مآذن المؤمنين وحكايات عن تاريخ الدين لدى المسلمين..

عبد الباري رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 01:59
المحور: كتابات ساخرة
    

تذكرتُ في غمرة الأنباء التي شغلت الناس والمحطات الفضائية عن ملابسات الأجراء الديمقراطي عن تصويت المواطنين بنسبة اكثر من 57% في سويسرة لمنع المآذن في المساجد... بداية تلك النكتة التي يرويها الحلبيون عن بدوي قدم من الصحراء مع قطيع من غنمه الى اطراف مدينة دير الزور فدخلها وهو لا يصدق ما تراه عينيه من شوارع وأزقة وعمارات واستوقفه بناء كبير كان يأمه الناس من مدخله الواسع..
فوقف مشدوهاً عند سماعه نداء المؤذن ينطلقُ من اعلى قمة عمود يرتفع من وسطه نحو السماء..إذ كان غير مدركا ً لما يراه و يسمعه لأول مرة .. فتساءل بعفوية البدوي الصادقة...
ـ شو هاد.. ليش أيْعَوي هذا العمود؟!
فأجابه أحد الفهمانين من المسرعين المتوجهين لإداء فريضة الصلاة.. هيدا مش عوي.. هيدا صوت المؤدن يدعو للصلاة..
فاستفسر... وهل هذا يضرُّ الغنم؟..
فقالوا له:
ـ لا خيو.. هدا ما بي دُرْ الغنمات..
فرددَ... عجل خلي عَوي..
وتذكرت ايضاً تلك الجلسة التي جمعتني ذات يوم بعدد من المثقفين في دمشق.. في بيت صديق في ركن الدين رحل منذ سنوات.. وما تناوله عدد منهم من معلومات عن تاريخ المآذنة وبدايات الاسلام ذات مساء.. إذ اكتفى النبي العربي والمسلمين الأوائل ببناية عادية لم يكن فيها مأذنة وهكذا من جاء بعده من خلفاء... وقيل في تلك الجلسة والعهدة على الراوي..
إن الوليد كان اول من فكر في تكوين وتشكيل مسجدٍ يتميز عن بقية دور العبادة.. فاستدعى أحد المهندسين من البنائين المشهورين في ذلك العهد وطلب منه انشاءِ مسجدٍ متميز للمسلمين يختلفُ عن بقية دور العبادة لدى بقية الديانات من يهود ومسيحيين وغيرهم.. فاستفسر منهُ البناء وكيف ترى تكوينه وشكله يا مولانا.. هل لديك من اقتراح محدد؟.. فما كان من الوليد الذي كان معجباً بخصاويهِ وأيرهِ.. ليؤشر على ما بين فخذيه ويقول:
اجعله على شكل ايري وخصاويّ!!.. والمراقب لشكل المساجد القديمة مازال يقف مشدوهاً امام القبتين والقضيب الذي يتوسطهم.. من حقنا أن نتساءل عن صحة هذه الرواية والتدقيق في مصداقية راويها.. مع التأكيد ان المنارات والمآذن القديمة دورت نهاياتها لتكون اقرب الى قلنسوة القضيب/ الأير..
إن كان ذلك صحيحاً فاننا سنكون امام اكتشاف حقيقة جديدة تؤكد تحول المآذن منذ ايام الوليد الى مسخرة ..!!
وشر البلية ما يضحكُ..
عبد الباري رشيد/ المانيا

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل