أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - تركيا والعبور من المضائق والبوابات الضيقة.














المزيد.....

تركيا والعبور من المضائق والبوابات الضيقة.


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتميز تركيا بموقع بجغرافي فريد على خريطة العالم، يربط بين قارتي أوروبا وآسيا عبر مضيق البوسفور والدردنيل، وتعتبر اسطنبول المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في كل من أوروبا وآسيا. لكن هذه الجغرافيا السياسية التركية ليست العنصر الوحيد الذي يميّز السياسة الخارجية التركية.

تركيا عضو هام جداً في حلف الأطلسي أو كما وصفها بريجينسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى: الدولة التي تشكل المرساة الجنوبية لحلف الأطلسي. وهي الدولة التي تمتلك علاقات شراكة وتعاون عسكري واقتصادي كبير مع إسرائيل. كما أنها ترتبط مع الاتحاد الأوروبي باتفاقيات شراكة استراتيجيه لم تؤهلها بعد لدخول الاتحاد من أوسع أبوابه الذي طال وقوفها أمامه، إلى درجة باتت تشعر معها تركيا بالإهانة القومية، لكن دون أن تعلن انصرافها عنه رسمياً.

ومنذ عام 2002 ، أي منذ استلام حزب العدالة والتنمية الحكم فيها، باتت تركيا تمثل نموذجاً فريداً لدولة ذات نظام علماني يحكمها حزب إسلامي معتدل يعلن تمسّكه بالنظام العلماني للدولة.
ومنذ ذلك الوقت أيضاً، بدأت تظهر معالم سياسة خارجية تركية جديدة تقوم على التوجه بخطى سياسية ودبلوماسية مكثفة نحو الشرق الأوسط عبر دبلوماسية سُمّيت بدبلوماسية الوساطة ، والاقتراب من الملفات الساخنة، وخصوصاً الملف الفلسطيني. بلغ هذا التوجه ذروته خلال العدوان الإسرائيلي على غزة قبل عام تقريباً، ولا يزال مستمراً من خلال دبلوماسية المشاركة البرلمانية والشعبية في قافلة المساعدات الإنسانية الأخيرة إلى غزة عبر معبر رفح، ودور الوساطة الذي لعبته في هذا المجال.

الدور الإقليمي التركي يلقى قبولاً يقارب الإجماع، من جانب الغالبية العظمى من الدول والقوى الإقليمية والدولية، وهو دور لا تحظى به أية دولة من دول الإقليم تقريباً. وهذا الدور مُرشّح لمزيد من التنامي في السنوات القادمة. لذا فإن تركيا المنطلقة من مصالحها القومية –وهذا من حقها بالطبع- سوف تسعى جاهدة لاستثمار هذا الدور وتوظيفه لخدمة هذه المصالح والملفات العالقة المرتبطة بها، وليس أوّلها إقناع الأوروبيين بقدرة تركيا على لعب أدوار دبلوماسية ناجحة ومكملة لدور الاتحاد الأوروبي، مما يعني تحسين فرص وشروط دخولها إليه، بل إن هنالك الكثير من ملفات المصالح التركية في مناطق أخرى، ترغب تركيا من خلال هذا الدور الشرق أوسطي المقبول الذي تلعبه، أن تثبت لحليفها الاستراتيجي الأساسي والأقوى عالميّاً،أي الولايات المتحدة الأمريكية، أنها قادرة ومؤهلة للعب أدوار مماثلة في تلك المناطق أيضاً. وهذه المناطق هي أفغانستان والعراق والقوقاز وقضايا النفط والغاز وإمداداتهما البالغة الأهمية.

ليس هذا تشكيكاً بالدور التركي، بل على العكس من ذلك، إن الدور التركي في المنطقة عموماً وفي الملف الفلسطيني خاصةً، مرغوب تماماً. وهو إذا ما قورن بالدور الإيراني، فإن له الأفضلية والقبول، لأسباب عديدة. فتركيا على الأقل، تحاول العبور بدبلوماسيتها الذكية عبر معبر رفح دون أن تنحاز لطرف فلسطيني ضد طرف آخر كما تفعل إيران.. لكنها محاولة لقراءة الأدوار السياسية للدول بلغة المصالح وليس العواطف والخطاب الشعبوي.

السياسة الخارجية التركية ديناميكية وبراغماتية جداً، اعتادت وأتقنت العبور عبر مضائق فرضتها وقائع الجغرافيا الفريدة،ووقائع السياسات الأوروبية العنيدة تجاهها. لكن ما يهمنا نحن الفلسطينيين أن نسأل أنفسنا، أمام تنامي الدوريين الإقليميين التركي والإيراني،حيث يتصرف كل منهما وفقاً لمصالحه القومية، لماذا لا ندخل معاً من أوسع أبوابنا نحن ،ألا وهو باب المصالحة الفلسطينية، بدلاً من الدخول عبر بوابات الآخرين أو إدخالهم عبر بواباتنا الضيقة؟
سؤال برسم حركة حماس التي لا زالت ترفض الدخول عبر الباب الواسع: باب المصالحة.





#رائد_الدبس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - تركيا والعبور من المضائق والبوابات الضيقة.