دنيا العسال
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 02:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يمكن القول أن العالم قد أمسى في رحاب الإعلام والاتصال التي أصبحت موجهة ومؤطرة لفعاليته وتوجهاته، إنه عالم السرعة والاستهلاك بامتياز. فكل شيء نابع من الإعلام وعائد إليه، كل شيء أصبح يقدم جاهزا دون تعب. فيا لخطورة الأمر ! والمسألة المهمة هنا هي أنتنا واعون بذلك لكننا تعودنا على الاستهلاك وأصبح من الصعب الإنتاج فقيدنا بنظامه وصار ممتلكا لعقولنا وتوجهاتنا وخاصة لعقول الأطفال وهنا سيسهل عليه وضع ثقافة ونظرا للتطور السريع الذي تعرفه هذه الأخيرة فقد أصبح من المستحيل عودة زمن التفكير والإنتاج في ظل الاكتساح الشاسع للشبكة العنكبوتية (الإنترنت) التي تحمل في طياتها الكون بكامله وتعمل على ترسيخ قيم وأفكار ذات اتجاه سلبي وإيجابي في نفس الوقت والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هي آثار الإنترنت على فئة الأطفال وخاصة في المشوار الدراسي؟
لقد جلبت هذه التقنية الرقمية معها العديد من المزايا للأطفال لكن في نفس الوقت جاءت حاملة لمخاطر ومساوئ تحت المجهر شملت جوانب عديدة أخطرها الجانب الذهني، حيث نلاحظ انتشار الخمول والكسل.وكيف لا وكل شيء يقدم في طبق من فضة. فالعقل أصبح غير قادر على الإنتاج والتفكير حتى؛ نظرا لكونه أصبح مدمنا على الجاهز، كما أدت الشبكة العنكبوتية إلى انتشار العنف المدرسي في صفوف التلاميذ،نظرا للاستعمالات السلبية له من خال زيارة هذه الأخيرة لمواقع جد خطيرة يعجز اللسان عن نطقها. كما كان لها آثار على الجانب النفسي لهذه الفئة. فكم أصبحوا متعصبين بطبعهم ومضطربين. والجانب الأخطر كذلك هو المتعلق بالصحة فكثرة الجلوس أمام هذا الوارد الجديد يؤدي إلى مخاطر يصعب علاجها وترميمها كل هذا يحصل في ظل غياب المراقبة الأسرية لكن هذا لا يعني انه ليس للإنترنت إيجابيات، بل بالعكس فله دور كبير في توسيع نطاق المعرفة فقط يجب حسن استعماله في ظل التدفق المهول للمعلومات ومن طرف وسائل الإعلام والاتصال.
وخلاصة القول، على المجتمع بكامله مراقبة هذه الفئة وزيادة حصص التوعية، لأنهم هم أجيال المستقبل وهم من سيرفعون مشعل المعرفة. إذن فكيف لهم ذلك وعائق بهذه الخطورة ينتظرهم؟
بقلم : الطالبة دنيا العسال
#دنيا_العسال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟