الخلافات الزوجية

سميرة التاقي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تعتبر الحلاتفات الزوجية هي خلافات ملح الحياة الزوجية كما يقال ومعظم خلافات هذا العصر تضل خلافات بسيطة تؤدي إلى أزمات وتزيد من تباعد الزواج وتجعلهم يعيشون كأغراب في بيت واحد، مع ذلك يمكن لهذه الخلافات أن تكون فرضة لتقريب المسافات بين الأزواج وتوطيد علاقتهم أكثر، لأن أهم شيء يجعل الحياة الزوجية هادئة ومطمإنة هي الثقة المتبادلة بين الزوجين لأن الثقة الزوجية هي رمز للوفاء والإخلاص بين الزوجين، فبمجرد عدم الثقة بينهما يؤدي هذا إلى فشل العلاقة الزوجية. فغالبا تكون هذه الخلافات حول حق ما، إما حق الزوج أو الزوجة، أو تشبث كل واحد برأيه حول هذا الحق وهذا ما يؤدي إلى نزاع بين الزوجين وهذا النزاع يفضي إلى نتائج سلبية أحيانا حسب موضوع الخلاف، فإذا كان بسيطا يمكن تجاوزه، اما إذا زاد عن حده فهذا يؤدي إلى فشل كبير بين الزوج والزوجة، ولتفادي هذه الخلافات يجب على الزوجين أن يتحلوا بميزة التفاوض والمرونة.
ولهذا فيجب على الزوجين أن يحلا خلافاتهما بمفردهما دون تدخل أطراف أخرى تربكهم لأن بمجرد تدخل أحد أفراد العائلة أو آخر تزداد حدة الخلاف وهذا ما يؤدي بهما إلى عدم إيجاد حل لهذا الخلاف، فعلى كل زوج و زوجة أن يحلا خلافاتهما بمفردهما في جو هادئ دون تدخل طرف آخر، وذلك من أجل إيجاد وتفسير نوع الخلاف بينهما، فمعظم الأزواج لا يعرفون موضوع الخلاف بينهما، وهنا نرى غياب الوعي سواء على الزوجة أو الزوج، وهذا أكبر خطأ يرتكبونه، وهذه المسألة تعود إليهما معا، لأنهما لا يدركان مستوى الخلاف الذي وصلا إليه وخاصة الزوج لأن الزوجة تكون معظم الأحيان في موقف ضعف مقارنة مع الزوج، كما تدخل مسألة اخرى هنا وهي المستوى الثقافي لدى كل منهما. وأما الحالة التي يكون فيها الوعي حاضرا هي حالة إيجابية، وهنا يمون الخلاف بسيطا، لأن كل من الزوجين يكشف عن مسألة الخلاف، لأنها الخطوة الأولى في حل المشكل المتعلق بينهما، وهذا ما تحتاجه العلاقة الزوجية من جهة، ومن جهة أخرى، مسألة التفاهم بين الزوجين لأن التفاهم ؤدي إلى حوار يرضي كل واحد منهما.
ولهذا فعلى كل زوج وكل زوجة أن يراجع سلوكه وأن يكون في لحظة وعي لتفادي الخلاف القائم بينهما، ومن هنا يعاد بناء العلاقة على أسس أمثن، طبعا هذا في وجود مشاعر مشتركة وتواضل سليم بين الزوجين. ولأن العلاقة الزوجية تنجح إذا نجحنا في بعث المياه الصافية في شرايينها وتنجح أيضا إذا زرعناها في أرض تعشق المياه وتنتج الثمر وتحول اليابس إلى الأخضر.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل