أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هدى كرملي - الأسرة المغربية أي نموذج وأي مستقبل؟














المزيد.....

الأسرة المغربية أي نموذج وأي مستقبل؟


هدى كرملي

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 23:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف علم الاجتماع الأسرة, بكونها مؤسسة من المؤسسات الأساسية في تشكيل المجتمع.وتتكون الأسرة من زوج و زوجة و أبناء . تجمعهم علاقات بيولوجية و نفسية و اجتماعية .و من وظائف الأسرة ,ضمان استمرارية المجتمع,و تهيئ شروط الاندماج,بتقديم الدعم المادي و النفسي لهم.
و قد عرفت الأسرة تحولات, بتحولات المجتمعات, فتشكلت بنيتها في نموذجين:نموذج الأسرة الممتدة,و نموذج الأسرة النووية (وهو تميز يقوم على أساس كمي).
الأسرة الممتدة :تضم أجيالا مختلفة من الأجداد أحيانا إلى الإباء و الأحفاد....تجمعهم علاقة نسب ,ينضمون في ترتب هرمي,على رأسه الأب,المسئول و المعيل اقتصاديا لأفراد أسرته ,و المسئول أخلاقيا,الساهر على التنشئة الاجتماعية لأفراد أسرته.,بسلطة نسبية,تسهر على تدبير شؤون البيت.
هكذا فنموذج الأسرة الممتدة, يتضمن علاقات قائمة على عامل السلطة و الخضوع حسب المراتب(للأب حق القرار).و قد ارتبط هدا النموذج للأسرة الممتدة بنمط اقتصاد ألفلاحي بالأساس,و الملاحظ أن الأسرة الممتدة قد شهدت تطورا مع تطور المجتمعات ,مما ترتب عنه ظهور شكل جديد للأسرة ,أطلق عليه اسم الأسرة النووية.
الأسرة النووية:ظهرت مع العصر الحديث, تميزت بكون عدد أفرادها محدودا, يقتصر على الآباء و الأبناء, كما أن علاقات أفرادها, يسود فيها نوعا من التداول و فرصة إبداء الرأي و المشاركة في اتخاذ القرار و التعاون في أداء المهام المنزلية على سبيل المثال.مما يساعد على قيام تنشئة تسهم بتنمية قدرات الأفراد و احترام خصوصياتهم.
وقد ارتبط ظهور هدا النموذج بتطور نمط الإنتاج, بحيث انتقل المجتمع من نمط فلاحي تقليدي إلى مجتمع صناعي (ليبرالي).
و ادا كان المجتمع المغربي يعيش تحولات على مستويات عدة ,تتجلى في تزايد عدد السكان و ارتفاع نسبة المتعلمين,و تعدد القطاعات الإنتاجية ,تحول من مجتمع قروي إلى مجتمع يسير في اتجاه التحضر و انتشار الاستهلاك مع انتشار تدريجي للثقافة الفردانية.
فادا كان الأمر كدالك فأي نموذج من النموذجين السابقين للأسرة –الممتدة أو النووية –يعرفه المجتمع المغربي؟ أم أن الأسرة المغربية تشكل" نموذجا ثالث" ذي خاصيات متميزة ؟
الملاحظ أن المغرب يعيش " نموذجا ثالثا "يتسم بكونه يحتفظ ببعض سيمات الأسرة الممتدة في تعدد الأفراد ,الهيمنة النسبية لسلطة الأب ,تزايد اعتبار الزوجة ,تعدد الأنشطة الاقتصادية بمكونات هده الأسرة ,و استمرار سلوكات تقليدية ,مثلما تحمل سيمات الأسرة النووية ,من بينها تقلص عدد أفرادها ,ضعف هيمنة الأب.
و ادا كانت من الوظائف الأساسية للأسرة ,تحقيق الاستقرار النفسي لهم .فهل هدا "النموذج الثالث"للأسرة يقوم بهده الوظائف ؟أم انه يعيش أزمة تنعكس في ظواهر اجتماعية غير سوية ؟
ادا أخدنا جانب التنشئة الاجتماعية ,يبدو أن هدا النموذج من الأسرة "عاجز" عن أداء هده الوظيفة ,و يكفي الخروج إلى الشارع لنعاين :أطفال يعانون من أمراض نفسية ,قاصرون يمارسون الدعارة انتشار جريمة الأحداث ,ارتفاع نسبة تراجع التحصيل الدراسي ,انتشار استهلاك المخدرات بين الأطفال .تخلي الآباء عن أبنائهم ,ارتفاع نسبة الطلاق.انتشار ظاهرة العنف بين مكونات الأسرة,و كثيرا من الظواهر غير هده,مما يدل على أن الأسرة غير قادرة على تحقيق الاندماج لأفرادها.
فأي مستقبل لهده الأسرة المغربية؟ ادا ظلت على هده الأزمة التي سبق و إن اشرنا إلى بعض أعراضها,فستعرض مزيدا من التفكك,و بالتالي تعمق أزمتها.
و حتى تتجاوز الأسرة المغربية أزمتها, ينبغي العمل على التفكير في حماية الأسرة اقتصاديا ,حتى تضمن كرامة أفرادها,كما ينبغي على المدرسة مساعدة مؤسسة الأسرة على تنشئة أفرادها على مبادئ الاحترام و الحرية و المساواة .
هدى كرملي
باحثة في علم الاجتماع








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هدى كرملي - الأسرة المغربية أي نموذج وأي مستقبل؟