادي , والعلمي, والتعليمي وتدهور في الإنتاج والإنتاجية والتخلف التقني وتخلف موازي تشريعي واداري .....الخ.
وفي وضع العراق فان أساس بروز وتوسع مدا هذه الظاهرة اتخذ المسار الأولي له في السنين الأخيرة وربما تصل إلى أكثر من عقد من نهاية النظام السباق كنتيجة وإجراء تم دعمه بشكل واضح من قبل النظام نفسه واتخذ طابع ما يشبه الشرعية بدعوى تجاوز نتائج الخلل الاجتماعي المتولد من سلسلة الحروب التي قادت في النهاية إلى حالة الحصار الدولي الذي فرض على العراق وتدهور وتضخم النقد وإلغاء الإجراءات القانونية الرادعة للرشوة كمرتكز أساسي للفساد المالي وإطلاق مبدأ التكافل الاجتماعي وترويج التعامل به
وبعد السقوط تم تأشير العراق في المرتبة 113 من بين 133 دولة عام 2004 وهو أمر أكثر من جيد وسرعان ما تدهور موقف العراق إلى المرتبة الثانية من بين 188 دولة عام 2008 مما عكس التدهور السريع والحاد في البناء الاجتماعي.
إن الأساس السياسي لبروز ظاهرة الفساد المال والإداري وهو المعول الرئيسي لدراسة الظاهرة هو التعامل المشوه مع الجانب السياسي لنظام السوق , وهو النظام الديمقراطي الذي مورس بأبشع صوره من خلال التعامل بالمحاصصة في تقاسم السلطات السياسية والإدارية للدولة .. وكان للصراع الطائفي العنيف الذي شهده البلد والذي أدى إلى تدهور امني كبير أصبح هو الشغل الشاغل لكل المكونات الاجتماعية بما فيها مؤسسات الدولة مما أدى إلى غياب كامل لدور الدولة من دولة تعتمد نظام التخطيط المركزي الى نظام منفلت خالي من رقابة الدولة .
إن خلو النظام من الشفافية المفترضة في النظام الديمقراطي كان له الدور الأساس في استفحال ظاهرة الفساد الإداري والمالي والذي أصبح هو القاعدة في التعامل وأصبحت الشفافية والنزاهة ظواهر استثنائية.
ان انهيار النظام السابق بشكل مفاجي دون إعداد لنظام بديل متدرج في النمو أدى الى استبعاد مجمل القوانين والتي اتهمت بأنها نتاج النظام السابق في حين كان يمكن اعتمادها بتغييرات بسيطة او تشديد الرقابة في تنفيذها, وهو ما أدى الى تولد سلسلة او سلاسل من الإجراءات الروتينية وتعقد هذه الإجراءات لبروز التخوف من الاتهام باستمرار اساس النظام السابق من جهة ولتشكل وتعدد مراكز الرقابة التي اتخذت طابعا سياسيا وليس إداريا او ماليا بحتا , فقد تشكلت أربع مراكز رقابية ومنها مؤسسة المفتشين العامين وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ولجنة النزاهة في البرلمان وربما جهات اخرى , ان تعدد هذه الجهات التي اصبحت كل منها تؤدي دورها بمعزل عن الأخرى ان تعدد هذه الاجهزة ادى الى حالة معاكسة هي مرض التخوف من الاتهام بالفساد مما أعاق بروز اية مظاهر للإبداع والأداء الحر المتمكن.
ان النظام الجديد باشتراطاته الأساسية في المحاصصة, استبعد التعامل الفني التخصصي واستبعد التقنوقراط من الدخول الى النظام الا باشتراطات طائفية وفئوية وحتى عشائرية.
وكان لغياب البنى الاساسية الصناعة والزراعة وتشوه التجارة في هذه المرحلة دور في تدهور اجتماعي كبير لعودة العلاقات الشبة إقطاعية من المحسوبية والمناطقية والعشائرية وغلبة قيم الريف على قيم المدينه دور كبير في استمرار الصورة المشوه للبناء المؤسساتي للدولة الذي اصبح من الضروري والضروري جدا التفكير بدراسته ووضع الحلول انطلاقا من تحديد الاسباب ودور كل منها في نمو هذه الظاهرة الخطيرة .





#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابداع داء ملهلب


المزيد.....




- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...
- الأناضول: استثمارات كبيرة بالسعودية بسبب النفط وتسهيلات الإق ...
- ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد العزيز الحيدر - الفساد الاداري والمالي