أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد عبد الفتاح - عندما نسينا أن هناك أمازيغ مصريون ....!














المزيد.....

عندما نسينا أن هناك أمازيغ مصريون ....!


أحمد عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 10:07
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


وسط مزاد الوطنية المفتوح علي مصراعيه خرج علينا العشرات من الصحفيين - أو بالأحري أشباه الصحفيين - والمذيعين - أو بالأحري أشباه المذيعين - والمدونين - أو أشباههم - وحتي المواطنين العادين ليسبوا ويلعنوا الجزائرين واصفين اياهم بالبربر ثم يضعون بعد كلمة البربر هذه ما يشائون من صفات قبيحة مثل أنهم عنيفون وغير منظمون أو حتي أنهم لا يهتمون بنظافتهم ... سمعنا عن البربر في الأيام الأخيرة صفات لم نسمعها عن أي أناس في العالم حتي أكلة لحوم البشر متناسين أن البربر الذين نسبهم هولاء منهم مصريون ...!! نعم مصريون .


علي بعد 450 كم من العاصمة القاهرة وفي قلب الصحراء الغربية تستقر جوهرة مصر المكنونة وسط الرمال قابعة في ركنها المنيع منذ الالاف السنين ترقب من بعيد ما يجري ، عمرها أكبر من عمر أبو الهول وأهرامات الجيزة وشهدت في تاريخ مصر ما لم تشهده الاهرامات أو شوارع القاهرة ففيها بني الفراعنة معابدهم الدينية الاهم وفيها نصب الاسكندر الاكبر نفسه فرعونا علي مصر ... أنها سيوة .


هناك ترقد سيوة قريبة الي حد ما علي الخرائط ... بعيدة للطامحين للوصول اليها لانه لا يوجد طريق مباشر اليها فالطريق الي سيوة من القاهرة أكثر من 850 كم ويمر عبر مرسي مطروح .. الا ان نشوة الوصول اليها تنسي من تكبد عناء الوصول اليها ما عاناه .


عندما وصلت الي سيوة أول مرة قبل عام ونصف العام لم أكن أعرف شئ عن سكانها ظننتهم عن جهل مجرد مصريون مثلنا الا أنني فوجئت انهم وببساطة من البربر ... نعم من البربر .


هناك وفي قلب الصحراء الغربية يقطن نحو 15الف بربري مصري يتحدثون الامازغية ويرتدون الزي البربري الا أنهم يتحدثون معها العامية المصرية ويعشقون تراب هذا البلد .


لا أنكر أنني وفي بداية الامر توجست منهم خيفة فهم فيما بينهم يتحدثون لغة لا أفهمها ويتصرفون بطريقة لم أعتدها ولكني عندما عاشرتهم خرجت بنتيجة واحدة : أنهم أنقى فئة في شعب مصر , إن لم يكونوا أنقى كائنات بشرية تعيش على كوكب الأرض .


إنهم البربر الذين عرفتهم أهل مكارم أخلاق , أهل كرم , وأهل شجاعة.. لا يمكن ان أصف مدى أخلاقهم السامية .. فهم أحفاد الرجال الزرق وأحفاد طارق بن زياد .. يكفي أن تعرفوا أن اللغة المازيغية لا يوجد بها لفظ واحد للسب .. قال لي ذات مرة أحد حكمائهم " لا توجد في لغتنا شتيمة وفي اضيق الحدود يستخدم بعض الشباب أسماء الحيوانات للسب كالحمار مثلا وهو فعل مذموم الي أقصي درجة عند البربر ".


سالت احدهم ذات مرة هل تحبون مصر فقال لي " بالرغم من أن مصر لم تقدم لنا شئ الا القليل فنحن منسيون في عمق الصحراء لا ينظر الينا أحد الا أننا نعشق ترابها لاننا وبكل بساطة أبناء هذا البلد "


حكي لي أحدهم عن دورهم في نصر أكتوبر وقال لي " كان أبناء الواحة كلهم في سلاح الأشارة الي جانب أخواننا النوبيين حيث كان الجيش يعتمد علي اللغتين الأمازيغية والنوبية في رسائل الاسلكي حتي لا يفهمها العدو ولانها لغات مندثرة وغير مكتوبة ولا يعرفها سوي أهلها فلم يكن العدو يستطيع ترجمتها ".




#أحمد_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد عبد الفتاح - عندما نسينا أن هناك أمازيغ مصريون ....!