المتلاعبون بالعقول-1-

مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب
(Merouane Elmaazouzi)

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 18:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تلاعب سقراط بأفكار الناس..فهو من أسقط الفلسفة من السماء إلى الأرض..لذلك ففلسفته لم تصنع في عقل الناس إلا الدوار..خصوصا حينما قدمها للناس بطريقته السحرية..و قد كان هذا التلاعب هو سبب انتحاره شاربا سما بكل اختيار نادما !

تلاعب نيتشه بنفوس الناس..إذ كانت كتاباته ليست إلا تعويضا له عن حب قد خسره..وعن فكر قد خانه..و عن قوة قد خذلته..لذلك انتقم بهذا الأسلوب لأن الناس لم تهتم به..و من خلال هاته اللامبالاة به راودته فكرة الإنسان الأسمى فظن نفسه إلاها يمشي على الأرض..و هذا ما كان وراء جنونه أخيرا.. !

تلاعب ماركس بعواطف الناس..فهو من كتب للناس الرأسمال..بدل أن يقدم لهم هذا الرأسمال نقدا..لذلك عاش الناس في إديولوجية داخل إديولوجيته..و هذا ما كان وراء كونه طل مفلسا طوال حياته !

تلاعب داروين بعقائد الناس..فهو من قال لهم أن الكلب قبل أن يموت سيتحول إلى حصان..و القط إلى نمر..و الذبابة إلى طائر اللقلاق. !
لذلك قبل أن يموت ..كان في طور تحوله إلى فصيلة جديدة من فصائل القردة..هذا ما بان لي عندما رأيت صورته !

تلاعب أوغسطين بأرواح الناس..لأنه ابتدع من نفسه إلاها..ثم بدأ يتوسع في فهم وهمه..ثم دعا الناس إلى عبادته و محبته !
لذلك لما اكتشف الحقيقة أخيرا..وهي عدم وجود الحقيقة..مات كافرا زنديقا !

تلاعب إينشتين بوعي الناس..لأنه هو من اخترع معادلة للكون يقول فيها أنه حتى لو كان تنظيم الكون رياضيا هو 1+1 فإن هذا التنطيم في الكون لا يساوي اثنان ! و هذا ما كان وراء وجود جيوش من القمل في شعره المخبل لعدم اهتمامه بمظهره و لا جسمه !

يتلاعب المؤمن بالناس..لأنه لم يستطع البرهنة على شئ

و يتلاعب الملحد بالناس..لأنه لم يستطع نفي شئ..

وقد تلاعب هؤلاء جميعهم بي أنا أيضا..لذلك أحبهم كثيرا.. ولذلك مدحتهم هنا.. فذمي لهم هومدح في الحقيقة بطريقة سوفسطائية!. . فأنا لا أذم إلا الشخص الذي أحبه !

يتلاعب كل كاتب و مفكر بقلوب الناس..حتى ذلك الذي يظن أنه لا يتلاعب بهم !
لكن..هل هذا التلاعب هو في صالح الناس أم ضدهم ?...و كيف يستطيع كاتب أن يتلاعب بالناس إن كان يكتب لأناس لا تقرأ أصلا ?

20/12/2009 20h15

#مروان_المعزوزي (هاشتاغ)       Merouane_Elmaazouzi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل