أزمات البرلمان ... هل من نهاية

حميد ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أزمة بعد أخرى يشهدها مجلس النواب والجدال يستمر في داخل أروقته كل يوم ولكن يختلف بإختلاف مسميات الاشياء فبالامس كان قانون الانتخابات واليوم إقالة النائب الاول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية من منصبه نائباً لرئيس المجلس .
الحملة الإعلامية التي قادها العديد من نواب المجلس ضد العطية لها أسباب مختلفة فالبعض القى باللائمة على السياسة الخاطئة التي تعامل بها مع جلسة اقرار قانون الانتخابات وهو ما حدا بالعديد من اعضاء المجلس الى جمع التواقيع لإقالته بينما يرى اخرون إن الاسباب تكمن وراء إعتراض بعض النواب على دور العطية في منع إستجواب الوزراء و مساءلتهم هو السبب وراء تصاعد الاصوات المطالبة بالإقالة في حين ذهب البعض الى ابعد من ذلك بمطالبتهم بمحاسبة رئيس المجلس اياد السامرائي ونائبه العطية بسبب سفر الاول قبيل التصويت على قانون الانتخابات وإدارة الثاني للجلسة بشكل كاريكاتيري بحسب النائب صالح المطلك .
هذه السجالات والتضادات بين رئاسة المجلس والاعضاء وفي احيان كثيرة بين الاعضاء أنفسهم ، غالباً ما تنعكس سلباً على الشارع العراقي، قد ينبري لي أحد السادة الاعضاء او المواطنين ليقول إن ذلك يحدث في اغلب برلمانات العالم , نعم هذا صحيح ، لكن برلمانات العالم ليست دائما في عراك مع نفسها اضافة الى انه لا يتوجب علينا ان نقلد الاخرين بكل شيء ونقتبس كل ما نراه, خاصة وإن لتأزم الاوضاع داخل المجلس ووصولها الى مشادات كلامية عنيفة في بعض الاحيان والى درجة الاشتباك بالايدي بين النواب في احيان اخرى ، أثر سلبي على الشارع العراقي فهي تخلق حالة فوضى وأراء متعصبة بين أفراد المجتمع لانها تقسم الاراء ليس من باب "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" وانما من باب التمسك بالرأي وإلغاء الاخر وبالتأكيد ليس هذا ما نريده .
الحوار البناء والتقريب بين وجهات النظر هو ما يجب ان يتم اتباعه ، لذلك على اعضاء المجلس أن يعملوا على مناقشة وتداول وتدارس المواضيع المختلف عليها بطريقة فيها شيء من اللين والتجاذب بدلا عن التعصب والتنافر لان هذا سينعكس على الشارع بسلبه وايجابه فالمجلس يضم ممثلين عن جميع الطوائف والديانات وبالتاكيد هو حال الشارع ايضاً ، وبعض الامور التي تطرح للنقاش تكون مهمة للمواطن وفي بعض الاحيان حساسة بالنسبة له او لفئة معينة من المواطنين ومناقشتها بطريقة متوترة سيعظم من صعوبتها ويصعب من حلها لذلك لابد من اخذ هذه المسألة في الحسبان ومناقشة الخلافات حتى الكبيرة منها بطريقة دبلوماسية لكي تسير الامور بروية وسلاسة .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل