أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أكوراي سلوى - الواقع المغربي














المزيد.....

الواقع المغربي


أكوراي سلوى

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الموضوع ليس بالهين فأغلبية المغاربة فقراء، إما معدومين أو فقراء مستورين أو فقراء منافقين يظهرون عكس حقيقتهم. وأغلبية المغاربة بالكاد يستطيعون توفير ضروريات الحياة، من مأكل ومشرب وتسديد فواتير الماء والكهرباء، فحقيقة الأمر أننا لازلنا نقاوم غلاء المعيشة المتزايد. أناس يجتهدون في التكنولوجيا الحديثة والابتكارات الخارقة ...ونحن لازلنا نقاوم كل من السلع المهربة، النفايات، الفيضانات، حوادث السير، المتسولون، الهذر المدرسي، إنفلوانزا الطيور، إنفلوانزا الخنازير، ومواد انتهت صلاحيتها ومازالت تلبي حاجة ذوي الدخل المحدود.
فالفقير محروم من العيش الكريم، حالته متدهورة، لا ينظر إليه سوى فترة الانتخابات.
ولا ننسى المساعدات التي تأتي لتعطى للفقراء والمساكين أصبحت الآن تعطي فقط للمقربين والمرضى عنهم، فأغلب المغاربة هم رهائن هذه الدوامة التي لا تمكنهم من الحصول على المال، وحتى إذا حصلوا عليه تسترجعه المستحقات الضريبية وغلاء المعيشة بأسرع ما يكون.
وبين كل هذا ظهرت نخبة متخصصة في نهب جيوب العباد بالدجل والاحتيال والميسر والعروض عبر وسائل الإعلام، المسكين تائه بين ما يسمع ويشاهد من خلال الإشهار الكاذب. غير أن الملفت هو أو لا شك الباعة في الأسواق كل واحد ينادي أن منتوجه يشفي كل الأمراض، أمر لا يصدقه العقل. إذا كان كذلك فما الداعي لزيارة الطبيب، وبهذا فالفقير دائم البحث عن الشفاء، أيذهب عند الطبيب الذي لا يرحم مصاريفه والأدوية مرتفعة التكاليف وتقتصر على الأغنياء فقط، أم يذهب عند العطار ويشتري أعشاب طبيعية مثل "المخايتزة" "الزعتر" "الحبة السوداء" إلخ. كلها مظاهر فقر تبدو واضحة على بقاع مغربنا العتيق. فإلى ماذا يعزى هذا؟ أهي مسؤولية الدولة؟ أم دوامة جهل لازال يتخبط فيها المغاربة يتخبطون فيها؟
يبدو أن المغرب هو بلد مهم من حيث موقعه وثرواته الطبيعية والبحرية، لكن المشكل المطروح هو أين تشغل هذه الخيرات؟ لا بد أن المسؤول أعني من يملكون زمام الأمور بهذا البلد هم من يخالفون الأوامر الملكية، ليكتفوا بحصة الميزانيات لصالح أسرتهم مما يتولد عنه تصنيف على باقي أفراد الشعب المهضومة حقوقهم، فإذا بنا نرى عدم الاهتمام بالتنمية البشرية على جميع مستوياتها، مما يساهم في خلق فوارق يمكن اعتبارها طبقاتية داخل المجتمع المغربي، فالدولة المغربية دولة وفية لشعبها، لكن هل هذا الشعب يبادلها نفس الشعور؟ وبتحويل وجهة نظرنا إلى المواطنين يتضح لنا جهل معظم هذه الفئة، هذا الجهل الذي لا يخول لهم التمس بحقوقه. ومثال ذلك هو عملية الانتخابات، حيث نرى أن معظم الناس يهتفون ويذكرون محاسن مرشح ما، رغبة في فوزه، لكن هل هم متيقنون أن ذلك الشخص لن يخون ثقتهم؟ هذا ما يبدو غريبا وغير واضح. فكيف أصوت على احد رغم أنني اعلم أنه سيستفيد لوحده إن تم نجاحه واشتغاله في منصب ما.
ولا ننس أيضا أن المواطن المغري هو مواطن مستهلك بالدرجة الأولى، أي أن الإبداع أو الابتكار لا مجال له في عقل هذا المواطن، فمثلا لنفترض أن الغرب قد توقف عن تصدير مستلزمات ما، فكيف سيتمكن الشعب من توفيرها أو إذا ما اعتبرنا طوماس أديسون مخترع الكهرباء قد احتفظ بمصابيحه داخل جدران غرفته فهل بإمكاننا أن نضير على أنفسنا، وهل بإمكاننا أن نستعمل التكنولوجيا الحديثة، فلولا الغيرية لما وصلنا إلى هاته المكانة داخل العالم.
فحالت الواقع المغربي هو خطأ مشترك يجب التسليم به، ليبقى سؤالنا النقدي مفتوحا على بوابة كل مسؤول وكل مواطن. فهل سيظل وضعنا الراهن على هذا الحال؟ ألن نرقى إلى المستوى المطلوب داخل هذا الكوكب الأزرق؟
بقلم: الطالبة الباحثة، أكواري سلوى








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -آمل أن أعيش لأكثر من 130 عامًا-.. احتفالات بعيد ميلاد الدال ...
- مصر.. أحمد الرافعي يثير قلق زوجته وأشرف زكي يوضح ملابسات -اخ ...
- وفدان مصري وإسرائيلي يتوجهان إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن ...
- شاهد.. خندق إسرائيلي يقطع شريان حياة قرية فلسطينية بالخليل
- دكتور سترينجلوف وتخفي الجنون في ثوب -الإستراتيجية-
- بالصور.. حرائق وفيضانات في العالم تخلف عشرات القتلى
- تخيفها الألعاب النارية.. شاهد ما يفعله خبراء مع الحيوانات لت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن والحوثيون ...
- -ثأر الله من بني أمية-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بتدوينة في ...
- منصة رقمية لدعم المصممين في تحقيق الاستدامة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أكوراي سلوى - الواقع المغربي