أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة 7















المزيد.....

لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة 7


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 23:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما روى لنا التاريخ عن هجوم التتار (المغول ) بقيادة هولاكو على بغداد ,بأن نهر دجلة قد تحول لونه الى الزرقه بفعل ما رما في قعره الهمج المغول (اعداء الحضارة )من كتب ومطبوعات ومخطوطات _بالأطنان _ لمحو حضارة وادي الرافدين العريقه ,فلا بد ان يروي التاريخ _يومآ _للأجيال كيف ان نهر دجلة قد تحول لونه الى الأحمر ,بفعل هجوم الوحوش الكاسره _اعداء الانسانيه _على بغداد في الثامن من شباط الأسود عام 1963 وما قذفوا في نهر دجلة من الضحايا من خيرة بنات وابناء شعبنا من الوطنين الشرفاء وفي المقدمه منهم ,الزعيم الوطني الشهيد (عبد الكريم قاسم ) وصحبه من الضباط الأحرار الشرفاء من قادة ثورة (14) تموز التحررية عام 1958 .. وكواكب لامعة من قادة الحركة الوطنية الديمقراطية والمناضلون المضحون من اجل قضية شعبهم , وفي المقدمة منهم قادة الحزب الشيوعي العراقي الشهداء الخالدين (سلام عادل _محمد حسين ابو العيس _حسن عوينة_جمال الحيدري _محمد صالح _جورج تلو )وغيرهم الكثيرين الذين لأتحصى اعدادهم ,من كوادر واعضاء وجماهير الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية , رمى القتلة بهم في النهر بعد تكبيل اجسادهم بالحديد كي لا تطفوا على سطح الماء .فينفضح امر القتلة المجرمين ...
قد يندهش شبيبتنا الاعزاء من بشاعة هذه الجرائم المرعبه . وقد يستغربون فضاعتها وهم على حق .لأن مثل هذه الجرائم المهولة بعيده عن ذهن أو تصور أي وطني شريف . وبعيدة ايضآعن أي ذرة من القيم الأنسانية النبيلة او الأخلاقية وبعيدة عن قيم أي دين من الأديان السماويه .... لكنها الحقيقة _نعم الحقيقة الواقعة ..الصادقة _ننقلها للأجيال كما عاصرناها وعايشناها وأكتوينا بنارها ,وهذا ما تأكد للعراقين وشاهدوه بأنفسهم , بعد سقوط الطاغية في التاسع من نيسان عام 2003 ,اذ شاهدوا وهم مذهلون ما كنات الثرامات البشرية _على ضفاف نهر دجلة في بناية الشعبة الخامسة _ المحصنة _في الكاظمية , ويقينآ شاهدها الكثير من الشبيبة من جيل السبعينات والثمانينات في الكاظمية وبغداد ,كما شاهدوا ايضآ المعتقلات السرية في البناية ذاتها تحت الأرض ,
لاشمس تدخلها ولا نور , تغص بأعداد من المعتقلين رجال ونساء
لايعلم ذويهم بمصائرهم , وقد مضى عليهم اكثر من عشر سنوات
دون محاكمة ..خرجوا من تحت الأرض كأصحاب الكهف لا يفقهون شيئآ عن ما جرى ..ويجري وقد اصاب البعض منهم الجنون
وان أحد هؤلاء السجناء بعد ان تم خروجه من المعتقل قال
(هل مات البكر) ..؟. اما النساء فقد كن عاريات ...
هذا ما شاهده العراقيون بأنفسهم ,كما شاهدوا المقابر الجماعية ,
فهي الدليل والبرهان ........
وعلى أية حال , نعود الان للحديث عن مجزرة شباط الأسود
فقد اذاع البيان الأول للأنقلاب الدموي _العقيد عبد السلام محمد عارف _الذي كان قد حكم عليه بالاعدام , بفعل خيانته ومحاولته
أغتيال الزعيم (قاسم) في غرفته بوزارة الدفاع ودوره التأمري على الثورة لكن الزعيم( قاسم ) وما يتسم به من خصال الرجوله
والشجاعة والشرف فقد كان يومن بالقول المأثور (العفو عند المقدرة) فرأف بحاله , ولم يتنفذ به حكم الأعدام وظل في زنزانته
حتى اطلق سراحه اللصوص القتله , وأوكلوا له مهمة اذاعة البيان
الأ ول ,ونصبوه رئيسآ للجمهوريه ,وما كان عارف يمتلك خصله من خصا ل الرجوله والشجاعة والشهامه او الوفاء ,وتناسى عارف
انه وقبل ساعات من الأنقلاب كان مصيره وحياته بيد الزعيم (قاسم) فقد كان يملأ قلبه الحقد والأنتقام ,فقتل بيده الأثمه بكل خسه وجبن الزعيم (قاسم) وصحبه من الضباط الشرفاء في مبنى الأذاعه _الصالحيه _ في اليوم الثاني للأنقلاب الدموي , وهكذا وكما جاء في القول المأثور (ان انت أكرمت الكريم ملكته _وأن انت أكرمت اللئيم تمردا ) وتلك هي سمات عصابات البعث ودعاة
القوميه الزائفه . والمهم , لم يكتفي البعثيون والقوميون بسفك
دماء مئات الضحايا من ابناء شعبنا امام وزارة الدفاع ,(باب المعظم
وامام مبنى الاذاعه –الصالحيه ) في الساعات الأولى لأنقلابهم الفاشي .. بل كانت هذه المجزرة بداية نهر الدماء ,ولمواصلة
جريان نهر الدم عمد اللصوص القتله الى تشكيل ما يسمى
بالحرس القومي من الصبية المرهقين والحثالات المنبوذة ,بقيادة قتله محترفين , امثال _عمار علوش _خالد طبرة _ناظم كزار _صدام حسين _وغيرهم من عتاة المجرمين , لقتل وذبح العراقين من الوطنين واليمقراطين الشرفاء وفي المقدمة منهم الشيوعيون ,
اشد اعداء الاستعمار ضراوة واخلص الناس لشعوبهم وقد ترجم
اللصوص القتله سراق ثورة 14 _ تموز التحرريه عام 1958 , شعارهم المخزي الذي تجمعت حوله كل قوى الشر الباغيه , يا أعداء الشيوعية اتحدوا _ الى واقع عملي ملموس _
بأصدار بيان رقم( 13 ) السيء الصيت في الساعات الاولى لأنقلابهم
الفاشي الدموي ,بأبادة الشيوعين والمشتبهم بهم على حد ما جاء في البيان
فكان طغيان عصابات البعث والقوميون والحرس القومي ..انقضوا
بوحشية البرابرة على الشيوعين والد يمقراطين وجماهير الشعب
حتى غير الحزبين منهم , لمجرد تعاطفهم مع الشيوعين او الزعيم
(قاسم ) واستباحوا _بوحشيه الدم العراقي الطهور في اقدس شهر
من الشهور الحرم ,(رمضان الفضيل )وسالت الدماء في كل شارع
وزقاق وبيت ... وانتشرت مأتم العزاء في الشوارع والازقه والبيوت
ثم الاعتقالات العشوائيه _الهمجيه لكل هؤلاء الوطنين .....حتى
تحولت النوادي الرياضيه في كل المناطق ,الى مقرات لصبيان
الحرس القومي ,يحشرون فيها هؤلاء الوطنين ليمارسوا معهم
ابشع اساليب التعذيب البربرية الهمجية , والتي فاقت حتى اسليب
هتلر وموسولين , اذ لم يذكر لنا التأريخ حادثة عن أغتصاب
هتلر للنساء او الفتيات ,اما هؤلاء الاراذل الساقطين , فقد
اغتصبوا النساء والفتيات وهتكوا الاعراض ,بلا وازع من
شرف او ضمير اودين .حتى نشروا الرعب والفزع في النفوس
ولانريد الأطاله في الحديث عن همجية هؤلاء الاوغاد ,وما ارتكبوه
من جرائم يندى لهل الجبين وتقشعر لهل الابدان ... اذ قد لايكون
الحديث وافيآ ومتكاملآ , لهول وفضاعة تلك الجرائم ولأنها شملت
كل العراق وليس بغداد لوحدها , ولكن وعندما يكتب كل المناضلين
الذين اكتوا بنار الهجمه الهمجيه يمكن ان تكتمل الصورة بكل وضوح
وعلى هؤلاء المناضلين ان يكتبوا بأمانة لأن التاريخ امانه بأعناقهم,
ويفترض نقله بكل امنه وصدق الى الأجيال ,ولأن التاريخ الحقيقي
للشعوب هو ما يكتبه ويسطرة ابناءها بدماهم الزكيه ..وليس ما تسجله
الطبقات الحاكمه (السائده) ومن هنا فأننا نجد في هذه الصورة الشعريه
الرائعه هي التعبير الأكثر والأعمق بلاغة ,عن محنة العراق والعراقين
واستباحة دمهم واقهان كرامتهم على ايدي هؤلاء الوحوش الكاسرة ,سيما
وانها من شاعر عاش المحنه واكتوى مع عائلته المناضله بنارها,واقتيدوا
الرجال منهم والنساء سبايا المعتقلات ,ويكتب هذه القصيدة وهو معنا في
الأعتقال ..يخاطب الشاعر نصير النهر الشمس قائلآ ...

ايتها الشمس خشوعآ قفي وطأطئي للأرض هامك

فشعب العراق فداء عينيك طواه الدم ..من كل قلب يراق

في البيت .في السجن .وفي الشارع في حشرجات النغم الرائع

حيث دوي الرصاص بحرقة يبكي بحرقة يحكي

لوعة شعب العراق عبر بطولاته ...من اجل ان


تطلعي _من عمق مآ سا ته

أيتها الشمس خشوعآ قفي حي ضحايا الكفاح

حي بصمت الجراح شعب العراق الوفي


بهذه الصورة البليغه _الحقيقية _يعبر الشارع عن الكارثه المروعة
لمحنة الشعب العراقي ..وكان الشعب فعلآ وفيآ لثورته الجبارة ..
لتاريخه العريق المشرف ..فقدم كل هذه الدماء الزكيه في الدفاع
عنها وعن الأستقلال الوطني ....... اراده عصابة اللصوص القتله
بتشكيل الحرس القومي ليكون اداة قمع ارهابيه ونشر الرعب والفزع
في النفوس , بهدف حماية حكمهم المهزوز والمرفوض من الشعب
لكنهم فشلو في ذلك _لأن عصابة اللصوص القتلة هم خليط غير
متجانس .... فكانت التناقضات والصراعات بين افراد العصابه
على المغانم ,الكل يريد حصة الأسد من الغنيمه ..فاشتدت واحتدمت
الصراعات بينهم . . ..وبذلك تأ كدت مصداقية نبؤة الشهيد الخالد
(سلام عادل ) قائد الشيوعيين العراقين ,الذي خاطب جلاديه وهو تحت
التعذيب , يقطعون أوصاله ,وفقأوا عينيه . فقال لهم (ان حكمكم سوف
لن يدوم اكثر من حمل أمرأه ايها الصبيان ) وفعلآ سقط حكمهم الدموي
في ظرف حمل أمرأه , ذلك لأن الشهيد الخالد_ كان يدرك تمامآ
طبيعة تلك العصابة . غيرالمتجانسه . وتتحكم فيها المصالح الضيقه
لأفرادها .. فلقد تفجرت تلك الصراعات بين العصابه في يوم
13 | تشرين الثاني من العام نفسه 1963 ..حتى استغل عبد السلام
عارف تلك التناقضات والصراعات _وانشغال عصابة اللصوص ..
فأنقلب عليهم وأعلن أنقلابآ عسكريآ في ( 18 ) تشرين الثاني ..
ثم القى عارف مسؤلية كل الدماء التي سالت , وكل الجرائم البربريه
وهتك الأعراض على البعثيين والحرس القومي وحل جهاز الحرس
القومي في وقت كان فيه _عارف _احد اقطاب المجزره الرهيبه
وشريكآ في كل جرائهما


يتبع







#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة 6
- لتكف غرابين البعث عن النعيق .... 5
- لتكف غرابين البعث عن النعيق 4
- لتكف غرابين البعث عن النعيق 3
- لتكف غرابين البعث عن النعيق .... 2
- قصة الهروب من نفق سجن الحلة . . . والمزايدات الرخيصة


المزيد.....




- من هي كلاوديا شينباوم أول رئيسة للمكسيك؟
- القضاء الباكستاني يبرئ عمران خان من تهمة تسريب أسرار دولة
- مودرايا تكشف سبب رفض زيلينسكي الاستفسار لدى المحكمة الدستوري ...
- برلماني مصري يتحدث عن مفاجآت بعد استقالة الحكومة.. وآخر يعرب ...
- الحيوانات ترقص أيضاً والإنسان يقلّدها
- هل تعد السياحة نقمة على السكان المحليين؟
- فيديو: مشاهد مؤلمة لعائلات تودع قتلاها بعد قصف إسرائيلي عنيف ...
- بسبب بالونات تحمل القمامة... كوريا الجنوبية تعلق اتفاق السلا ...
- نتنياهو: ما عرضه بايدن ليس دقيقا والحرب ستتوقف لإعادة الرهائ ...
- ردا على -شهر فخر للمثليين-.. حانة أمريكية تحتفل بمستقيمي الج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة 7