أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - لتكف غرابين البعث عن النعيق 4















المزيد.....

لتكف غرابين البعث عن النعيق 4


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 19:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



أتخذ البعثيون ودعاة القومية الزائفة من شعارات الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة آنذاك ذريعة للوقوف بوجه ثورة تموز التحررية ، وعرقلة مسيرتها التقدمية ، وقد تحالفوا مع الإقطاعيين وكبار الملاكين الذين تضررت مصالحهم بفعل القوانين والإجراءات التقدمية التي أقدمت الثورة على اتخاذها ، مع أن الوحدة الفورية لم تكن نقطة خلاف أساسية أو جوهرية مع أطراف جبهة الإتحاد الوطني أو مع لجنة الضباط الأحرار ، وكان من الممكن حسمها عن طريق الحوار في حال صدق النوايا ، وخاصة وإن هناك إجماع وطني بين أطراف الثورة بجناحيها العسكري والمدني على بناء أفضل العلاقات مع تلك الدول الشقيقة ، وقد تجسد فعلاً من خلال عقد العديد من الاتفاقيات وعلى كل الصعد ، إضافة إلى إن الدستور العراقي المؤقت الذ ي الذي شرعته حكومة الثورة منذ أيامها الأولى ، كان يسترشد بالدستور المصري ويستند عليه ، فضلاً عن إن القوى التقدمية الديمقراطية ومنها الشيوعيين قد طرحوا شعار ( الإتحاد الفيدرالي ) لتعزيز المسيرة التقدمية للثورة وليمهد لوحدة سليمة ورصينة تستند على إرادة الشعبين الشقيقين ، وهذا الإتحاد الفيدرالي ليس ضد الوحدة أو نقيض لها ، بيد إن أعداء الثورة حاولوا تفسير هذا الشعار بعكس أهدافه لتضليل وخداع الجماهير البسيطة وصرف أنظارها عن النوايا الحقيقية المبيتة .
والحقيقة إن الذي أرعبهم وأذهلهم وجعلهم يتآمرون على الثورة هو النهوض الثوري العاصف للشعب العراقي وإلتفافه حول الثورة وقيادتها ، والتعاطف الكبير والمنقطع النظير مع الحزب الشيوعي العراقي ، والإنجازات الكبرى التي حققتها الثورة المباركة ، من خلال إنزال أقسى الضربات بالمصالح الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط ، ومن ثم ما تحقق من حريات ديمقراطية ، وتشريع قانون الأحوال الشخصية ، وقانون الإصلاح الزراعي الذي قصم ظهر الإقطاع ، الركيزة الأساسية للنظام الملكي المقبور ، وأنتهاءاً بالانسحاب من حلف بغداد الاستعماري ومن منطقة الجنيه الإسترليني ، كل ذلك قد أرعب الدوائر الاستعمارية الغربية ومنها أميركا وبريطانيا ، وكل القوى الرجعية سواء كانت محلية أو عربية ، وهذا ما عبرت عنه الصحافة الأمريكية في حينها وأبدت خشيتها من التغلغل الشيوعي الذي أسمته ( الفيضان الأحمر ) ، وتأثيره على الزعيم عبدالكريم قاسم ، حتى سارعت على أثرها أمريكا الى إرسال وكيل خارجيتها حينذاك ( رونتري ) في 8 / آذار / 1958 الى القاهرة للتباحث مع عبدالناصر بشأن التغلغل الشيوعي المزعوم ، وقال ( رونتري ) في حينها إن بوسع الولايات المتحدة الأمريكية أن تطمئن الى أن عبدالناصر قادر على مواجهة التغلغل الشيوعي ... وكتب الى إيزنهاور قائلاً : ( إن عبدالناصر قرر العمل في العراق على رفض النفوذ الشيوعي ) وأكد رونتري ( إن جهد المجموعات القومية هو الذي يستطيع أن يقاوم التغلغل الشيوعي ) ، وما يدعو للأسف إن عبدالناصر كان يدفعه شعور الزعامة ، ليجعل من نفسه إمبراطور على العرب ، وأنتابه الشعور بأن الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم ينازعه على هذه الزعامة .
من هنا كان حقده على الزعيم قاسم وخشيته من التغلغل الشيوعي وتأثيره على قائد الثورة ، ومن هنا أيضاً أحتضن عبدالناصر كل أعداء الثورة الوطنية التحررية ، من بعثيين وقوميين وإقطاع وكبار الملاكين وذلك من أجل إجهاض الثورة ، بالتعاون مع أعتى دولة إمبريالية وأشد أعداء الشعوب ( الولايات المتحدة الأميركية ) فأين الوطنية أذاً يا دعاة الوطنية والعروبة ؟
وهكذا وبعد إن وافق شن طبقه ( رونتري / عبدالناصر ) نفذت الحلقة الأولى من مسلسل التآمر الاستعماري الرجعي على الثورة الفتية ، أي بعد ثلاثة أشهر فقط من هذا اللقاء حيث مؤامرة الشواف في الموصل 8 / آذار / 1958 والثورة لم تزل في الأشهر السبعة الأولى من عمرها مدعومة من مصر عبدالناصر بالسلاح والعتاد وإذاعة لبث بيانات التمرد ، وقد رافقت مؤمرة الشواف أحداث دامية ومأساوية مروعة ، أستغلت من المتآمرين البعثيين والقوميين ومن يقف وراءهم ، فضلاً عن وسائل الإعلام العربي الرجعي وخصوصاً الجمهورية العربية المتحدة ، حيث أستغلت للتباكي وذرف دموع التماسيح على القومية العربية ، والدماء التي أريقت في الموصل ، وقد ألقيت مسؤولية كل تلك المآسي على عاتق الشيوعيين ، وأصبحت قضية الموصل ( قميص عثمان ) بيد البعثيين والقوميين وكل القوى الرجعية المحلية والعربية للطعن بالشيوعية . إن البعثيين وكما هو معروف عنهم يقومون بأفظع الجرائم النكراء ، وعند الرد عليهم يقومون بالتباكي لكسب عواطف الناس واستعدائهم على الشيوعيين ، وظلت هذه الحقيقة طيلة العقود المنصرمة غائبة عن الجماهير العراقية والرأي العام ، الذين لم يعوا تلك المجازر الدموية ، سوى إنهم سمعوا إنها مؤمرة سحقت بهذه القساوة ، أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومن المسئول عن ذلك ، فلم يكن لديهم أي علم بسبب الإعلام الرجعي المحلي والعربي الذي سوقها وأخفى جوانب منها لأغراض في نفس يعقوب .
من المعروف إن الديمقراطيين التقدميين والشيوعيين العراقيين لم يكن يمتلكون وسائل إعلام مرئية أو مقروءة أو مسموعة ، وكانوا محاربون ومضطهدون وهذا حالهم في كل العهود التي مر بها العراق ، حيث القمع والبطش والسجون والمعتقلات والإعدامات .... الخ الأمر الذي جعل هذه الاتهامات الباطلة والافتراءات راسخة في ذهن الكثيرين من الناس البسطاء ... وإذ ما تزال بعض الفضائيات المسمومة إلى يومنا هذا تعرض أفلاماً مشوهة وبعيدة عن حقيقة وواقع ما جرى في أحداث الموصل .
ولغرض الرد على بعض الشبهات والاتهامات سنعرض جملة من الحقائق ونضعها أما الأجيال الجديدة لتعي الحقيقة كما هي لا كما يصورها المغرضون ونقول من يريد الاستزادة في المعلومات حول هذا الحدث عليه
1. مراجعة كتاب تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري الجزء الثاني ص 87 ، ومذكرات عبداللطيف البغدادي الجزء الثاني ص 77 ، وكتاب عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الجزء الثاني ص 359 لعزيز سباهي .
2. إن تحركات المتآمرون وعلاقاتهم واتصالاتهم بالجمهورية العربية المتحدة وسوريا ، والأسلحة التي ترسل إليهم عبر الأراضي السورية ، واللقاءات بين رؤساء المخابرات المصرية والسورية وبين المتآمرين في الموصل كانت مكشوفة للقوى التقدمية الديمقراطية ومنه الشيوعيون ، وكذلك الزعيم عبدالكريم قاسم .
3. كان مجلس السلم والتضامن العراقي قد قرر إقامة مهرجان السلم في الموصل ، بعد أن أقيم في عدة محافظات عراقية ، وقد أيد وتعاطف الزعيم قاسم مع هذه الفكرة معتبراً إياها رسالة تحذيرية للمتآمرين ، وقد أو عز الزعيم لرئيس أركان الجيش آنذاك بإبلاغ العقيد الشواف بعدم نزول الجيش للشوارع خلال يومي انعقاد المؤتمر ، وقد بدأت الجماهير تتوافد إلى مدينة الموصل الحدباء من كل مدن البلاد للمشاركة في مهرجان السلم والتضامن .
4. عندما أبلغ العقيد الشواف بأمر رئيس أركان الجيش بعدم النزول إلى الشوارع والبقاء في الثكنات شعر الشواف بالريبة والخشية من افتضاح أمره ومن معه من الضباط المتآمرين ، فقد سارع بإرسال مجموعة من البعثيين والقوميين المسلحين برشاشات لخلق بلبلة وفوضى والقيام بأعمال تخريبية والاعتداء على المواطنين ، ومع نزول هؤلاء الأوباش إلى الشوارع صباح يوم 7 / آذار / 1959 .. وقاموا بحرق المكتبات اليسارية والاعتداء على المواطنين الوافدين لحضور المهرجان ، وعمت الفوضى وفقد الأمن ، وقد أراد الشواف بهذا العمل ذريعة لإنزال الجيش للشوارع على إنه ( أي الشواف ) يهدف إلى حفظ الأمن والنظام ، وهكذا بدأت المنازلة بين المتآمرين الخونة المدججين بالسلاح وبين الجماهير العزل من السلاح ما خلى العصي والقضبان الحديدية ، وهنا نسأل لمن تكون الغلبة ومن القاتل في هذه المنازلة ، هل هي لحملة الرشاشات أم لحملة العصي ؟ الجواب متروك للقارئ اللبيب ، فالبعثيون والقوميون القتلة قاموا بحرق المكتبات ، والمواطن صاحب المكتبة ينظر بعينيه إلى حرق مكتبته بما فيها من أموال ، فهل سيبقى مكتوف الأيدي متفرجاً على ماله وهو يحترق ؟ فلا بد أن يدافع عن ماله وهذا أمر طبيعي ومشروع ، وما ذا كان ينتظروا من القوى التقدمية والوطنية صانعة الثورة هل تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد تنفيذ فصول المؤامرة الخسيسة ؟

هذه هي المؤامرة الأولى للبعثيين ودعاة القومية الزائفة وسنتناول في الحلقة القادمة المؤامرة من الناحية الميدانية ، لنكشف عن تلك الوجوه الكالحة ..... يتبع



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكف غرابين البعث عن النعيق 3
- لتكف غرابين البعث عن النعيق .... 2
- قصة الهروب من نفق سجن الحلة . . . والمزايدات الرخيصة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - لتكف غرابين البعث عن النعيق 4