أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم جبار الهلالي - الشعر ...ارجعوا لنا هذا الكائن الجميل














المزيد.....

الشعر ...ارجعوا لنا هذا الكائن الجميل


كريم جبار الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 11:47
المحور: الادب والفن
    



الثقافة لها إسهام بارز في رقي الشعوب ووصولها الى ذرى المجد ,والشعر احد المكونات الكبرى للثقافة تناقلته الشعوب شفاها واحتفظت به كتابة , وقد احتوى قديمه على الحكمة وحلاوة الخلق والحب وعلى ما يقوم النفس ويزيدها رفعة وسمو وجديد الشعر يفيض بما تقدم,لكن الحديث عن جديد الشعر متعب ويغيض ولا نريد ان نتطفل على النقد ,فالنقد له رجالاته ,لكننا نملك ذوقا وقليلا من حصافة الرأي فيما نقرا ,وسماع الرأي من محاسن الخلق, فدعونا نبدي رأيا عله يفيد فيما يكتب من جديد الشعر ولا ضير في انه رأي جاء متأخرا حيث أصبح السكوت مؤلم جدا وأنت ترى كل من استطاع كتابة مغلقة أباح لنفسه إطلاق اسم (قصيدة شعر )على ما يكتب !!وتوهم أو أوهمه البعض في انه أصبح الفارس الأوحد في سوح طرادها ونسى أو تناسى ان دخول سوح الطراد أصبح مباحا في هذا الزمن ولكن قصب السبق لا يحصل عليه الا من امتلك الموهبة الفذة !
والقصيدة الحديثة بشقيها حرة كانت ام قصيدة نثر مهرة أصيلة جامحة لا يتماسك على ظهرها ولا ينقاد عنانها إلا للفارس المجرب والموهوب فإنها مع هذا الفارس تنقاد طائعة ,دعونا نقرا بعض ما ينشر في الصحافة للبعض ممن استسهل كتابة هذه القصيدة من جديد الشعر , والرأي أولا وأخيرا للقارئ النابه الحريص على ان يكون في الوقت الحاضر امتداد للإرث الذي أقام صرحه ذاك السلف الذي يفيض عبقرية والذي أودع ديمومة هذا الشعر وأجاد سبكه بيد الخلف ! وبدون ذكر للأسماء , وهذا مقطع من ما يسمى قصيدة نثر :
يرتجف القلب بين السطور / ليحكي ...ويبكي /
ويبكي ...ويبكي / وهو يكتب عن قلب آلمته وأوجعته
الشكوك والضنون /وبقص حكاية قلب أنساه العشق
والشجون /
كل شيء إلا عشق الحنون
ومن به مفتون ....ومجنون
اه ثم اه ثم اه منك يا قلب

وهذا مقطع آخر لشاعر آخر :
ضع جذورك في طاسه
واسقها يوميا من المنفى
وتريث
سينبت لك وطنا أخر
مليئا بأصدقاء كثر
كملائكة عميان بلا رائحة
الذي يتبادر الى الذهن كمراف فطري انه عندما نسمع كلمة ملائكة تندفع الى الخيال صورة(الأجنحة )ولا اعلم ما لذي تعنيه كلمة (رائحة )؟ ولا جدوى من ذكر المزيد .
ولنذكر بعض المقاطع لفرسان سوح الطراد ولنبدأ بمظفر النواب ,متنبي هذا العصر شعرا أما روحا فانه غلب المتنبي لأنه جفل من مغريات الحياة ولم يمدح إلا من استحق المدح رمزا ولم يهادن!!
قال قصيدة بحق الإمام الحسين (ع) تعمدت الإتيان بمقاطع منها لأنها لم تنشر في مجموعته الكاملة ولم يتطرق لها احد من دارسي ونقاد الشعر .

فضة من صلاة تعم الدخول
والحمائم أسراب نور تلوذ بريحانة أترعتها ينابيع مكة أعذب ما تستطيع!
ولست أبالغ انك وحي تأخر بعد الرسول !!
ان ترابك هيهات يعلى عليه
وبعض التراب سماء تضيء العقول !!
وتستمر القصيدة مهرة أصيلة عنانها بيد فارسها الى ان يقول تلك الجملة الشعرية الباذخة ,جملة تبكي حتى الصخر لصدقها وعذوبتها !
(ولم أرى مثل العراق كريما خجول!! ).

والسياب ..هذا الوديع الحنون..صاحب الألم الكوني يقول في قصيدة (قالوا لأيوب ):
قالوا لأيوب : جفاك الله !
فقال : لا يجفو
من شد بالإيمان ,لا قبضتاه ترخى
ولا أجفانه تغفو
قالوا له :والداء من ذا رماه
فيجسمك الواهي ومن شبته؟
قال : قابيل والشاري سدى جنته
سيهزم الداء ,غدا أغفو
ثم تفيق العين من غفوة
فاسحب الساق الى خلوة
اسل فيها الله ان يعفو !
وفي مقطع من قصيدة غريب على الخليج يقول السياب :

أني لأعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟؟
ان خان معنى ان يكون ,فكيف يمكن ان يكون ؟
إلا ترى معي ان ربات الشعر لترقص طربا عند سماعها هذا النظم من الشعر , لم يكن نظما بل هو إفصاح عن طهر روحي أصيل يقف الإنسان حائرا حيال وصفه !!
ويأتي احدهم في هذا الزمن ويقول متباهيا وكأنه قال عجبا :

خاتمة الإشارات
هذي البلاد
لا تستحق ان اقذف على قبرها
وردة
لو قال ارمي حجرا لكان قد وفق بذلك ولكنه قال اقذف وردة حيث لا يوجد تجانس ولا حس داخلي عند القارئ لقبول ذلك , وحرام ان يشوه بياض الورق بهكذا عقوق .
وجوزيف حرب شاعر ليناني ألقى قصيدة نثر طويلة في حفل تأبين الأديبين محمد الماغوط ومحمد العجيلي اسمها (إيقونتا دمشق )

بين قبرين أنا الآن ,سلاما أيها القبران ,أني أي قبر فيكم قد زرته ,قبري ازور
لم أودع غير أجزائي فكلي لم يعد في الأرض كلي ,وطريقي أصبحت معروفة
أني إذا سرت فمن قبر إلى قبر أسير !!
أيها العمر ابتعد عني قليلا إنني قبل مماتي امتلأت مني القبور
وتعال إلى جديد المدح وروعته حين يقول فيها :

خيامهم للضيف نيران
وأيديهم سحاب
ولهم جبين شامخ ,حر
وفي أعماق أعينهم صقور ,أو حراب
كم سأحتمل الخيانة ؟ كل مقدس في كف لص
كل سارية لراية امة في كف حطاب !!
الذي نود قوله هنا ان أربعة عقود من الزمن أعطت كما مستغربا من كتاب هذه القصيدة لنها لم تفرز نوعا يعتد به يتناسب مع حجم هذا الكم !لم تفرز الا القليل في كل عقد ترك اثرا لا يمكن إغفاله , وبقيت دواوين الشعر الحديث عذراء تزين رفوف المكتبات لم يقدم على تقليبها احد وانقطعت او انحسرت المساحة التأثيرية للشعر في أحاسيس العامة من الناس في وقت كان للشعر مساحة تأثيرية كبرى في مجمل الأحداث عموما مع العلم اننا نملك تراثا ومنجزا شعريا ولا أروع منه ,لكن الخلف المسكون بعقدة وهاجس الخلود والتجديد بدون امتلاكه للأدوات والمفاهيم أمات روعة هذا المنجز .

كريم جبار الهلالي












ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القط/ قصة قصيرة


المزيد.....




- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم جبار الهلالي - الشعر ...ارجعوا لنا هذا الكائن الجميل