أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو زيد حموضة - سلطة اللغة ولغة السلطة تأملات في شعر محمود درويش .. د.عادل الاسطة














المزيد.....

سلطة اللغة ولغة السلطة تأملات في شعر محمود درويش .. د.عادل الاسطة


أبو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


في حفل مهيب ضم الملوك والزعماء سأَل رجل الشر تيمورلنك، بكل غرور، الشاعر العبقري كرماني:
- يا كرماني، بكم تشتريني لو عرضت في سوق البيع؟
- فأجابه قائلا: بخمسة وعشرين دينارا.
- قال تيمورلنك في كثير من الدهش: ولكن حزامي وحده يساوي هذه القيمة!
- فأجابه الشاعر: إنما كنت أفكر بحزامك وحده، لأنك أنت نفسك لا تساوي فلسا واحدا!
كذلك أجاب الشاعر، صديق الحق، الطاغية، رافعا مجده فوق مجد ملك الملوك ومحابيه.
فالكلمات مواقف، والتاريخ حدثنا عن الكثير ممن جمعوا بين أقوالهم وأفعالهم ومن هنا استمدوا عظمتهم، فغدوا أسوة المثقف الذي يرج اليقين ويحرك الآسن ليعطي للحياة طعما جديدا. في ذات السياق وضمن سلسلة نشاطاته الأسبوعية أقام المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير ) جلسة ثقافية بعنوان: سلطة اللغة ولغة السلطة: تأملات في شعر محمود درويش. ألقاها د. عادل الأسطة المحاضر في كلية الآداب بجامعة النجاح الوطنية. وأدارها د. عبد العزيز أحمد الذي عّرف اللغة بأنها تاريخ ثمار عقول أبناء أي امة ونتاج قرائحهم ودليل أخلاقها ومرآة آدابها وسائر أحوالها، وربط أهمية اللغة بتاريخ الأمة من الوجهة الأدبية والعلمية والإبداعية والثقافية. معتبرا اللغة سلطة بحد ذاتها، فإما أن تكون أداة للتغيير وإما للسطوة والهيمنة. فاللغة لها حروفها وكلماتها واستعاراتها ومختبرها كما، للسياسة أجهزتها وجيوشها ومطبخها. لكن من يُحفر في وجدان الشعب والتاريخ، الشاعر أم السياسي؟ ومن يشهر من عبر مسيرة التاريخ ؟ المتنبي ام سيف الدولة ؟ وهل يقل الشاعر عن القائد السياسي والخطيب في نظر الأمة ؟
ثم تساءل د.عبد العزيز هل للصمت سلطة أيضا؟ مستشهدا بمقولة الشاعر التركي العظيم، شاعر الإنسانية ناظم حكمت: أجمل الكلمات التي لم نقلها بعد! وبمقولة لأديب الثورة غسان كنفاني: الكلمة البندقية! وأنهى الكلام بكلمة لسماح إدريس رئيس تحرير مجلة الآداب البيروتية:سأظل أنشر وأكتب لأني مازلت أومن بدور الكلمة في مواجهة أعداء الحرية؛ كالعسكر، ورأس المال، والناطقين باسم الدين.
المتحدث الرئيس، د. عادل الأسطة المحاضر في كلية الآداب بجامعة النجاح الوطنية ، أقر بان درويش له سلطة من خلال شعره، مستشهدا بمقولته أنه لا يقل عن أي زعيم سياسي لطباعته 22 ديوانا شعريا ، ثم أشار إلى أن الدارسين اعتبروا أبو الطيب المتنبي أهم من سيف الدولة لأنه ترك أثرا أكثر من سيف الدولة، ولأننا نقرا ونحفظ شعر الشاعر المتنبي ولا ندرس السياسي إلا لماما أو عندما ندرس حياة الشاعر . ثم أتى المحاضر الأسطة على خطاب درويش الشعري المبكر، يوم كان في الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( ركاح ) قبل أن يتركه ويغادر الأرض المحتلة في العام 1970 إلى مصر فلبنان فالمنافي المتعددة. وقد تساءل المحاضر إن كان درويش في حينه يصوغ خطاب الحزب شعرا، ما يعني أن درويش لم يكن ذا سلطة قدر ما كان خاضعا لها – أي إلى سلطة الحزب. وأشار إلى أن شعراء الحزب في حينه كانوا يكتبون قصائد متشابهه ، لأن أشعارهم كانت تمتح من منبع فكري واحد، غالبا ما كانت أفكار الحزب مرجعية لهم، وهذا ما لم ينكره درويش في اللقاءات اللاحقة التي أجريت معه. لكن ُجل قصائد الشاعر وهو في الحزب تركت فعلها في القراء العرب وخاصة > أحمد العربي خذوا موتاكم وانصرفوا يغتالني النقاد أحيانا <
ثم رأى المحاضر أن الشاعر في أخر قصائده ( لاعب النرد ) نزل عن عليائه إلى مصاف العادي من الناس فخاطبهم:
أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
من أهم الأسئلة التي سئلت من الحضور، تأثير الشعر المباشر والغنائي والشعبي في انتشار الشاعر؟ هل تناقض موقف الشاعر في القضايا العامة يؤثر على سلطة اللغة ؟ هل الشعر الرمزي هو هروب من قول الحقيقة للجماهير أم نوع من اللغة الإبداعية؟ وهل نقطة ضعف درويش في تأثره السريع بما يقرأ؟
ختاما، الفيلسوف اليوناني أفلاطون يعرف الشاعر بكائن أثيري مقدس ذي جناحين لا يمكن أن يبتكر قبل أن يُلهم فيفقد صوابه وعقله، أما الشاعر العربي القديم فيرجع حالة الإلهام والإبداع إلى الجن، لكن شاعر فلسطين العظيم الذي يؤمن إيمانا مطلقا بالمستقبل > لنذهب إلى غدنا واثقين بصدق الخيال ومعجزة العشب > لم تأته حالة الإلهام إلا من جُرح شعبه وعدالة قضيته وصور الجرائم التي ارتكبها الاحتلال،وتمزق الأرض والهوية بعد احتراب الأخوة مما أفقده صوابه وعقله ومن هنا كان مصدر إبداعه الإنساني والكوني.
عن الإعلام في المنتدى التنويري
أبو زيد حموضة
فلسطين نابلس
13/2/2009



#أبو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات ... بقلم المربي علي خليل حمد**
- المنتدى التنويري في نابلس يستضيف الطفلة الشاعرة والكاتبة ياس ...


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو زيد حموضة - سلطة اللغة ولغة السلطة تأملات في شعر محمود درويش .. د.عادل الاسطة