أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - مليارات القلق














المزيد.....

مليارات القلق


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت في عدد سابق عما يمكن تسميته بسباق تسلح مقلق في منطقة المغرب العربي , و طبيعي أن هكذا سباق سيكون بالضرورة مقلقا , فأين يوجد السلاح يوجد القلق , وكلما تكدس هذا السلاح تكدس معه القلق , وما يزيد من هذا هي الاحصائيات الدولية المتواترة التي ترصد مسار هذا النوع من السباق وهي احصائيات محايدة تصدر عن مراكز دراسات وأبحاث متخصصة , ولعل آخر تلك التي جعلت معهد البحث الإستراتيجي الدولي في بروكسل قبل أيام يضع المغرب في المرتبة الثالثة ضمن أقوى عشرة جيوش في القارة الأفريقية قافزة ثلاثة مراتب الى الأمام في عام واحد أنفقت خلاله أكثر من ملياري وثلاثمائة مليون دولارحسب تقرير المعهد نفسه لتلاحق الجزائر التي صنفت في احصاء سابق ثاني هذه الجيوش .. على الجانب الآخر من المنطقة العربية ثمة سباق تسلح مواز أبطاله دول الخليج العربي ، اذ تشير احصائيات الى أن المملكة السعودية انفقت وحدها على السلاح ما يقرب من 36 مليار دولار خلال عام 2008 فيما تصدرت قائمة الدول المستوردة للسلاح الأمريكي في عام‏2009‏ بمبلغ‏7.9‏ مليار دولار , بينما تقدر الاحصائيات ذاتها أن نسبة الانفاق على التسلح في دول الخليج مجتمعة بـ 17% من الانفاق العالمي , قد تجد هذه الدول من الأسباب السيادية ما يكفي لتبرير هذا الاندفاع نحو التسلح ، وقد يذهب المحللون الى الاجماع على أن المبرر الرئيس هو هاجس (الخطر الايراني) كما يسوق له الغرب ويجد صداه في المنطقة , لكن المؤكد أن عشرات المليارات نصرف سنويا في هذه المنطقة تحت بند شراء السلاح وأن المنطقة نفسها قد تتحول الى مستودع للسلاح اذا ما استمر سير الأمور في هذا الاتجاه ..
كانت الدول العربية أنفقت خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي أكثر من 1000 مليار دولار على التسلح والمؤسسات العسكرية ، بما في ذلك الأوجه السرية للإنفاق العسكري ، وهو ما يعادل كما يشير باحثون ثلاثة أضعاف جملة الإنفاق العسكري للدول الرئيسية المجاورة للوطن العربي ( تركيا ، إيران ، إثيوبيا ) وهو أمر عجيب وغريب ومحير ويجبر المرء على استحضار عدد غير محدد من علامات الاستفهام والتعجب عند أي محاولة تحليلية لنمط التفكير ومكانة العقل في النظام العربي القائم ودرجة خضوع مسلك القائمين عليه للمنطق .. ألف مليار دولار تنفق في عشرين عاماً نصف المدة التي تمكنت فيها كل من ألمانيا واليابان من بناء قوة اقتصادية عظمى بعد أن خرجتا مدمرتين تماماً عقب الحرب العالمية الثانية من أجل ماذا ؟ للحرب .. لصد العدو ، كيف وهم إذا جاءت الحرب لا يحاربون .. ألف مليار دولار وفي النهاية لم يعد العدو عدواً وما قامت حرب أو تحررت أرض, وكل الحروب كانت هي حرب العدو علينا .. ألف مليار دولار لو قسمناها على عشرين دولة عربية لكان نصيب كل منها 50 ملياراً بما يعادل 5ر2 مليار دولار في العام الواحد لكل دولة في وطن ماؤه وغذاؤه في أيدي الآخرين ويرزح بلدانه تحت ثقل 200 مليار دولار من الديون الخارجية وتستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الحبوب وأكثر من 93% من الزيوت الحيوانية والنباتية ويعيش بين سكانها 61 مليون أمي ويحرم فيها 8 ملايين طفل من الدراسة ، وإذا أضفنا .. أن الاحتياجات الغذائية لتلك البلدان بلغت حتى العام الحالي 600 مليون هكتار فقط من أصل 200 مليون هكتار قابلة للزراعة ، ترى ماذا كانت ستفعل الـ 1000 مليار دولار لو صرف نصفها فقط على برامج تنموية استثمرت الأرض والإنسان واهتمت بهذا المخلوق البائس الذي يسمى " المواطن العربي " بالرفع من مستواه المعيشي وتوفير السبل أمامه ليعطي ويبدع في جو تضمن فيه كافة حقوقه الإنسانية .. كم من مستشفيات كان يمكن أن تبنى ، كم من المصانع يمكن أن تشيد .. كم من الطرق ومن السكك الحديدية كان يمكن أن تنشأ لتربط بين مدن وقرى هذا الوطن .. كم من البحوث العلمية كان يمكن أن تنجز .. وكم سيبقى في الوطن من أميين .. وهل كانت ستبقى ديون ؟ .. هذا هو الاتجاه الذي كان جديراً ولو بنصف ذلك الإنفاق الخرافي ،.. ألف مليار دولار هي في الأصل حق وملك للمواطن العربي لكن لابطاله منها درهم واحد وعليه أن يتحمل في النهاية الخسارة تخلفاً وديوناً واستسلاماً لشروط صندوق النقد الدولي ، ورفع أسعار الخبز بل كل الأسعار ، ما عدا سعره هو بالطبع.
---------------------------------
الإحصائيات الواردة في المقال مصدرها :
- الاتحاد العام للغرف العربية للتجارة والصناعة والزراعة
- صندوق النقد العربـي
- منظمة التربية والعلوم والثقافة
- البنك الدولي
- تقاريرمعاهد أبحاث





#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-
- قصة قصيرة :الأجندة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح ...
- مراسل RT: الهلال الأحمر العراقي جهز 4 فرق بحث وإنقاذ لإرساله ...
- روغوف: القوات الروسية تخترق الدفاعات الأوكرانية وتتقدم في مق ...
- مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي بعد صراع الجولة الأخيرة م ...
- ++ تغطية مباشرة لسقوط مروحية رئاسية إيرانية ومصير رئيسي ++
- مسؤول مصري: تحسن العلاقات يقفز بأرقام السياحة التركية إلى مص ...
- المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: لا توجد أي أنباء جديدة عن مر ...
- الولايات المتحدة تتابع التقارير حول -الهبوط الاضطراري- لمروح ...
- رئيس أذربيجان: أشعر بقلق بالغ حيال حادثة مروحية الرئيس الاير ...
- رئيس باكستان: نشعر بالقلق من أنباء حادث مروحية الرئيس الإيرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - مليارات القلق