أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اميمة الشراط - ماوراء هجرة الشباب في مجتمعنا -الهروب من الحال بحثا عن المحال-














المزيد.....

ماوراء هجرة الشباب في مجتمعنا -الهروب من الحال بحثا عن المحال-


اميمة الشراط

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 16:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في ظل مجتمعنا المغربي تنطرح ظاهرة الهجرة بوتيرة من التفاقم والعمق مثلها في ذلك مثل الانتشار الفيروسي السريع, فقد غدت هذه الظاهرة تشكل لدى مكتنفيها الحل الاسمى والارحم لتخطي المعضلات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي اصبحت تتوسط حياتهم المرة ونلحظ بهذا الصدد ان فئة الشباب النشبطة هي الاكثر باصمة الايدي في علم هذه الظاهرة, لاسيما ان المرحلة التي تحوط حياتها تعرف نوعا من الااستقرار ونمو سريع في الوتر النفسي والفكري امر اول ,وتغير النظرة الى الحياة امر تان ,هذا مايستدعي تقلبها وتاترها باية عاصفة جارفة تمر عليها سواء المادية منها او المعنوية فاقل تخلخل على مستوى البنية الاسرية يجعلها فئة بلا مسار محدد تنحو نحو اتجاه مجهول. اذ ان معظم الحالات من هذه الزمرة ترغب في تحقيق مسيرة حياتها واهدافها في جزيرة من الاحلام, فتصطدم عند اول الطريق بعتبة الفقر التي تحول بينها وبين تحقيقه باعتبار الفقر هو البؤرة الاولى والارهاص المبدئي الداعي للتفكير في الهجرة ,بالاضافة الى العطالة والبطالة التي امست تنكس الوضع الاجتماعي والاقتصادي وحتى التربوي لدى الشباب لتتجسد احيانا في شتى انواع الانحراف والتدهور الخلقي .اد نجد ان هؤلاء الذين اختاروا عبور الطريق المظلم يهرعون من الوضع المزري الذي لا يحقق حتى الكفاف بتمثيله الحد الادنى للعيش الكريم ,ويتجرعون مرارة الاقصاء الاجتماعي من طرف المسؤولين الذين لايوفرون لهم الفرص العملية ناهيك عن الذين يحملون الشهدات والديبلومات الوطنية ولازالوا عالة على عائلتهم لا هم من لدن مكتسبي حرفة تسترهم من الجوع والاضمحلال المادي ولا هم بوظيفة تليق بمستواهم .هذا ما يجعلهم مرغمون للاصطدام بالواقع المر فتتحول كل افكارهم الشبابية النشيطة المشحونة بالاوهام من الرفاهية و الزهد وتحقيق مكانة في المجتمع ويتبخر الحلم بتاسيس عش زوجي يتخلله الاستقرار والاستمرارية وتنذتر الاحلام المبصومة في دهنهم لتتجسد في نبضات الياس والاحباط والرغبة في الهروب والاختفاء ,فيفضلون بذلك انتعال قوارب الموت بدلا من العيش الدنيئ في بلد انفصم عن ابنائه واستغنى عن رحيقهم وجعلهم يعيشون اليتم الحقيقي فكيف يعيشون في احضان ام لم تعد ترغب بهم حتى غرباء ?وابواب الغرباء ذاتها مفتوحة تقدم لهم فرصها الذهبية فوق طبق من ذهب .بيد انهم عندما يخوضون تجربة الهجرة هاته الى بلدان اخرى يرتون بذلك انفسهم عندما يجدون ان كل الفرص الاحتمالية وكل ما كان يروى من تجارب خيالية عاشها اصدقائهم من الزهد والرفاهية امست كادبة ومصنوعة رمت بهم لفقدان حنين الام والكرامة والقيمة الانسانية ليعيشوا تحت انقاض المعاملة السيئة والعذاب الذي يتلقونه من طرف الاجانب, بالاضافة الى اندثار الطموحات العملية.كل هذا وشبابنا لايزال يطمح للرتاء بنفسه وتعزيتها قبل الموت ,ويفضل ان يبقى يتيما هاربا من الحال الذي بامكانه اصلاحه للسعي وراء محال يستحيل تحقيقه. فيا شباب المغرب انزعوا قناع الوهم عنكم وناضلوا للعيش الكريم بعيدا عن جمرات الذل والاحتقار. فاين الشباب من كل هذا ,اين الوعي والمستوى الفكري المحض? فكفاكم من التحليق وراء المحال و عيشوا الحال بعيدا عن الاضمحلال.

بقلم الباحثة الفلسفية اميمة الشراط






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اميمة الشراط - ماوراء هجرة الشباب في مجتمعنا -الهروب من الحال بحثا عن المحال-