أية ديمقراطية لصحافة لا ديمقراطية...

بوزكَو محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 16:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

لا أعرف من أين أبدأ هذا الموضوع، لكني أعرف أني لن أبدأه بلوم السلطة ومخزنها عن مضايقتها للصحافة باستعمال مختلف أساليب الدهاء والقوالب... محاكمات،غرامات، تأويلات... هذا الأمر معروف وقيل فيه الكثير... وحتى لا يُشتبه في أمري، فاني أعلنها أسود على أبيض... أنا ضد قمع الصحافة ومع حرية التعبير... ببساطة لأن إيماني يقين أن طريق التقدم تشقه الحرية وتزفته الديمقراطية...
لكن مشكلتي أنا مع الصحافة نفسها لذلك أريد أن أشمّها لأعرف أين وصلت ريحتها... هل هي خانزة بالديمقراطية أم غير خانزة واها؟... كل يوم أتصفح عددا من الصحف وعدد آخر أقرأه وعبرها أتجول في مختلف المقالات والآراء والأخبار وكل مساء تصيبني صدمة داخلية تؤثر على حالتي النفسية... والحاصول؟؟
الحاصول المفيد أن 90 فالميا من الصحافة تمارس العنصرية والإقصاء... هذه خلاصتي طبعا..
ماذا في جرائد وصحف المغرب غير عربية تلعب التبوريدا وفرنسية تتكَسْوَلُ...؟ فيما لغة الأصل في الوطن وأعني الأمازيغية تتشَمَّشُ وهي تمضغ السْواكْ كي تشغل لسانها المشلول... أين الديمقراطية الصحفية حين تجد في بلد أمازيغي مثل المغرب صحافة تقصي لغة البلاد الأولى؟؟ أليس عارا على الصحف أن تحترف العربية والفرنسية ولا تخصص ولو صفحة بالأمازيغية؟؟
بالفعل.. فللصحافة سلطة، لكن عندنا سلطتها تُسلِطها على أهم مكون للشخصية المغربية، الهوية الأمازيغية تلغيها في الغالب وحين تجبدها في الهدرة تجلدها، فتراهم يتكلمون عن المغرب العربي، وعن اللاعبين العرب بولحروز وبوالصابون وأفلاي... وعن شفشاون وتطوان ويفرن... و و و... ولا يعكَزون في البحث عن أبلغ مصطلح أو أسلس أسلوب كي يستعملوه لجلد روح هذا الوطن ولسلب المغرب أصله الأمازيغي... وهم في ذلك يطمسون ويضمسون الحقيقة...
إن الديمقراطية PUK يجب أن نأخذها كاملة أو نتركها... فحين ندعو بالتعامل الديمقراطي مع صحافتنا فإننا في ذات الآن نريد لهاته الصحافة أن تكون ديمقراطية، وفي المغرب لا تستقيم الديمقراطية مع إقصاء الأمازيغية ... فما حد لم تنفتح صاحبة الجلالة على المكون الأمازيغي وتدخله ضمن انشغالها وفي ماكيطاتها فإنها ستظل تمارس الإقصاء والتهميش وبالتالي فمناشدتها بتحقيق الديمقراطية يبقى نشيد فيه نشاز...
في مغربنا، لسلطة المخزن سلطة تحكَر بها على الصحافة وتُسلطها عليها، ولسلطة الصحافة أيضا سلطة لكنها تحكَر بها على الأمازيغ وتُسوِطهم بها... أي الزرواطة تابعة الصحافة والصحافة هازة الزرواطة تمخض بها أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى كونهم يريدون أن يفتحوا أعينهم على جرائد الصباح والمساء ليقرءوها بلغتهم وبين صفحاتها يعثرون على هويتهم ...
لذلك وجب تصحيح مجموعة من المسلمات قبل الحديث عن الديمقراطية، لأن التصحيح ذاك هو عصب الديمقراطية نفسها... أول مسلمة يجب تصحيحها هو المسلمة التاريخية أي إعادة كتابة التاريخ، والرجوع لحقيقة هذا الوطن وأصله وفصله... ثم بعد ذلك ستصحح باقي المسلمات تلقائيا... فمتى رجعنا للتاريخ وتأكد لنا أن لهذا الوطن هوية أمازيغية وأغلب سكانه أمازيغ، سنصل حتما لخلاصة مفادها أن الديمقراطية تقتضي أن يستفيد هؤلاء السكان من إعلامهم وصحافتهم ويعثروا في كل جريدة عن جانب من شخصيتهم... ما عدا ذلك اسمحوا لي أن أقول أنه لا مجال للحديث عن الديمقراطية...
والحقيقة أن صحافة المغرب لا تستحق أكثر من مخزن المغرب... وما لم تتدمقرط فهي حتما تتمخزن...

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل