أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي بيراند - قد يكون هذا صحيحاً














المزيد.....

قد يكون هذا صحيحاً


محمد علي بيراند

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 15:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا أتفق في الرأي مع وزير الخارجية داود أوغلو. البطريرك محق. فالدولة، بتجاهلها لمؤسسة تركية طوال 38 عاماً، لم تتمكّن من الوفاء بوعدها وصلبت البطريرك.
لا أقصد الإهانة، لكن ثقافة الصلب موجودة في دولتنا. ولم تُطبِّقها الدولة على البطريركية وحسب إنما أيضاً على مواطنيها ومؤسساتها، وما زالت تفعل ذلك.
لمن لا يعرفون، بطريرك الروم الأرثوذكس برتلماوس هو قائد يتبعه ملايين الروم الأرثوذكس من مختلف أنحاء العالم، وهو بطريرك ذو مكانة دولية في قلب بلد مسلم. ونحن الذين يُفترَض بنا أن نعتزّ بالأمر، نقلّل من شأنه عبر اعتباره بطريركاً مقره منطقة الفنار في اسطنبول.
وكأننا أصحاب الرأي والقرار. فحتى لو لم نكن نقبل وجوده المسكوني، برتلماوس هو من أهم المسؤولين الدينيين في اسطنبول. تأثيره الدولي كبير جداً ويستطيع الوصول على الفور إلى أي شخص يريد أن يصل إليه. إنه قائد يقف ملايين الأشخاص في الصف لتقبيل يده.
عاشت هذه البلاد مع نظريات المؤامرة لسنوات عدة. فقد اعتُبِرت البطريركية مؤسسة تُسرِّب خططاً عن تقسيم تركيا كي تتمكّن اليونان من اجتياح البلاد من جديد(!). يعتقد الناس أنه عند قبول الوجود المسكوني للبطريرك برتلماوس، سوف يعمل المسيحيون على إنشاء فاتيكان في تركيا. وقد دعمت الدولة والجيش وبعض القوميين هذه النظرية العبثية.
وعود حزب العدالة والتنمية...
كان حزب العدالة والتنمية أول المعترضين على هذه النظرية. بعد وصول رجب طيب أردوغان إلى السلطة، عادت العلاقات مع البطريرك إلى طبيعتها. فغالباً ما كان يجتمع بالبطريرك، وقد وعد بالعمل – وفي الواقع عَمِل – من أجل إيجاد حل لمشكلة معهد هالكي الديني المستمرة منذ عام 1971.
مشكلة برتلماوس مع تركيا، وربما كانت مشكلته الوحيدة معها، هي عدم القدرة على فتح معهد هالكي. وبسبب العجز عن إعادة فتح هذا المعهد، لم يُعيَّن أي موظف ديني في اسطنبول منذ 38 عاماً. يهدر البطريرك المال والمجهود مع كل يوم يمر. فتركيا مضطرة إلى استيراد موظفين دينيين من الخارج إلى نحو 15 إلى 20 كنيسة في البلاد. يكمن الخطر في ترك البطريركية في عهدة موظفين دينيين أرثوذكس تلقّوا تحصيلهم العلمي في الخارج.
يجب التنبّه إلى أن السينودس الذي هو بمثابة برلمان البطريرك في خطر. لن يتمكّن من الانعقاد بعد فترة من الزمن لأن عدد الموظفين الدينيين الذين هم مواطنون أتراك يتراجع تدريجاً. من أجل ردم الهوة، نستورد موظفين دينيين من اليونان ونمارس الخداع لتجنيسهم في تركيا.
فضلاً عن ذلك، كان السبب الوحيد وراء إغلاق معهد هالكي عام 1971 هو ربط الكليات الدينية بالجامعات، مع أنه لم يكن كلية خاصة. رُبِطت كليات أخرى أُغلِقت في ذلك الوقت بالجامعات وأكملت مسيرتها، لكن معهد هالكي لم يفتح أبوابه من جديد. على الرغم مما تنص عليه معاهدة لوزان ومن أنه حق من حقوق الأقليات، تجاهلنا توقيعنا. كان بالإمكان إعادة فتحه كمدرسة للمهن الدينية مرتبطة بوزارة التربية الوطنية. لكننا لم نفتحه من جديد.
انتظرنا طوال سنوات جواباً من اليونان. أبقينا معهد هالكي رهينة في محاولة لفرض قبول انتخاب المفتين في تراقيا الغربية من قبل الشعب.
هذا هو عارنا في ما يتعلق بالبطريرك. إنه إجحاف كبير، طغيان كبير. إنه منطق التبادل.
وأردوغان هو الشخص الذي عارض الأمر. لقد كنت شاهداً على ذلك.
قال وزير التربية المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية حسين جليك في تصاريحه التي لا تُعَد ولا تحصى "دعوا الأمر لي وسأعيد فتحه في غضون 24 ساعة". وكان يكرّر باستمرار أنه إجحاف كبير بحق البطريرك.
لن يقودنا هذا المنطق إلى أي مكان.
إذاً لماذا لا يُعاد فتحه؟ كل القوى المتديّنة تقاوم إعادة فتحه. والآن نسمع الأسباب عينها: "لا وجود لمساجد في أثينا... الدولة تعيّن المفتين في تراقيا الغربية... فلماذا علينا أن نرضي البطريرك في هذه الحالة؟".
البطريركية هي مؤسستنا. والبطريرك مواطن تركي. سوف يعلّم معهد هالكي مواطنين أتراكاً ويخضع بالكامل لإشراف وزارة التربية.
جميع السكان في تراقيا الغربية هم مواطنون يونانيون. وبصفتهم مواطنين في أوروبا، إنهم في موقع يخوّلهم المطالبة بحقوقهم. يسأل البطريرك: "هل الذنب ذنبي إذا لم تكن هناك مساجد في أثينا أو إذا كانت الدولة اليونانية تعيّن المفتيين؟"
هنا يبرز منطق التبادل. المنطق هو كالآتي، هم يضغطون علي وأنا أضغط عليهم. في حين أن من يتعرّض للضغط هو واحد منا، مواطن بيننا، والبطريركية ملك لنا. بدلا من إظهار الحرص، نمارس الاستقواء. برتلماوس شخص محترم جداً وحذر.
لطالما حرص على الانسجام مع الإدارة، ويمتدح دائماً تركيا في الخارج ويتصرف مثل مواطن تركي. لم يستخدم قط السلطة الدينية الهائلة التي يتمتع بها.
هل يمكننا أن نتوقّع منهم أن يفهمونا؟
بعدما قال في صحيفة "هابرتورك" ومحطة "سي بي إس" الأميركية: "هذا يكفي، أشعر بأنني مصلوب... لا خيار أمامي سوى رفع هذه المسألة إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان"، يجب أن نعيره انتباهنا.
يناشد البطريرك أنقره ورئيس الوزراء الذي يعتبره صديقاً له "أرجوكم أن تنقذوني". يريدنا أن نفي بوعدنا الذي قطعناه قبل أعوام. لن تكسب تركيا شيئاً من صلب البطريرك. على العكس، سوف نتعرّض للإذلال. لكن إذا فعلت العكس وأعادت فتح معهد هالكي الديني، فسوف تمنح هيبة كبيرة جداً لأنقره، وهذا لا يكلّف الكثير. ومن ينتقدون تركيا أمام أوروبا سوف يصمتون. من شأن تركيا أن تتبنّى أقلياتها، وتتفهّم مواطنيها المسيحيين.
إذا لم نكن نفهم الديانات الأخرى، كيف يمكننا أن نتوقّع من أوروبا أن تفهم الإسلام؟ أنا مشوَّش. كيف يُعقَل أن رئيس الوزراء لا يستطيع أن يفي بوعده؟ كيف يُعقَل أنه لا يستطيع تجاوز الأوساط المتديّنة؟ كيف يُعقَل أنه لا يستطيع أن يظهر الشجاعة نفسها التي تحلّى بها في المبادرتين الكردية والأرمنية؟ فلنصغِ وأخيراً إلى برتلماوس. وإلا يجب ألا نغضب إذا قصد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.





#محمد_علي_بيراند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي بيراند - قد يكون هذا صحيحاً