أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - لا أكراه في الدين














المزيد.....

لا أكراه في الدين


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 15:55
المحور: الادب والفن
    




صديقي يان أو( جان) في الانكليزية ,من الأطباء المشهورين في مجال اختصاصه ,صداقتنا بدأت بعد رحيلي واستقراري في مدينة براتسلافا في جمهورية سلوفاكيا عام 1985.
بحكم عمله في الفترة الأخير انتقل الى مدينة في شرق سلوفاكيا تبعد عن مكان إقامتي أربع ساعات سفر في السيارة. ومع ذلك فنحن نلتقي عادة مرة كل شهر أو شهرين.
في زيارته الأخيرة لي ,لاحظت تغيراً على حالته النفسية ,كان يحاورني بشيء من العصبية .تركته على حريته ,ولكني كنت أشعر أنه سيصرح لي حول ما يقلقه أو يزعجه .. أو أنه سيفاجئني بخبر محزن... .لم يطل انتظاري ...حتى صرح لي أنه حزين لدرجة لا توصف. سألته خيراً إن شاء الله . أجابني بصوت مرتجف يا صديقي :
"أنا مضطر لاعتناق الإسلام"
استغربت قائلاً : لم أسمع قبل اليوم أن أحداً يعتنق الإسلام رغماً عنه.
أجابني ....أنت تجهل التاريخ على ما يبدوا ,أنت تجهل أن أجداد المسلمين ,معظهم اعتنقوا الإسلام تحت تهديد السيف أو الجزية .
ضحكت وكنت لا أريد الدخول في نقاش حول الفتوحات ,والغزوات الإسلامية . وأخبرته بقولي : يا صديقي ...ذاك زمان مضى وولى ,وهم يتحملون وزر تلك الفتوحات وما جرى فيها...نحن أبناء اليوم وسوف نحمل أوزار عصرنا الذي نعيشه.لكن أخبرني بالله عليك ...
أي مسلم رفع سيفه عليك حتى تعتنق الإسلام بالإكراه.
المشكلة ليست مشكلة سيف ...ويا ليته رفع أحدهم سيفاً بوجهي ,لكنت نافقت وتظاهرت بأني مسلم لكي أحمي رأسي مرة واحدة فقط من القطع.
المشكلة يا عزيزي ,أنني أحببت فتاة مسلمة ,وصار حبي لها يملك علي كل وجودي وكياني ,ولا أستطيع تصور العيش بدونها .فتاة رقيقة القلب ,جمالها مزيج من جما ل الشرق والغرب .حضورها وكأنها باقة ورد جورية تنشر العطر والجمال على من حولها. صمت ... حزيناً...... واضعاً يديه على وجهه ,حتى ظننت أنه يجهش بالبكاء.
سألته أين المشكلة إذن ...أجابني ...أبوها فرض علي الإسلام إذا رغبت بالزواج منها. بسيطة إذن... أجبته وأنا أضحك المشكلة محلولة ...لكن ..هل تعلم كيف تصبح مسلماً؟..
أجابني :
أخبرني والدها أنه على أن أغتسل وأتوضأ ,وعلى يدي شيخ المسجد أُعلن على الملأ أنه لا إله إلا الله ,وأن محمداً رسول الله ...وأخبرني والدها أيضاً أنه ,ولكوني صديق ابنته التي يحبها كثيراً, فقد أعفاني من موضوع الختان.... لم أتمالك نفسي وصرت اضحك كالمجنون...وأنا أردد ما شاء الله على كرم الوالد.
سألته وهل لديك مشكلة في انجاز هذا الحدث العظيم ؟ أجاب بالطبع ...كيف أعتنق ديناً وأنا لا أعرف عنه إلا ما اسمعه من وسائل الأعلام ...ألا يكفي أن أردد أن لا إله إلا الله ...أنا علماني أوربي , أؤمن بالله .وهي علمانية ولدت في أوربا لأب مسلم وأم مسلمة , تعيش وتعمل اً في نفس المستشفى أيضاً التي أعمل فيها ...نحن متفقون أنا وهي على أن الدين قضية شخصية ,لا مانع عندي أن تكون زوجتي مسلمة أو هندوسية أو بوذية ,المهم الاتفاق على منظومة الأخلاق التي سنعيش تحت خيمتها ونربي الأولاد عليها ...والأولاد أحرار فيما سيعتنقون من دين ...لا أدري لماذا هذا الإكراه.
كيف لي أن أنافق وأعلن إسلامي مُكرهاً .... فقط لأني أُحب فتاة مسلمة. هل يعقل ذلك أن أبدأ حياتي الزوجية التي هي أهم عقد مقدس ما بين الزوج والزوجة بالنفاق .أنا لم أحبها لأنها مسلمة ,أحببت فيها إنسانيتها وأخلاقها ,وهي لم تحبني لأنني مسيحي ,بل أحبت فيَ كوني رجلاً صادقاً ومخلصاً في حبي لها....ثم تابع حديثه قائلاً : معك كل الحق استطيع أن أذهب الى المسجد يوم الجمعة لأعلن ما يريد أبوها المحترم ...بدون قناعة داخلية ... كيف سأتصرف مستقبلاً ....و بفعلي هذا أأضحك عليهم أم أنني أضحك على الله معاذ الله. ...وتابع حديثه قائلاً: تصور أن أختها التي تكبرها تزوجت من شاب أوربي أصوله إسلامية ,ملحد لا يؤمن لا بالمسيح ولا بمحمد ولا حتى بالله .ومع ذلك لم يطلب منه الأب أن يعلن إسلامه.
هل لك أن تعطيني تفسيراً لذلك ؟
ودعني ....ولم أستطع أن أعطيه أي تفسير منطقي أقتنع به أنا في المقام الأول!!!!!!!



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - لا أكراه في الدين